رأي

رحلة اليهودي الوظيفي من الأندلس إلى الشرق الأوسط

بقلم: معن الحسيني

في التسعينيات من القرن الماضي تنبأ المفكر المصري عبد الوهاب المسيري بما سيؤول عليه حال الأمة في أيامنا هذه، فقال إن اليهودي لن يكون ذلك العدو الذي يريد تدميرنا بالأسلحة، بل سيأتينا وهو “يحمل شنطة سامسونايت وجاي يتاجر معاك”.

وأضاف أنه سيكون أيضاً ذلك المسلم الذي “سيقف معك في الصف الأول ليصلي العشاء بخشوع”، وقد أضحت وظيفته تقديم العون والدعم لليهودية العالمية، وضمان أمن إسرائيل وازدهار اقتصادها.

تنبأ المسيري بأن ما لم تستطع إسرائيل اكتسابه بالحرب والعدوان، ستستطيع اغتنامه بالتغلغل بين ظهرانينا بالقوة الناعمة، وعندها كما قال بالعامية المصرية “حنتلحس”، أي ستصبح أمتنا أثراً بعد عين، وتذوب في هذه “الحلة” الكبيرة التي تحكمها المصالح العالمية.

لقد استشرف المسيري المستقبل وعرف أن موازين القوى لا يمكن أن تكون لصالحنا، ومتوهم من يرى عكس ذلك.

لا نتكلم هنا عن التفريط بالحقوق ولا المقدسات، ولا الرأي الشرعي الذي بات اليوم وجهة نظر للأسف عند الكثيرين، فذلك حديث آخر، بل عن حسبة مصالح وموازين قوى مجردة من القيم والعواطف.

في عام 422 هـ أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس، مما حدا بكل أمير من أمراء الأندلس إلى بناء دويلة منفصلة، وتأسيس أسرة حاكمة من أهله وذويه، فقسموا الدولة إلى 22 دويلة، منهم غرناطة وأشبيلية وبلنسية وطليطلة وغيرها.

وبينما ورثت تلك الدويلات ثراء الخلافة، إلا أن عدم استقرار الحكم فيها والتناحر المستمر فيما بينها جعل منها فريسة لممالك الشمال الإسبانية، حتى وصل الأمر إلى أن ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك ألفونسو السادس، وكانوا يستعينون به على إخوانهم.

ما أشبه البارحة باليوم.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى