راديو “صوت العرب من أميركا” يناقش قصة نجاح الكاتب والصحفي محمود الزاواوي
واشنطن – الاستماع للتاريخ ممن عاشوه له متعة خاصة تختلف عن قراءة الكتب، وهذا ما يفعله برنامج “شخصيات صنعت تاريخا” والذي تقدمه الإعلامية ليلى الحسيني على “راديو صوت العرب من أميركا” على مدار حلقاته المختلفة.
استضافت الحسيني المؤرخ والباحث والكاتب الصحفي الأردني محمود الزواوي ليروي كثير من الذكريات والمواقف مع كبار السياسيين والفنانين ونجوم المجتمع في العالم العربي منهم الزعيم عبد الناصر والفنانة صباح وأم كلثوم وغيرهم، في حلقة أذيعت بتاريخ 9 أغسطس/ آب2017 .
بدأت الحسيني بتعريف الزواوي الحاصل على البكالوريوس والماجستير من جامعة جورج واشنطن، ولد في القدس القديمة على بعد 100 متر من الأقصي و300 متر من كنيسة القيامة حيث كان محاط بالأديان ودرس فترة في مدرسة العمرية التي تقع في القدس المحتلة الآن.
وسألت ليلى الحسيني “كيف كانت بداياتك؟”
أجاب د. الزاواوي “هاجر أهلي عام 1940 من القدس إلى القاهرة حيث حصلت على الشهادة الثانوية هناك، ثم انتقلت ودرست في كلية الحسين في عمَّان، كنت محاطا بالقومية العربية، وأذكر أنني أرسلت بطاقة معايدة لجمال عبد الناصر من كثرة حبي له وتعلقي به وبأجواء القومية العربية، لم أعلم أنه استلمها إلا حين جاء الرد برسالة شكر وتقدير؛ ومازالت أحتفظ بتلك الرسالة حتى الآن حيث وصلني ردها بعدما غادرت مصر ووصلت إلى أميركا لأول مرة شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1959، وتلقيت رد خطابي من الزعيم عبد الناصر في رسالة موقعة.
واستطرد “تربيت على إذاعة القاهرة الكبرى ومجلة الكواكب المصرية، روزاليوسف، آخر ساعة وعشت بالقاهرة لفترة حيث أمضيت سنة دراسية بمدرسة بالفجالة وأقمت في حي شبرا مصر لمدة ثلاثة أشهر وبعدها أنتقلت إلى حي مصر الجديدة حيث تعلقت بالسينما، لعبت مصر والسينما المصرية دورا كبيرا في حياتى حتى أصبحت من الشغوفين بالسينما المصرية وكنت من متابعيها حتى عمري القصير في القدس وعمَّان وأمضيتهما في مشاهدة السينما”.
ويروي الزواوي “سافرت إلى الولايات المتحدة في أواخر الستينيات لاستكمال دراسة الهندسة المدنية ثم تخطيط المدن وحصلت على درجة الماجستير من جامعة جورج واشنطن، ولم يحالفني الحظ لإتمام الدكتوراه بعدما التحقت بجامعة ميرلاند ودرست سنتين، لأن الجامعة فرضت دراسة سنة كاملة للوافدين ولكني كنت بدأت العمل بشكل فعلي في إذاعة “صوت أميركا” وبعد أشهر من التدريب على النشرات الإخبارية كان من الصعب أن أحصل على تلك السنة الإضافية للدراسة على الرغم من أنني كنت من أنشط الطلبة وأنتخبت عام 1963 عضوا في الهيئة التنفيذية الأم بالجامعة كرئيس وأمين صندوق”.
وسألت ليلى الحسيني “ماهي أبرز محطات العمل الإعلامية للدكتور الزاواوي؟”
أجاب د. الزاواوي “تدرجت من مراسل بإذاعة “صوت أميركا” إلى مدير القسم العربي بواشنطن، ثم مراسلها بواشنطن، وبعدها عملت ناقد سينمائي وأصدرت العديد من الكتب في هذا المجال، ثم مراسل لراديو سوا بالأردن”.
وأضاف “وكتبت 12 كتابا تناولت فيهم السينما الأميركية ولي كتابان قيد النشر، ثم شغلت منصب عضو بمؤسسة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان بالأردن ونشرت عدة مقالات أسبوعية بجريدة الرأي الأردنية ومجلة أفكار الأردنية والعديد من المقالات في المجلات الخليجية المختلفة”.
واستطرد “وفي أوائل السبعينات طلب راديو صوت أميركا أن أعمل لديهم بدوام كامل، وفي عام 1972 تحولت إلى تحرير الأخبار لزملائي المذيعين والمترجمين العرب، وعام 1974 أرسلت إلى جزيرة رودس للإذاعة العربية بجزيرة رودس لمدة 3 سنوات، ثم في 1977 عدت إلى واشنطن بعد أن أصبح البث باللغة العربية ممكنا باستخدام أجهزة التقوية في كافة الأقطار العربية”.
وسألت ليلى الحسيني “كيف كانت الحياة في أميركا؟”
أجاب د. الزاواوي “كانت المظاهرات العربية أمام البيت الأبيض في كل المناسبات حتى حين وصلت كوكب الشرق (أم كلثوم) إلى واشنطن في زيارة خاصة لزوجها الطبيب، ذهبت الجالية العربية وأنا معهم إلى واشنطن وصافحت كوكب الشرق ما يقرب من 100 شخص من المتواجدين، ووقفت أمام السيارة لتعيد مصافحة الجميع مرة أخرى، لن أنسى هذا المنظر”.
وأضاف “استمريت لفترة في منظمة (الأي دي سي) وهى المؤسسة الأبرز بالنسبة لأنشطة العرب بالخارج وبعض المنظمات الأخرى التي تأسست في واشنطن، والأبناء الأوائل للجالية كانوا من لبنان فلسطين وسوريا بحثوا عن عمل وأساس المنظمات النشطة سياسيا لبنانيين يتحدثون العربية وكانت ميشيغن مركزا رئيسيا للمهاجرين العرب ومنظماتهم وأمتد ذلك في السنوات التالية إلي كاليفورنيا”.
واستطرد “التحقت بنقابة الصحفيين العرب في لوس أنجلوس وكنت أعتمد على أخبار الجالية حيث أن هناك 26 مسجدا وعشرات الكنائس ونسبة الطلبة العرب كبيرة جدا هناك، ثم أنشأت الجالية العربية شبكات تليفزيونية وإذاعية وكان هناك إستماع ومشاهدة واسعة وكانوا يستضيفون فنانين وفنانات”.
وسألت ليلى الحسيني “ماهي أبرز الأنشطة التي غطيتها إعلاميا آنذاك؟”
أجاب الزاواوي “عن طريق تلك الإذاعات والمحطات التليفزيونية التي أنشأتها الجالية العربية شاهدت الفنانة صباح في نيويورك ولوس أنجلوس، وغطيت الكثير من الأنشطة العربية الأميركية ومن ضمنها مهرجان نيويورك السينمائي، وأجريت لقاء مع يوسف شاهين عن فيلم (إسكندرية ليه) وتم عرض الفيلم في جامعة جورج واشنطن”.
وأضاف “أن الخبر لاينتظر الإعلامي بل الإعلامي هو من ينتظره، وعن طريق تلك المقولة غطيت دورة الألعاب الأوليميبة 1984 وأقامت الجالية العربية حفلا لتكريم العرب المشاركين وحضرت اللقاء بصفتي إذاعي عربي وهناك التقيت بمحمد علي كلاي بطل العالم السابق في الملاكمة وكنت متخوفا من الحديث معه، ولكني بدأت الحديث قائلا (مرحبا بك يا أخى في الإسلام) ورد كلاي (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وأجريت معه لقاء ممتاز أذيع بشكل فوري في واشنطن”.
واستطرد “التقيت بنوال متوكل وأجريت معها لقاء أستغرق يوم ونصف ليصدر مقال عنها في إحدى الصحف الأميركية، وأيضا اللاعب محمد عويضة بعد فوزه بثلاثة أشهر”.
وسألت ليلى الحسيني “أين يمكن أن نجد تلك التسجيلات التاريخية الهامة؟”
أجاب الزاواوي “كانت تلك التسجيلات موجودة وموثقة في واشنطن، ومع الأسف بعد التحول من إذاعة أميركا لراديو سوا لم يحدث توثيق، وكانت هناك مقابلات محضرة ومنمقة مثل لقاء يوسف شاهين، أما اللقاءات العفوية والتي جاءت بالصدفة مثل لقاء نجوم العرب كمال الشناوي، محمود حميدة، صلاح أبو سيف، مصطفى العقاد، نور الشريف، حسن الأمام، دريد لحام الذي أجريت معه 3 مقابلات منهم من كان في منزله بضواحي لوس أنجلوس ومرة أخرى في سوريا”.
وأضاف “وبعد تلك اللقاءات عملت كمدير للقسم العربي براديو سوا منذ بدء الإحتلال الفلسطيني وظل يعمل لمدة 10 ساعات يوميا للوقوف على الأخبار مع المحرر المناوب يوم الإجازة حتى أنتقلت إلى عمَّان وأصبحت مديرا للمكتب الإقليمي”.
وسألت ليلى الحسيني “كيف أثرت حرب الخليج على حياتك؟”
أجاب د. الزاواوي “كانت مرحلة حرب الخليج صعبة لأنني كنت في إذاعة حكومية أميركية هي (صوت أميركا) وكان من أهم بنود ميثاقها عدم إتخاذ موقف مع أو ضد الحدث كما أن ما يذاع بها لا يذاع في أميركا بمعني أنه من قوانين الإذاعة أن تكون غير متحيزة، فخلال الحرب العراقية الإيرانية كانت إذاعة صوت أميركا هي الأولى والأكثر إستماعا وأرتفع عدد المستمعين فيها إلى 12 ضعف”.
وأضاف “كان يصلني ملخص الواشنطن بوست والنيويورك تايمز كل يوم ويظهر فيهم التوجه الديموقراطي وكانوا يضعون في المقدمة المرشح الديموقراطي وكذلك هناك صحف مؤيدة للجمهوريين”.
ويرى الزاواوي في توماس جاكرسون أعظم أميركي في التاريخ لأنه منع الحكومة من ملكية الإعلام فبالرغم من أن أميركا تمتلك إذاعة صوت أميركا إلا أنها تبث في الخارج لذلك هناك توازن بين صحف تؤيد وأخرى تعارض وهذا دليل لأن الحكومة إذا تدخلت سيخرب كل شيء ويصبح الإعلام تابع.
أعدتها للنشر: دينا صاموئيل