أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح”، نرصد لكم من خلالها رحلة امرأة عربية، عاشت في إنجلترا، وحققت نجاحًا سياسيًا عربيًا، وأصبحت نموذجًا للمرأة العربية القائدة، وواحدة من الرموز العربية المضيئة في أوروبا، وهي المهندسة الزراعية مرفت خليل، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للمصريين في الخارج، ورئيس فرع المملكة المتحدة.
ولدت في الإسكندرية بمصر، وعاشت بها. ووالدها هو الملحن والموسيقار المصري، أحمد خليل، رئيس الفرقة الموسيقة لإذاعة الإسكندرية، ونقيب المهن الموسيقية سابقًا.
حصلت مرفت خليل على عدة دبلومات عليا من الجامعات الإنجليزية في تخصصات مختلفة، مثل الديكور والتدريس والإعلام والدراسات النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما عملت خليل لفترة من الزمن بالقصر الملكي في إنجلترا، وعاشت في هذا القصر مع العائلة المالكة وارتبطت بهم، ورأت كل أفراد العائلة المالكة عن قرب، بمن فيهم ملكة إنجلترا الراحلة الملكة إليزابيث.
وتشغل المهندسة مرفت خليل حاليًا عدة مناصب سياسية وحزبية في إنجلترا، فهي عضو مجلس ادارة الاتحاد العام للمصريين في الخارج، ورئيس فرع المملكة المتحدة، والمتحدث الرسمي للاتحاد في أوروبا، كما أنها عضو حزب المحافظين، وعضو بالمجلس المحلي لشمال غرب لندن، وعضو بالجمعية النسائية لحزب المحافظين.
بداية الرحلة
في بداية الحلقة؛ بدأت المهندسة مرفت خليل حديثها بإلقاء الضوء على انضمامها إلى حزب المحافظين، حيث قالت: “لم تكن هناك صعوبة في الانضمام للحزب، ولكن الصعوبة كانت تمكن في أن أكون عضوة فعّالة ومؤثرة فيه، فأنا موجودة في العمل العام منذ نعومة أظافري وبالتالي كنت مقدامة في المشاركة والتأثير”.
تطرق الحديث إلى نشأتها في مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، حيث أشارت خليل إلى أنها لم يكن يخطر ببالها أنها ستترك مصر وتسافر إلى خارجها، كما أشارت إلى شغفها المبكر بالسياسة في مصر، وطفولتها ضمن أسرة كانت ذات ثقافة سياسية وإطلاع واسع.
وقالت خليل: “شاءت الأقدار أن أتزوج من شخص يعيش دائمًا خارج مصر، ومن هنا سافرت إلى بريطانيا في عام 1990م، وأستقر بي الحال هناك، ثم بدأت في العمل والتكيّف أكثر مع المجتمع الإنجليزي ومن ثمَّ التعود على طبائعهم”.
لفتت خليل إلى أن المجتمع الإنجليزي لا يزال يحافظ على قيم الأسرة واحترام العائلة، على عكس الانفتاح الكبير الحادث في المجتمعات الأوروبية الأخرى، وأشارت إلى أنها خلال فترة عملها كانت تعمل في مجال جمع التبرعات للعمل العام؛ مثل جمع التبرعات لعلاج حالات الإصابة بالسرطان، كما عملت في مجالات التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة والتمريض وإدارة الفنادق، ثم انتقلت بعدها للعمل في قصر باكنغهام، حيث كانت تعمل كمساعدة للأسرة المالكة.
دخول القصر الملكي
عن دخولها إلى القصر الملكي البريطاني؛ قالت مرفت خليل: “كنت دائما ما أقرأ المجلات الصادرة في بريطانيا، إلى أن وجدت ذات مرة إعلانًا عن وظيفة بالقصر الملكي، فتقدمت إليها، وحينها لم أكن قد حصلت على الجنسية الإنجليزية بعد، وكانت لدي إقامة هناك، وتفاجأت بخطاب عليه العلامة الملكية يدعوني إلى إجراء مقابلة شخصية، وبالفعل ذهبت إلى المقابلة، وبعد أسبوع وصلني خطاب آخر يبلغني بقبولي في الوظيفة، وكنت حينها سعيدة للغاية”.
وتابعت: “العمل في القصر الملكي يتطلب الإقامة فيه، وأتذكر بعض المواقف اللطيفة التي حدثت لي لاحقًا، مثلًا عندما ذهبت إلى البنك لتغيير عنواني، حيث أعطيتهم عنوان القصر الملكي، وكان هذا مفاجئًا بالنسبة لهم ولم يصدقوا في البداية، وطلبوا مني خطابًا من القصر يؤكد إقامتي بداخله”.
وأشارت خليل إلى أنها التقت بمعظم أفراد العائلة المالكة خلال فترة عملها داخل القصر؛ وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية والأمير تشارلز (الملك الآن) والأمير أندرو والأمير إدوارد، إلى جانب الأميرة آن ـ ابنة الملكة إليزابيث ـ حيث كنت المساعدة الخاصة لها في معظم سفرياتها.
وعن فترة عملها مع العائلة المالكة قالت إنها رأت الاحترام بكل معنى الكلمة في تفكير وتصرفات وتعاملات الأسرة المالكة، وكذلك حفاظهم الصارم على التقاليد. ولفتت خليل إلى أنها زارت كل القصور الملكية،
في عالم السياسة
أشارت المهندسة مرفت خليل إلى أن بداية دخولها عالم السياسة في بريطانيا كانت من خلال اشتراكها في الاتحاد العام للمصريين في الخارج والذي يقع مقره في القاهرة، وكان للأمين عام الاتحاد، المستشار علاء سليم، الفضل الأكبر في هذا الشأن، حيث ساعدها على إنشاء فرع للاتحاد في بريطانيا في عام 2018م، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها إلا أن إصرارها ساعدها على إتمام إنشاء الفرع والذي صار لاحقًا من أشهر وأهم فروع الاتحاد العام للمصريين في الخارج.
لاحقًا، بدأت خليل في الظهور على الفضائيات المصرية للتعليق عن كل الأحداث السياسية والاستحقاقات الانتخابية المصرية، وكذلك الأحداث السياسية والجارية في بريطانيا، لا سيما وأنها أصبحت المتحدثة الرسمية للاتحاد العام للمصريين في الخارج، ومن ثمَّ بدأت في المشاركة في الشأن البريطاني عبر وسائل الإعلام هناك، وقد ساعدها اشتراكها في حزب المحافظين والجمعيات الأخرى في بريطانيا على زيادة نشاطها الحزبي والعمل العام، حيث باتت عضوة ضمن المجلس المحلي في منطقتها.
ثم تمَّ انتخابها ضمن اللجنة المسؤولة عن اختيار المرشحين عن الحزب لخوض انتخابات مجلس النواب، وكذلك اختيار المرشح لخوض انتخابات حاكم لندن، وأشارت إلى أن الحزب عرض عليها الفرصة لخوض انتخابات مجلس النواب عن حزب المحافظين، ولكنها تفضّل أن تكون الفرصة متاحة للشباب أكثر، لما لديهم من أفكار ونشاط أكبر.
حديث عن العائلة
عن عائلتها ونشاتها في مصر؛ قالت: “والدي هو الموسيقار أحمد خليل، والذي كان يعمل أيضا كوكيل وزارة في التربية والتعليم، وبفضل عشقه للموسيقى أصبح قائد الفرقة الموسيقية في إذاعة الإسكندرية، كما تولى منصب نقيب نقابة المهن الموسيقية في الإسكندرية لعدد كبير من السنوات، والكثير من الموسيقيين يعتبرونه الأب الروحي لهم، وبالوراثة أجدني عاشقة للموسيقى، وأستطيع العزف على البيانو، وأحيانا أغني”.
لفتت خليل إلى أنها تخرجت من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وهي مهندسة زراعية، رغم أن أمنيتها كانت أن تتخرج من المعهد العالي للموسيقى العربية، ولكن والدها رفض سفرها للقاهرة للدراسة، وهو ما جعلها تلتحق بجامعة الإسكندرية في النهاية.
وعن إخوتها؛ قالت إن أختها هي د. نجلاء خليل، وهي أديبة وشاعرة وعاشقة للموسيقى، وأختها الصغرى شاهيناز خليل، وهي تعمل في مجال التدريس، ولفتت إلى أن أولادها وأسرتها بالكامل يعشقون الموسيقى ويحبونها.