أخبارأخبار أميركا

البنتاغون يحدد هوية الجنود الذين قتلوا في الأردن.. ومسؤولون يكشفون كيف خدعتهم الطائرة المعادية

كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن هويات جنود الاحتياط الثلاثة الذين قتلوا أمس الأحد في هجوم على قاعدة شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية.

وقال بيان صادر عن البنتاغون اليوم الاثنين إن الجنود القتلى جميعهم من ولاية جورجيا، وهم الرقيب. ويليام جيروم ريفرز، 46 عامًا؛ وكينيدي لادون ساندرز (24 عامًا)؛ وبريونا أليكسوندريا موفيت، 23 عامًا.

وأوضح البيان أن هؤلاء الجنود كانوا في الأردن لدعم مهمة الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمواجهة داعش. وتم تعيين الجنود الثلاثة الضحايا في سرية المهندسين رقم 718، وكتيبة المهندسين رقم 926، ولواء المهندسين رقم 926، في فورت مور، جورجيا.

وهذه هي أول حالة لمقتل جنود أمريكيين في منطقة الشرق الأوسط منذ بدء الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران على المصالح الامريكية عقب بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وقال بيان وزارة الدفاع الأمريكية إن هناك نحو 40 جنديًا آخرين أصيبوا في الهجوم الذي تم بطائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات استهدفت القاعدة بالقرب من ملجأ كان بعض الجنود نائمين فيه، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

هجوم مباغت

ووفقًا للبيان فقد ووقع الهجوم في الصباح الباكر على قاعدة الدعم اللوجستي الواقعة في البرج 22 التابع لشبكة الدفاع الأردنية. ويتم نشر ما يقرب من 350 من أفراد الجيش والقوات الجوية الأمريكية في القاعدة التي تقع في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية.

وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، إنه بالإضافة إلى القتلى الثلاثة، أصيب أكثر من 40 من أفراد الخدمة في الهجوم، ومن بينهم ثمانية أصيبوا بجروح خطيرة استدعت إجلائهم طبيًا من الأردن إلى مركز الدعم الدبلوماسي في بغداد، ومن المقرر نقل ثلاثة منهم إلى مركز لاندستول الطبي الإقليمي لمتابعة العلاج، وتم تقييم إصابة الخمسة الآخرين بإصابات دماغية خفيفة ومن المتوقع أن يعودوا إلى الخدمة.

وأوضحت سينغ أن وزارة الدفاع والقيادة المركزية تعملان الآن للتحقيق في كيفية وقوع الهجوم، قائلة: “مازلنا نقيم ما حدث وكيف تمكنت طائرة بدون طيار هجومية من اتجاه واحد من التأثير على المنشأة”.

وأكدت أنه في الوقت الحالي لا يزال من غير الواضح من المسؤول عن الهجوم، لكنها ميليشيا مدعومة من الحرس الثوري الإيراني.

ومنذ أكتوبر الماضي تعرض أفراد الخدمة الأمريكية والمنشآت الأمريكية وقوات التحالف للهجوم أكثر من 150 مرة في كل من العراق وسوريا. وهذا الهجوم الأخير هو الأول الذي يقتل فيه أفراد الخدمة الأمريكية، وهو أيضًا أول هجوم في الأردن.

كيف وقع الهجوم؟

وحول كيفية وقوع الهجوم والاختراق الذي تم للدفاعات الأمريكية قال مسؤولان أمريكيان إن الطائرة بدون طيار التي شنت الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن وقتلت ثلاثة جنود وأصابت عشرات آخرين تم الخلط بينها وبين طائرة أمريكية بدون طيار كانت عائدة إلى القاعدة التي كان يتواجد فيها الجنود الأمريكيين.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد قال المسؤولون إن الروايات الأولية تشير إلى أن الطائرة بدون طيار المعادية التي ضربت المنشأة المعروفة باسم البرج 22 ربما تم الخلط بينها وبين طائرة أمريكية بدون طيار كانت في الجو في نفس الوقت.

وأوضحوا أنه بينما كانت الطائرة المعادية بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض، كانت طائرة أمريكية بدون طيار عائدة إلى القاعدة، ونتيجة لذلك، لم يكن هناك أي جهد لإسقاط الطائرة المعادية.

جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض إنه لا يبحث عن حرب مع إيران، رغم تعهد الرئيس جو بايدن باتخاذ إجراءات انتقامية.

ويضيف الهجوم الذي تلقي إدارة بايدن باللوم فيه على وكلاء إيران، طبقة أخرى من التعقيد على الوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط، حيث تحاول إدارة بايدن منع الحرب بين إسرائيل وحماس من التطور إلى صراع إقليمي أوسع.

موازنة صعبة

ويواجه بايدن عملية موازنة صعبة وهو يتطلع إلى الرد على طهران بطريقة قوية دون السماح للصراع في غزة بالتوسع بشكل أكبر.

وكان هذا الهجوم بطائرة بدون طيار واحدًا من عشرات الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ أن شنت حماس هجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أدى إلى إشعال الحرب في غزة.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أن الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى الدخول في صراع آخر في الشرق الأوسط. لكنه أوضح أيضًا أن الصبر الأمريكي قد نفد بعد أكثر من شهرين من الهجمات التي شنها وكلاء إيرانيون على القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن وعلى البحرية الأمريكية والسفن التجارية في البحر الأحمر.

وتقول الجماعات – بما في ذلك المتمردين الحوثيين في اليمن وكتائب حزب الله المتمركزة في العراق – إن الهجمات تأتي ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة.

ونفت إيران اليوم الاثنين أنها كانت وراء الهجوم على الأردن، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني قوله إن “هذه المزاعم لها أهداف سياسية محددة لعكس حقائق المنطقة”.

وأدانت الحكومة العراقية غارة الطائرات بدون طيار في محاولة واضحة للنأي بنفسها عن هجوم من المحتمل أن تكون نفذته الميليشيات المدعومة من إيران والتي لها وجود قوي داخل العراق.

وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، الاثنين، إن العراق “يراقب بقلق بالغ التطورات الأمنية المثيرة للقلق في المنطقة” ودعا إلى “وضع حد لدوامة العنف”. وقال البيان إن العراق مستعد للمشاركة في الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد.

وألقى الجمهوريون اللوم على بايدن لأنه لم يفعل سوى القليل لردع الميليشيات الإيرانية، التي نفذت نحو 150 هجومًا على القوات الأمريكية في المنطقة منذ بداية الحرب.

ووصف المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الهجوم بأنه “نتيجة مروعة ومأساوية أخرى لضعف جو بايدن واستسلامه”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى