أخبارأخبار العالم العربي

تقارب عربي- عربي.. السيسي يدعو أمير قطر لزيارة مصر

في خطوة هامة نحو تحقيق التقارب العربي- العربي وإزالة الخلافات بين مصر وقطر، تلقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له لزيارة مصر في أقرب فرصة.

جاء ذلك خلال استقبال أمير قطر، اليوم الثلاثاء، لوزير الخارجية المصري سامح شكري، وذلك خلال زيارته الحالية إلى قطر.

وصرَّح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن شكري استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس السيسي إلى أمير قطر، وقام بتسليمه رسالة تضمنت الإعراب عن أهمية مواصلة التشاور، والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المُقبلة.

ووفقًا لبيان لوزارة الخارجية المصرية أكدت الرسالة التطلع لاستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقًا مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم ملموس، ورغبة في تسوية كافة المسائل العالقة، في إطار ما نص عليه “بيان العُلا”.

وأوضح حافظ أن أمير قطر طلب نقل تحياته إلى الرئيس المصري، وأعرب عن تقديره وإشادته بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية، وما شهدته الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات الوزارية واستئناف لأطر التعاون بين البلدين.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في يناير الماضي اتفاق مصر وقطر على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تبادل البلدان مذكرتيَّن رسميتيَّن، اتفقتا بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وفي مايو الماضي تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوة من أمير قطر لزيارة الدوحة، سلمها له الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر. وفقًا لموقع “اليوم السابع

أسباب التقارب

وتعد هذه التطورات أمرًا لافتًا في ملف التقارب العربي- العربي والتقارب بين مصر وقطر على وجه الخصوص، حيث استبعد كثيرون حدوث تقارب ومصالحة بين البلدين إثر الخلاف العميق الذي نشب بينهما طوال السنوات الست الماضية التي تلت الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.

وبدأ البلدان في تغيير مواقفهما بعد وساطة سعودية نتجت عن اجتماعات قمة “العلا” التي عقدت في السعودية، وأسفرت عن اتفاق على إنهاء الأزمة بين قطر وجيرانها في الخليج ومصر، وتلا ذلك وقف التوتر بين مصر وتركيا ودخولهما في مصالحة تاريخية.

ووفقًا لموقع “دويتشه فيله” يرى خبراء أن أسباب التقارب المصري القطري يعود لأسباب اقتصادية، حيث يعيش في قطر أكثر من 300 ألف مصري، وهناك استثمارات قطرية ضخمة في مصر.

كما أن هناك سبب سياسي يعود إلى خارطة التحالفات الإقليمية الجديدة، وإمكانية “نشوء تحالف رباعي بين قطر والسعودية وتركيا ومصر، سيمثل تجاوزاً حقيقياً لدور الإمارات الإقليمي”. وذلك بعد ان تجاوزت الإمارات مبادرة السلام العربية وقامت بالتطبيع بشكل مجاني مع إسرائيل بحثاً عن مصالحها الخاصة، كما أن هذا التحالف السني من شأنه مواجهة إيران الشيعية إذا ما استمرت في محاولة زعزعة الأوضاع في المنطقة والخليج.

فيما يرى آخرون أن السياسة التي اتبعتها قطر وتركيا لإحداث تغيير داخلي في مصر منذ عزل مرسي أخفقت، وأن مواصلتهما للسياسة ذاتها بات أمرًا غير فعال ومجرد إهدار للوقت، وهو ما دعاهما لوقف العداء ضد النظام المصري، ما سمح باستئناف العلاقات.

ولم يغفل الخبراء نقاطًا أخرى تصب في صالح تحقيق المصالحة بين مصر وقطر من بينها مصلحة مصر في تجريد جماعة الإخوان المسلمين من الدعم المطلق لأهم حليفين إقليميين لها (قطر وتركيا)، وكذلك تجنب ضغوط “الأدوات الإعلامية القطرية” التي شكلت إحدى أسباب التوتر بين البلدين.

كما أن المصريين في حاجة إلى وساطة قطرية في الأزمة المستمرة مع إثيوبيا حول سد النهضة، خصوصًا أن الدوحة تملك علاقات جيدة مع أديس أبابا والخرطوم، كما يمكن للطرفين، أي مصر وقطر بالإضافة لتركيا، التعاون بشكل أفضل لحل الأزمة الليبية.

كما توجد نقاط مصالح مشتركة بين مصر وقطر فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ولعب البلدان أدوارًا كبيرة في الوساطة بين حماس وإسرائيل لوقف القتال الأخير، وأشادت حماس، المحسوبة على الإخوان المسلمين، بالقيادة المصرية بشكل كبير، فيما احتفى الإعلام المصري بحماس وطريقة إدارتها للصراع مع إسرائيل، في تشابه كبير مع التوجه القطري.

ويرى كثيرون أن عودة مصر للعب أدوار مهمة في وقف التصعيد بين حماس وإسرائيل يعود بالأساس لتضرر القاهرة من السياسة الخارجية الإماراتية التي أهملت الدور المصري الإقليمي في العلاقة مع إسرائيل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين