أخبارأخبار العالم العربي

تحوّل لافت: إسرائيل تخفض عدد قواتها في غزة وأمريكا تسحب حاملة طائرات من المنطقة

يرى مراقبون ان الحرب الإسرائيلية تشهد تحولًا لافتًا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ خفض عدد جنوده على الأرض في غزة، بينما أعلنت الولايات المتحدة سحب حاملة طائرات من المنطقة.

وقال المراقبون إن هذا التطور يشير إلى أن إسرائيل بدأت الانتقال إلى مرحلة أقل حدة في حربها على قطاع غزة، في ظل ضغوط أمريكية على المسؤولين الإسرائيليين لبدء مرحلة أكثر دقة للقتال ضد حركة حماس يتم خلالها تجنب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.

ونقلت شبكة CNN عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن إعلان إسرائيل عن بدء سحب قواتها من غزة يظهر مؤشرات على تحولها التدريجي إلى مرحلة أقل كثافة في حربها.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، اليوم الاثنين، إن لواءين من جنود الاحتياط سيعودان إلى عائلاتهما والحياة المدنية هذا الأسبوع.

ورأى المسؤول الأمريكي إن الإعلان يعكس على ما يبدو بداية التحول التدريجي إلى عمليات أقل كثافة في شمال غزة وهو ما شجعه المسؤولون الأمريكيون. ومع ذلك، حذّر المسؤول من أن القتال لا يزال مستمرًا في الشمال وأنه لا يبدو أنه يعكس أي تغييرات في جنوب غزة.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل سحبت بعض قواتها من غزة، لتتحول إلى عمليات أكثر استهدافًا ضد حماس، واعتبر أن الانسحاب يركز على جنود الاحتياط، ويهدف إلى إعادة تنشيط الاقتصاد الإسرائيلي.

ولفت المسؤول إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي يتحرك إلى المرحلة الثالثة من الحرب، مع اجتياح الدبابات والقوات الإسرائيلية لجزء كبير من قطاع غزة، وتأكيد سيطرتها إلى حد كبير”، وأضاف أنّ ذلك سيستغرق 6 أشهر على الأقل، ويتضمن عمليات تطهير مكثفة ضد من سماهم “الإرهابيين”.

ولفت كذلك إلى أنّ بعض القوات التي انسحبت من غزة ستكون مستعدة للتناوب على الحدود الشمالية مع لبنان، مؤكدا أن إسرائيل لن تسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار، وأن الأشهر الستة القادمة ستكون حرجة، حسب تعبيره.

وتزامن قرار الجيش الإسرائيلي مع قيام الولايات المتحدة بسحب حاملة الطائرات “جيرالد فورد” من شرقي البحر المتوسط، رغم استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد رأى خبراء أن هذا القرار يأتي للضغط على حكومة نتنياهو وضرورة انصياعه للإرادة الأمريكية لتخفيف وطأة الحرب على غزة، خاصة وأن هذه القوة البحرية الهجومية الأمريكية كانت بمثابة قوة ردع ضد أي طرف يفكر بمهاجمة إسرائيل.

وأوضحوا أن القرار موجه إلى حكومة نتنياهو برسالة مفادها أن واشنطن لن تستمر بدعم تل أبيب للأبد ما لم تنصع للإرادة الأمريكية وخطة ما بعد حرب غزة، مشيرين إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يمكن أن يتقلص تدريجيًا.

ولفت الخبراء إلى أن هناك مؤشرات على أن حرب غزة ستكون طويلة، ولكن ليس بالضرورة أن تنتهي لصالح إسرائيل، مشيرين إلى أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تعيد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا.

ينظر المسؤولون الأمريكيون إلى الأسابيع القليلة المقبلة على أنها فترة حرجة ستظهر رغبة نتنياهو في الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة لملاحقة حماس في غزة.

في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط لمواصلة المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين حول المرحلة التالية من الحرب في غزة، التي أوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم يتوقعون أن تبدأ قريبًا.

وتعد رحلة بلينكن استمرارًا لمبادرة إدارة بايدن بإرسال كبار المسؤولين إلى إسرائيل بشكل شبه أسبوعي لعقد اجتماعات شخصية مباشرة مع حكومة الحرب الإسرائيلية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى