رأي

حديث السوشيال- كيف تتميز عن غيرك اليوم؟!

بقلم: معن الحسيني

مررت على جملة لأينشتاين يقول فيها: إن الذكاء لا يقاس بمقدار المعرفة بل بالمقدرة على التخيل.

وقد حضر في ذهني كثير ممن أعرفهم من العاملين في الحقل الأكاديمي أو العملي، والذين يعتقدون أن تكديس المعرفة واستحضار المعلومات بسرعة عند طلبها هو سر النجاح.

بل إن بعضهم يفاجأ بعدم حصوله على المنصب المطلوب أو الترقية المنشودة أو الإشادة المتوقعة من الغير رغم براعته في ذلك.

ويعتقد المفكر عبد الوهاب المسيري أن ما يميز الإنسان اليوم قد اختلف عن السابق فيما يتعلق بالمعارف.

ففي العصور القديمة كانت درجة تميز الشخص تقاس بمدى حفظه، وقد كنا نرى العرب أبرع الناس في حفظ المعلقات الشعرية الطويلة، واسترجاعها بطريقة قد تكون إعجازية. وقصة الأصمعي وقصيدته “صوت صفير البلبل” مع الخليفة أبو جعفر المنصور، أكبر دليل على ذلك.

أما اليوم لا تكاد تحتاج إلى معلومة ما عن أي شيء، من طريقة عمل الكوسا محشي، إلى تركيب صاروخ فضاء، إلا وتجدها بضغطة زر واحدة، ومن نافل القول أن هذه المعلومات كلها فوق طاقة البشر.

إذن كيف لنا أن نصل للتميز بين أقراننا؟، الحل في الإبداع وتطوير طريقة تحليل وتركيب المعلومات للوصول إلى أفكار جديدة لم يسبقنا أحد إليها.

بقدر ما تستطيع إبهار من هم حولك، بقدر ما تكون ناجحاً. وأنا طبعا لا أتحدث هنا عن الإبهار السطحي المعتمد على الشكل دون المضمون، لأن هذه بضاعة سحرة فرعون الذين سحروا أعين الناس.

ويبقى السؤال: هل كل واحد منا قادر على التخيل والإبداع؟، هل هذا النوع من الذكاء يتأتى لكل أحد؟.

لاشك أن الناس يختلفون في قدراتهم عند الولادة، ولاشك أن جزءًا من هذا النقص يتم تعويضه في التدريب والتخصص الدقيق في مجال العمل أو الدراسة، والإطلاع على تجارب الآخرين بشكل مستمر.

ولكل مجتهد نصيب.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى