أخبارأخبار أميركا

أول شخص يتم إعدامه بغاز النيتروجين في أمريكا.. تعرّف على التفاصيل

في أول حالة إعدام تشهدها الولايات المتحدة عبر تاريخها باستخدام غاز النيتروجين، نفذت ولاية ألاباما أمس الخميس حكم الإعدام على رجل يدعى كينيث يوجين سميث، وذلك بتهمة قتل إليزابيث سينيت مقابل أجر عام 1988.

وبدأت عملية الإعدام، وهي الأولى على الإطلاق بغاز النيتروجين، في الساعة 7:56 مساء الخميس، وفقًا لمكتب المدعي العام في ألاباما، وتم إعلان وفاة سميث في تمام الساعة 8:25 مساءً.

ووفقًا لموقع Alabama reflector فقد أدلى سميث (58 عامًا) ببيان نهائي من تحت القناع الذ كان موضوعًا على رأسه، والذي أدى إلى كتم كلماته، حيث قال: “الليلة، تسببت ولاية ألاباما في تراجع البشرية خطوة إلى الوراء.. سأغادر بالحب والسلام والنور.. أحبكم كلكم.. وأشكركم على دعمكم لي”.

ووفقًا لشبكة abcnews فقد كان من المقرر أن يتم إعدام سميث في نوفمبر 2022 بحقنة مميتة، لكن المسؤولين لم يتمكنوا من تحديد مكان الوريد واضطروا إلى إلغاء عملية الإعدام.

وقال حاكم ولاية ألاباما كاي آيفي في بيان له: “تم تنفيذ الإعدام بشكل قانوني عن طريق استنشاق غاز النيتروجين النقي من خلال قناع للوجه يتسبب في حرمانه من الأوكسجين، وهي الطريقة التي طلبها السيد سميث سابقًا كبديل للحقنة المميتة. وبعد طول انتظار، حصل على ما طلبه، ويمكن أخيرًا وضع حد لهذه القضية”.

وأضاف: “أدعو الله أن تتمكن عائلة الضحية إليزابيث سينيت من الحصول على خاتمة بعد كل هذه السنوات التي تعاملت فيها مع هذه الخسارة الفادحة”.

إعدام قاتل

وتم الحكم بالإعدام على سميث لدوره في مؤامرة قتل إليزابيث سينيت مقابل أجر في عام 1988. وكان زوج إليزابيث سينيت، القس تشارلز سينيت، قد استأجر سميث وجون فورست باركر وبيلي جراي ويليامز لقتل زوجته من أجل الحصول على أموال التأمين، وفقًا لسجلات المحكمة.

ودخل باركر وسميث المنزل الذي قُتلت فيه إليزابيث سينيت، وأدين الثلاثة بقتلها، وتم إعدام باركر في عام 2010؛ بينما توفي ويليامز، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، في عام 2020. وتوفي القس تشارلز سينيت منتحرًا بعد أسبوع من وفاة زوجته.

وأدين سميث وحُكم عليه بالإعدام لدوره في وفاة سينيت، ولكن تم إلغاء الإدانة لاحقًا. وفي محاكمة لاحقة في عام 1996، أدين سميث مرة أخرى. وأوصت هيئة المحلفين بالحكم على سميث بالسجن مدى الحياة. لكن القاضي نقض قرار هيئة المحلفين وأصدر حكم الإعدام.

وتم إحضار سميث إلى غرفة الإعدام في إصلاحية هولمان في نوفمبر 2022 لإعدامه بالحقنة المميتة، وتم إلغاء عملية الإعدام بعد أن فشلت، وقال محامو سميث إن العملية، التي أدت إلى إصابته بعدة جروح، تركته يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.

وأمضى سميث آخر 24 ساعة من حياته في تلقي زيارات من الأصدقاء والعائلة، بما في ذلك زوجته ديانا. وتناول وجبة أخيرة من شرائح اللحم والبطاطس المقلية والبيض.

ورفضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الاستئناف الأخير الذي تقدم به سميث يوم الخميس، وطلب خلاله وقف تنفيذ حكم الإعدام، الذي كان من المقرر تنفيذه في الساعة السابعة مساءً بالتوقيت الشرقي.

وأظهرت الوثائق أن سميث ومحاميه جادلوا بأن الإعدام بغاز النيتروجين سيشكل عقوبة قاسية وغير عادية بموجب التعديل الثامن للدستور، وأن سميث يعاني عقليًا وجسديًا من إجهاد ما بعد الصدمة بسبب محاولة الإعدام الفاشلة له بالحقنة المميتة في نوفمبر 2022.

وكان سميث واحداً من ثلاثة أشخاص في ألاباما فشلت عمليات إعدامهم في عام 2022، وفقاً لمركز معلومات عقوبة الإعدام، وهو منظمة غير ربحية تقدم بيانات وتحليلات حول عقوبة الإعدام.

وألاباما هي واحدة من ثلاث ولايات، بما في ذلك ميسيسيبي وأوكلاهوما، تسمح باستخدام غاز النيتروجين كوسيلة للإعدام، لكن لم يتم تنفيذ ذلك من قبل.

ويدعو البروتوكول في ألاباما إلى ربط السجين في نقالة، وتزويده بقناع وأنبوب تنفس. يهدف القناع إلى توفير النيتروجين النقي بنسبة 100%، مما يحرم الشخص من الأكسجين حتى يموت.

وعلى الرغم من أن 78% من الهواء الذي يتنفسه الإنسان يتكون من النيتروجين، إلا أنه إذا كان تركيز النيتروجين مرتفعًا جدًا وتركيز الأكسجين منخفضًا جدًا، فإن أعضاء الجسم تُحرم من الأكسجين الذي تحتاجه لتعمل، وتبدأ في التوقف عن العمل، مما يتسبب في موت الشخص، وفقًا لمجلس السلامة الكيميائية الأمريكي.

جدل النيتروجين

ووفقًا لموقع “الحرة” فإن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طريقة إعدام جديدة في الولايات المتحدة منذ إدخال الحقنة المميتة، التي أصبحت الطريقة الأكثر استخدامًا، في عام 1982.

وقضت المحكمة العليا الأمريكية، الخميس، بأن ولاية ألاباما يمكنها المضي قدمًا في استخدام غاز النيتروجين لإعدام سميث بعدما فشلت محاولة أولى لإعدامه بالحقنة المميتة.

وخاض محامو سميث معركة قانونية فاشلة، بحجة أن ألاباما كانت تحاول جعله موضوع اختبار لطريقة تجريبية جديدة. وقالت قاضية المحكمة العليا سونيا سوتومايور، التي عارضت القرار مع اثنين من القضاة الليبراليين الآخرين: “بعد أن فشلت في قتل سميث في محاولتها الأولى، اختارته ألاباما ليكون “خنزير غينيا” لاختبار طريقة إعدام لم تتم تجربتها من قبل”.

وقالت الولاية إنها تتوقع أن غاز النيتروجين يسبب فقدان الوعي في غضون ثوان والموت في غضون دقائق. وقال محامي الولاية لمحكمة استئناف الدائرة 11 إنها “أكثر طرق الإعدام غير المؤلمة والإنسانية التي عرفها الإنسان”.

لكن بعض الأطباء والمنظمات دقوا ناقوس الخطر بشأنها، وجادل سميث بأن هذا النوع من الإعدام قد يفشل، ويمكن أن يتسبب في اختناقه بسبب قيئه أو إصابته بسكتة دماغية.

ودعت العديد من المنظمات، بما في ذلك مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجمعية سانت إيجيديو الخيرية الكاثوليكية التابعة للفاتيكان، ولاية ألاباما إلى إلغاء حكم الإعدام، حيث أشارت الأخيرة إلى طريقة غاز النيتروجين المخطط لها باعتبارها “همجية”.

بينما قال حاكم ألاباما كاي آيفي في بيان وم الخميس: “لقد تم فحص هذه الطريقة بدقة، وقد أشارت كل من إدارة السجون في ألاباما ومكتب المدعي العام إلى أنها جاهزة لتنفيذها، وقد أقر المجلس التشريعي هذا القانون في عام 2018، ومهمتنا هي تنفيذه. وأنا واثق من أننا مستعدون للمضي قدمًا”.

عملية الإعدام

واستغرقت عملية الإعدام حوالي 22 دقيقة، وبدا أن سميث ظل واعيًا لعدة دقائق أو لمدة دقيقتين على الأقل، وبدا أنه يهتز ويتلوى على الكرسي، وأحيانا يسحب القيود، تبع ذلك عدة دقائق من التنفس الثقيل، قبل أن يتوقف تنفسه تمامًا.

وقال شهود عيان من بينهم مراسل Alabama reflector، إن سميث كان يرتدي زي السجن، وكان مغطى بملاءة بيضاء حتى صدره، واستلقى على النقالة وذراعاه ممدودتان، وتم ربطه في مكانين، أحدهما حول بطنه والآخر حول أعلى صدره.

وبعد قراءة مذكرة الإعدام وقيام القس جيف هود، المستشار الروحي لسميث، بأداء الطقوس الأخيرة، أغلق أحد الموظفين فتحة تهوية على القناع، مما أدى إلى بدء تدفق النيتروجين. وأصيب سميث بالتشنج لمدة دقيقتين، مع سبع دقائق من التنفس الشديد أثناء أخذ أنفاس كبيرة.

وقال جون هام، مفوض إدارة الإصلاحيات في ألاباما، إنه “يبدو أن سميث كان يحبس أنفاسه لأطول فترة ممكنة”. وقال: “كان كل ذلك متوقعًا ضمن الآثار الجانبية، ولم يكن هناك شيء خارج عن المألوف عما كنا نتوقعه”.

لكن القس جيف هود قال في مؤتمر صحفي مساء الخميس: “أعتقد أن أي شخص شاهد ما حدث يعرف أننا لم نر شخصًا يفقد وعيه خلال ثانيتين أو ثلاث ثواني أو حتى خلال 30 ثانية.. ما رأيناه كانت دقائق لشخص يكافح من أجل حياته.. دقائق لشخص يتنقل بين الحياة والموت ذهابًا وإيابًا”.

فيما قالت زوجة سميث: “بينما كان الجميع ينتظر عيد الميلاد، كانت عائلتنا تنتظر المحاكم لتقرر مصير زوجي، وما إذا كان سيعاني أم أنهم سيفعلون الشيء الصحيح”، وأضافت: “نحن نقول إننا دولة تؤمن بالدستور، وأنا آسف، لكنني لا أرى ذلك”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى