أخبارأخبار أميركا

بايدن يحشد الدعم لإسرائيل.. والحرب تجبره على الدخول في شراكة مع نتنياهو

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن تحدث مع العديد من الحلفاء اليوم الاثنين بشأن الوضع في إسرائيل. وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إن واشنطن تعمل مع الشركاء الإقليميين لتحذير أي طرف من الاستفادة من الوضع.

وأضاف سوليفان أنه ناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الخطوات التالية في ظل المواجهة الحالية بين حركة حماس وإسرائيل.

وفي وقت سابق من اليوم، عقد بايدن اجتماعا مع كبار مساعدي الأمن القومي، دعا خلاله إلى مواصلة التنسيق مع إسرائيل والشركاء الإقليميين الآخرين، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

وحضر الاجتماع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والنائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي جون فاينر، ومستشار الأمن الداخلي ليز شيروود راندال، ورئيس أركان البيت الأبيض جيف زينتس.

وقالت مصادر إن بايدن يبذل جهودًا مكثفة لحشد الدعم لإسرائيل في مواجهة حربها مع حركة حماس، مشيرة إلى أنه تحدث مرتين على الأقل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ويقول البيت الأبيض إن كبار مساعديه للأمن القومي كانوا على اتصال منتظم مع نظرائهم في المنطقة منذ هجوم حماس المفاجئ يوم السبت.

ووجه بايدن فريقه للتواصل مع نظرائهم في الخليج والدول المجاورة لمحاولة منع الانزلاق إلى حرب أوسع نطاقا، مع التركيز بشكل خاص على منع حزب الله اللبناني المدعومة من إيران من فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل، حسبما ذكر مسؤولون في الإدارة الأمريكية.

شراكة اضطرارية

وقالت وكالة “رويترز” إن الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حركة حماس في غزة، والتهديد المحتمل من جانب حزب الله في لبنان، أجبرت بايدن على الدخول في شراكة مع نتنياهو، الذي اتسمت علاقته معه بالتوتر في أغلب الأحيان.

وقالت الوكالة إن التطورات الحالية وضعت علاقات الطرفين أمام اختبار جديد، خاصة في ظل وجود أنباء عن استعداد إسرائيل لهشن جوم بري محتمل على قطاع غزة.

وبعد أشهر من التوتر والخلاف بين بايدن ونتنياهو بشأن المسار الذي يمكن أن يدفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام، انخرط الزعيمان، اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ عقود، إلى شراكة اضطرارية وسط أجواء الحرب التي أعقب هجوم حماس المباغت على إسرائيل.

خلافات سابقة

وتوترت علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، في الأشهر الأخيرة، حيث أيد البيت احتجاجات معارضة لخطة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة للحد من صلاحيات المحكمة العليا.

لكن الخلافات بين الزعيمين أعمق من ذلك بكثير، وتتعلق بمسار السلام في الشرق الأوسط، حيث أعلن بايدن مراراً وتكراراً دعمه لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية المستقلتين.

ويقول مسؤولو الإدارة إنه أثار هذه المسألة في كل محادثة مع نتنياهو، بينما طلب منه وقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وبعد عودته إلى منصبه في أواخر ديسمبر الماضي، جدد نتنياهو معارضته لإقامة دولة فلسطينية في أي وقت قريب، بينما وافق على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة لمستوطني الضفة الغربية.

كما يشمل تاريخ الطرفين المشحون بالخلافات الفترة التي قضاها بايدن كنائب للرئيس خلال رئاسة باراك أوباما، عندما حاول نتنياهو دون جدوى عرقلة الاتفاق النووي الإيراني المدعوم من الولايات المتحدة عام 2015. حيث تحظى حماس بدعم من إيران العدو اللدود لإسرائيل في المنطقة.

وكان بايدن قد قضى أشهرًا دون التحدث مع نتنياهو هذا العام.، ولم يكن الزعيم الإسرائيلي سعيدًا لأنه لم يعقد اجتماعا مباشرا مع بايدن حتى 20 سبتمبر الماضي، وحتى الاجتماع الذي حدث يكن في البيت الأبيض، ولكن في أحد فنادق نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي هذا الاجتماع أعرب بايدن لنتنياهو عن مخاوفه بشأن الحاجة إلى الاستقرار في الضفة الغربية وعنف المستوطنين الذي أدى إلى زيادة التوترات مع الفلسطينيين.

ويبدو أن الطرفين وجدا أرضية مشتركة بشأن مسعى الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تاريخي لفتح علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، ولكن هجوم حماس وجه ضربة قوية لتلك الجهود، وترك مستقبلها غير مؤكد.

وعلى النقيض من ذلك، كانت علاقة نتنياهو مع سلف بايدن الجمهوري والمنافس المحتمل لعام 2024، دونالد ترامب، أفضل بكثير، حيث احتضن ترامب رئيس الوزراء اليميني وانتهج سياسات قوية مؤيدة لإسرائيل.

ومع ذلك، فقد تحوط نتنياهو وتجنب الانحياز إلى أي طرف في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

وضع جديد

وبعد الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السبت الماضي- وهو أكبر هجوم تواجهه إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 قبل 50 عاما – وضع بايدن الخلافات بينه وبين نتنياهو جانبًا، وأجرى مكالمات هاتفية متعددة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد خلالها أن إدارته ستمنح إسرائيل “كل ما تحتاجه” لمحاربة حماس.

وأكد بايدن لنتنياهو أنه سيحصل على دعم أمريكي “قوي للغاية”، وسارع لتعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية بمساعدات إضافية بينها ذخائر وتمويل لشراء صواريخ للقبة الحديدية.

كما أرسل مجموعة حاملة طائرات هجومية لتستقر قرب السواحل اللبنانية، في أكبر عرض للدعم العسكري لردع أي محاولات من جانب حزب الله للتدخل في الحرب الدائرة حاليًا.

ولم يقل بايدن في تصريحاته العلنية بعد أن على إسرائيل يجب أن تتحلى بضبط النفس في ردها العسكري، أو أن يعرب عن قلق الولايات المتحدة بشأن الشعب الفلسطيني، وهو ما غالبًا ما يكون جزءًا من ردود فعل البيت الأبيض خلال الأزمات السابقة.

بينما قال البيت الأبيض إن بايدن أكد دعمه الكامل لإسرائيل في مواجهة حماس، مشددًا على أنه “لا يوجد مبرر على الإطلاق للإرهاب، ويجب على جميع الدول أن تقف متحدة في مواجهة مثل هذه الفظائع الوحشية”.

شراكة لن تدوم

وبينما يبدو أن بايدن أطلق يد نتنياهو في الوقت الحالي، إلا أن الخلافات السياسية لا تزال قائمة، ويمكنه تغيير المسار إذا ارتفع عدد القتلى في غزة بشكل أكبر واستمر القتال، كما يتوقع خبراء السياسة الخارجية.

وواصلت إسرائيل شن ضرباتها الانتقامية الأكثر كثافة على الإطلاق على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص منذ يوم السبت.

ويرى خبراء أنه “في نهاية المطاف، إذا استمر الصراع لأسابيع أو أشهر، فإن عدداً من حلفاء الولايات المتحدة سوف ينفد صبرهم وسيطالبون علناً بإنهائه. وعند هذه النقطة، قد نرى أمريكا تطالب إسرائيل بإنهاء الصراع، ووضع حد للقتال.

ويواجه بايدن أيضًا التحدي المحتمل المتمثل في تأمين إطلاق سراح عدد غير معروف من الأمريكيين المفقودين الذين قد يكونوا محتجزين لدى حماس كرهائن.

وقبل هجمات حماس كان بعض زملاء بايدن الديمقراطيين يطلبون منه التدقيق فيما إذا كانت إسرائيل تستحق حزمة المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات التي تتلقاها كل عام، ويدعونه إلى بذل المزيد من الجهد من أجل الفلسطينيين.

لكن اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل، برئاسة إيباك، يمثل قوة رئيسية في السياسة الأمريكية، وغالبًا ما يدعم نتنياهو، ومن المتوقع أن يلعب دورًا في انتخابات عام 2024.

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إنه على الرغم من مشاكل بايدن مع نتنياهو، فإن “شعب إسرائيل وأمن إسرائيل متأصلان بعمق في الحمض النووي لبايدن”.

وأضاف: “بايدن لا يحب نتنياهو، لكنه يحب دولة إسرائيل وشعب إسرائيل وسيفعل كل ما في وسعه لحماية شعب إسرائيل”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى