أخبارأخبار العالم العربي

إدانات عربية ودولية لواقعة حرق المصحف و3 دول تستدعي سفير السويد

أدانت عدة دول عربية وغربية واقعة حرق نسخة من القرآن الكريم عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد تزامنًا مع عيد الأضحى.

جاء ذلك بعد أن سمحت السلطات السويدية بإقامة احتجاج تُحرق فيه نسخ من القرآن، وهو قرار قد يُؤثر على فرص السويد بالانضمام إلى حلف (الناتو)، خاصة وأن تركيا تتهمها بأنها “متواطئة” مع احتجاجات لليمين المتطرف تم خلالها إحراق خلالها نسخ من القرآن قرب سفارة تركيا في ستوكهولم.

تركيا سترد

من جانبه أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن حادثة حرق نسخة من القرآن “ليست حرية فكر”، مشيرًا إلى أن تركيا سترد بـ”أقوى طريقة ممكنة” على من وصفهم بـ “أعداء الإسلام”.

وأضاف:: “عاجلا أم آجلا سنُعلّم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة مقدسات المسلمين ليست حرية فكر”، مؤكدًا أن “مَن يرتكبون هذه الجريمة ومن يسمحون بها تحت غطاء حرية الفكر ومن يغضون الطرف عن هذه الدناءة، لن يبلغوا أهدافهم”.

وقال إن أنقرة “لن ترضخ” لـ”سياسات الاستفزاز أو التهديد”، في إشارة إلى رفض تركيا انضمام السويد إلى حلف (الناتو).

إدانة عربية

من جانبه أدان مجلس وزراء الخارجية العرب، بأشد العبارات الجريمة النكراء، التي تمثلت في التطاول على المصحف الشريف من خلال إحراق نسخة منه أمام مسجد ستوكهولم المركزي في السويد.

ورأى المجلس – في بيان صادر عنه- أن ذلك العمل المستهجن، الذي اختير له أن يصادف احتفال المسلمين بعيد الأضحى رمز التضحية والسلام في الدين الإسلامي، إنما يستفز ويسيء لمشاعر نحو 2 مليار مسلم حول العالم ويحرض على الكراهية والعنف.

وطالب المجلس، المجتمع الدولي برمته والسلطات السويدية، بعدم السماح بتكرار مثل تلك الأعمال التي تسعى لإحداث الفتن عبر التدثر بحرية التعبير.

وشدد المجلس على ضرورة التصدي لأفعال الكراهية الخطيرة التي تعزز مظاهر “الإسلاموفوبيا” المحرضة على العنف والإساءة للأديان، داعيا المجتمع الدولي إلى اعتبار مثل تلك الأعمال جريمة كراهية وتحريضا يعاقب عليه القانون.

وأكد المجلس ضرورة تضافر الجهود لنشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك، وإثراء قيم الوئام والتسامح ونبذ التطرف والتعصب.

تعليق أمريكي

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن حرق النصوص الدينية أمر غير محترم ومؤذٍ، وقال متحدث باسم الوزارة إن “ما قد يكون قانونيًا بالتأكيد ليس مناسبًا بالضرورة.. ولذا سأدع حكومة السويد وسلطات إنفاذ القانون المحلية تتحدث على وجه التحديد أو أكثر عن هذا الحادث بالذات”.

وفي الوقت نفسه دعا المتحدث المجر وتركيا على التصديق على بروتوكول انضمام السويد للناتو دون تأخير، مؤكدًا أن السويد يجب أن تصبح عضوًا في الناتو في أقرب وقت ممكن”، وفقًا لشبكة CNN.

احتجاج إماراتي

وفي رد فعل على ما حدث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية استدعاء سفيرة السويد لديها، وأبلغتها احتجاجها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية لـ”متطرفين” بحرق نسخة من القرآن.

واحتجت الإمارات واستنكرت تهرب السلطات السويدية “من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد” وسلمت السفيرة مذكرة احتجاج.

وأعربت الإمارات عن رفضها “استخدام حرية التعبير” كمبرر “لمثل هذه الأفعال الشنيعة”، واعتبر المستشار الرئاسي في الإمارات، أنور قرقاش، أن “الاعتداء السافر” على العقيدة الإسلامية بحجة “حرية الرأي” يكرس “الكراهية والتناحر”.

وقال قرقاش في تغريدة عبر صفحته على تويتر: “الاعتداء السافر والمتكرر على عقيدتنا الإسلامية بحجة حرية الرأي يكرّس الكراهية والتناحر فالمساس بالمقدسات يعمق المواجهة القيمية والأيديولوجية”.

وتابع المستشار الرئاسي الإماراتي: “العالم الغربي عليه إدراك أن منظومته القيمية وتبريره لها لا يمكن فرضه على العالم ولا بديل عن المعالجة الجماعية للتطرف بعيداً عن المزايدات”.

رد أردني

وفي الإطار نفسه استدعى الأردن السفيرة السويدية لديه احتجاجًا على حرق “متطرفين” لنسخة من المصحف في العاصمة ستوكهولم.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها: “استدعت وزارة الخارجية السفيرة السويدية في عمّان، وأبلغتها احتجاج الأردن الشديد على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف، واعتبرت الوزارة حرق نسخة من المصحف الشريف فعلا عنصريا من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهرا من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، وأكدت أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها في سياق حرية التعبير مطلقًا.

وجددت الوزارة “رفضها وإدانتها لمثل هذه الأفعال التي تعتبر جريمة واستفزازا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، وأكدت الوزارة ضرورة التصدي لمثل هذه الأفعال الاستفزازية والمسيئة التي تمثل أحد أبشع صور ثقافة الكراهية ووقفها، وعلى ضرورة احترام الرموز الدينية والعمل على نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك”.

استدعاء مغربي

كما أعلن المغرب استدعاء القائم بالأعمال السويدي في الرباط للاحتجاج على واقعة حرق المصحف، كما أعلن استدعاء سفيره في السويد للتشاور لأجل غير مسمى.

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية أنه تم إبلاغ الدبلوماسي السويدي خلال هذا الاستدعاء إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء ورفضها لهذا الفعل غير المقبول.. وأن هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى المبارك.

وأضافت أنه “مهما تكن المواقف السياسية أو الخلافات التي قد توجد بين الدول، فإن المملكة تعتبر أنه من غير المقبول ازدراء عقيدة المسلمين بهذه الطريقة. كما أنه لا يمكن اختزال مبادئ التسامح والقيم الكونية في استيعاب وجهات نظر البعض، وفي الوقت ذاته، إيلاء قليل من الاعتبار لمعتقدات أكثر من مليار مسلم”.

غضب عراقي

وفي العراق تجمع متظاهرون غاضبون أمام السفارة السويدية في بغداد للاحتجاج على حرق نسخة من القرآن. وحمل المتظاهرون صورا لرجل الدين الشيعي القوي، مقتدى الصدر، الذي دعا لتنظيم هذه الاحتجاجات.

وكان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق، قد دعا للخروج بمظاهرات تطالب بطرد السفير السويدي في العراق.

وحدد الصدر في بيان نشره على تويتر عدة مطالب للمظاهرات من بينها “سحب الجنسية العراقية عن المجرم العراقي الزنيم الذي أحرق كتاب الله تبجحًا وعلنًا، كما على القضاء العمل على إرجاعه إلى العراق أو الحكم عليه غيابيا..”، واقترح الصدر أيضا “حرق راية المجتمع الميمي” باعتباره “أكثر ما يغيظهم”.

وأعربت الحكومة العراقية، في بيان، عن “شجبها واستنكارها الشديدين لما قام به بعض مرضى النفوس، من حرق نسخ من القرآن الكريم”.

وأضافت أنها “ترى أن هذا العمل الشنيع الذي جرح مشاعر ملايين المسلمين بل أساء للشعوب الغربية نفسها، التي طالما تباهت باحتضان التنوع واحترام معتقدات الآخرين وحماية الأديان وحقوق معتنقيها”، ودعت الحكومات المعنية “إلى أخذ زمام المبادرة وردع هذه الحفنة من المتطرفين من الاستمرار في غيها ودفع الجميع نحو نتائج لا أحد يريدها”.

استنكار سعودي ومصري

 من جانبها أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف.

وقالت الخارجية إن “هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول”.

فيما قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن “إحراق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم، فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافي مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب”.

وأعربت مصر عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخرا في بعض الدول الأوروبية”، مؤكدة “رفضها التام لكافة الممارسات البغيضة التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين”.

وشددت مصر على “مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية، ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات”.

دعوة الأزهر للمقاطعة

من ناحية أخرى جدد الأزهر الشريف، الدعوة لـ”مقاطعة المنتجات السويدية”، وطالب الحكومات الإسلامية بـ”اتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه انتهاكات حرق المصحف”، وطالب الأزهر دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بـ”إصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف”.

وذكر أن “سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسؤولة عن قراراتها”.

وقال إنه “يأسف من أن تصدر هذه القرارات الداعمة للتطرف من مؤسسات وهيئات لطالما تباهت باحترام التعددية وصورت نفسها حامية للحريات في حين يكشف الواقع أن هذه الصورة المزيفة لا تعدو إلا أن تكون مجرد شعارات وأن حقوق المسلمين في هذه الدول لا زالت محل نظر”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى