أخبار أميركاأخبار العالم العربي

ضغط أمريكي من أجل إطلاق سراح الرهائن يؤخر الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة

كشفت وكالة “بلومبيرغ” أن إسرائيل قررت دعم الجهود الدبلوماسية لإطلاق “الرهائن” مما قد يؤخر العملية البرية التي تنوي تنفيذها في قطاع غزة.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين مطلعين قولهم إن إسرائيل أبلغت واشنطن أنها لن تنتظر طويلًا لبدء العملية البرية في غزة، لكن مراقبين قالوا إن شكل العملية البرية قد يتغير إذا أدت دبلوماسية “الرهائن” إلى إبقاء إسرائيل في وضع حرج.

وكانت قضية إطلاق سراح الرهائن قد خيمت على التخطيط العسكري الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي عندما تم إطلاق سراح أم أمريكية من شيكاغو وابنتها البالغة من العمر 19 عامًا من خلال وساطة دولة قطر.

وقالت مصادر إن الولايات المتحدة تضغط على قطر، التي تستضيف بعض القادة السياسيين لحركة حماس، لبذل المزيد من الجهود من أجل الإفراج عن بقية الأسرى.

وتقول إسرائيل إن هناك 210 من الرهائن ينتمون إلى العديد من الدول تم احتجازهم لدى حماس في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، بعد أن شن مقاتلو حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.

وردًا على ذلك، واصلت إسرائيل قصف غزة منذ أسبوعين، وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن عدد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية ارتفع إلى أكثر من 4700 شخص.

وتم استدعاء أعداد قياسية من قوات الاحتياط للاستعداد لما تسميه إسرائيل المرحلة التالية من الحرب، والتي من المحتمل أن تكون هجوماً برياً على غزة، حيث يتم احتجاز الأسرى.

وقال مسؤولون أمريكيون للقطريين إن إسرائيل ستحتاج إلى أكثر بكثير مما يحدث حاليًا من حيث عمليات الإفراج عن الأسرى لتأجيل العملية البرية الوشيكة.

فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إن حملتهم العسكرية الحالية تسعى للقضاء على حركة حماس بشكل جذري بغض النظر عما سيحدث مع الرهائن، وإلا فإنهم يقولون إن إسرائيل سوف ينظر إليها على أنها ضعيفة في نظر أعدائها، وخاصة أولئك الذين تدعمهم إيران.

ومع ذلك، كما أشخاص مطلعون إن شكل العملية البرية قد يتغير إذا أدت دبلوماسية الرهائن إلى إبقاء إسرائيل في وضع حرج لفترة أطول، وتغيرت الظروف على الأرض. وأشاروا إلى أن الوقت يقف إلى جانب إسرائيل، وليس إلى جانب حماس، بينما تغرق غزة بشكل أعمق في أزمة إنسانية طاحنة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الرهائن الـ 210 الذين تأكدت إسرائيل من وجودهم لدى حماس بينهم أكثر من 20 مراهقًا وطفلًا صغيرًا، وأكثر من 20 آخرين فوق سن الستين. وقالت المصادر إن من بينهم أيضا آخرين – ربما عشرات –يُعتقد أنهم ماتوا في القصف وتحتجز حماس جثثهم.

وكانت حماس قد قالت في بيان لها أمس إنها عرضت إطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين “لأسباب إنسانية قاهرة ودون أي مقابل” وأن إسرائيل رفضت استقبالهما. وهو ما وصفه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “دعاية” وقال إنه “سيواصل العمل بكل السبل لإعادة جميع المختطفين والمفقودين”.

ولا يزال من غير الواضح لماذا أطلقت حماس سراح الاثنين الآخرين، وهناك شكوك بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في أنهم كانوا بصحة جيدة، وهو ما يعني أن صورهم بعد إطلاق سراحهم قد تحظى بالتعاطف في أعين الأمريكيين وتنعكس بشكل جيد على حماس.

وقالت المصادر إن الرهائن الآخرين جرحى ومرضى ومسنون وصغار السن أو معاقون، ورؤيتهم وهم يطلقون سراحهم قد يبدو أسوأ بالنسبة لحماس. وبعضهم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية.

وقال أوفير فالك، مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مجال السياسة الخارجية إن “السبب الوحيد لإطلاق سراح الرهينتين يوم الجمعة هو الضغط الذي مورس على حماس ورعاتها، ومحاولتهم تصوير أنفسهم على أنهم إنسانيون”، مشيرًا إلى أن لضغط سيتكثف حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، ولن يغير أي شيء هدف إسرائيل المتمثل في تفكيك حركة حماس”.

ولعبت الولايات المتحدة دوراً كبيراً في دعم التخطيط العسكري الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بمنع دخول حزب الله في لبنان إلى المعركة، حيث قامت أمريكا بإرسال معدات وذخائر وأسطولين قتاليين إلى البحر الأبيض المتوسط، وشارك الرئيس بايدن وكبار مساعديه في اجتماعات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الأسبوع الماضي.

وفي المقابل تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل الحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وإفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصر، ومنح فرصة للجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن.

وبينما استنكر عدد من المشرعين الإسرائيليين رضوخ إسرائيل للضغوط الأمريكية رد عليهم وزير الدفاع يوآف غالانت بقوله: “لا يمكننا أن نأخذ الدعم الأمريكي ثم نقول لا لمطالبهم بشأن القضايا الإنسانية”.

لكن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أن الولايات المتحدة كانت حريصة على ألا تبدو مبالغة في مطالبها أكثر من اللازم، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: “إنهم يدركون أننا تعرضنا لمأساة كبيرة ويتصرفون مثل الأصدقاء”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى