أخبارأخبار أميركا

الأولى منذ 5 سنوات.. بلينكن يبدأ مهمة عالية المخاطر لخفض التوتر مع الصين

بدأ وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، زيارة مهمة إلى الصين تستمر يومين، يجري خلالها محادثات مع المسؤولين هناك بهدف خفض التوتر في العلاقات بين البلدين والذي شهد تصعيدًا خلال السنوات الأخيرة.

وتعد زيارة بلينكن لبكين هي الأولى لدبلوماسي أمريكي رفيع المستوى منذ نحو 5 سنوات، وهو أبرز دبلوماسي أمريكي يزور الصين بعد سلفه، مايك بومبيو، الذي زارها في عام 2018.

ويتضمن جدول أعمال الزيارة مهمة وصفت بأنها عالية المخاطر، ضمن إطار مساعي البلدين للتخفيف من حدة التوتر بينهما، والذي تسبب في توتر الكثيرين في جميع أنحاء العالم، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

واستهل بلينكن الزيارة باجتماع مع وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، في مقر رسمي يقع وسط حدائق ديايوتاي التاريخية في بكين، حيث أجرى الوزيرين مناقشات موسعة تبعها عشاء عمل في وقت لاحق.

وأعرب الجانبان خلال المباحثات عن أملهما في تحسين التواصل المشترك بين البلدين لمنع اندلاع أي نزاع، في ظل الخلافات بينهما بشأن سلسلة قضايا تبدأ بالتجارة والتكنولوجيا وتنتهي عند الأمن الإقليمي.

ومن المنتظر أن يشمل جدول أعمال بلينكن في بكين خلال يومي الزيارة محادثات إضافية مع وزير الخارجية الصيني، وكذلك مع كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، وسط توقعات بأن يلتقي الرئيس شي جين بينغ، غدًا الاثنين.

وقال بلينكن في وقت سابق إنه سيسعى لتجنّب أي حسابات خاطئة، وسيعمل على إدارة العلاقات بشكل مسؤول مع الدولة التي يعتبرها صانعو السياسات الأمريكيين أنها تمثّل أكبر تحد لتفوق واشنطن عالميًا.

خلافات مستمرة

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد كان من المقرر أن تتم زيارة بلينكن للصين في فبراير الماضي، لكنه ألغى خططه فجأة بعد أن احتجت الولايات المتحدة على وجود منطاد تجسس صيني حلّق فوق أراضيها وقامت بإسقاطه.

وتفجرت خلال السنوات الأخيرة العديد من الخلافات بين الولايات المتحدة والصين بشأن سلسلة قضايا بينها التجارة والتكنولوجيا وكذلك اتهامات متعددة بالتجسس على الولايات المتحدة ومؤسساتها.

وفرضت إدارة بايدن العديد من القيود على تصدير أشباه الموصلات المتطورة إلى الصين، في ظل تخوّف الولايات المتحدة من استخدامها عسكريا، وسعيها لمنع الصين من الهيمنة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.

كما يسعى بلينكن خلال الزيارة إلى الضغط على الصين للإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين، واتخاذ خطوات للحد من إنتاج وتصدير السلائف الكيميائية التي تُرسل إلى أميركا اللاتينية من أجل إنتاج الفينتانيل، وهو مسكن قوي مسؤول عن مشكلة الإدمان التي تودي بحياة عشرات الآلاف من الأمريكيين سنويًا.

كما تعد قضية تايوان أحد الخلافات الرئيسية بين البلدين، خاصة بعد أن صرحت الصين بأنها قد تستولي على تايوان بالقوة، وأجرت مناورات عسكرية مرّتين قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي، ردا على زيارة قام بها كبار النواب الأمريكيين لتايوان.

وتندد الولايات المتحدة أيضًا بملف الصين في مجال حقوق الإنسان، واتهمت واشنطن بكين رسميًا بإبادة أقلية الأويغور التي يشكّل المسلمون معظم أفرادها، وتعد زيارة بلينكن الأولى لمسؤول في الحكومة الأمريكية منذ توجيه هذا الاتهام.

خطوة مهمة

وقال مسؤولون أمريكيون إن بلينكين سيثير كل هذه النقاط خلال زيارته ومباحثاته مع المسؤولين الصينيين، على الرغم من أن أيًا من الجانبين لم يظهر أي ميل للتراجع عن مواقفه الراسخة.

ويشكك مراقبون في إمكانية أن تعالج الزيارة القصيرة لبلينكن الخلافات الجوهرية بين البلدين، مشيرين إلى أن احتمالات حدوث أي اختراقات مهمة للخلافات ستكون ضئيلة.

وأكدوا أن العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين أصبحت مشحونة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد أن تصاعدت العداوات والاتهامات بشكل مطرد بسبب سلسلة من الخلافات التي لها تداعيات على الأمن والاستقرار العالميين.

وأوضحوا أن قائمة الخلافات ونقاط الصراع المحتملة طويلة، وتتراوح من التجارة مع تايوان، وأوضاع حقوق الإنسان في الصين وهونغ كونغ، إلى النفوذ العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، وحرب روسيا في أوكرانيا.

لكنهم يرون أن الزيارة تمثل خطوة مهمة لإعادة إحياء الحوار المباشر بين الطرفين، الذي تشتد الحاجة إليه في هذا التوقيت.

وفي هذا الإطار أكد بلينكن على أهمية إنشاء خطوط اتصال أفضل بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن “المنافسة بينها وبين الصين لا تنحرف إلى الصراع” بسبب سوء الفهم الذي يمكن تجنبه، وشدد على أن الولايات المتحدة والصين يمكنهما التعاون من أجل منفعة البلدين.

وكان الرئيس بايدن قد عبر مؤخرًا عن أمله في أن يلتقي نظيره الصيني قريبًا للتحدث حول الخلافات المثارة بين الجانبين، وقد تأتي فرص عقد مثل هذا اللقاء خلال في اجتماع زعماء مجموعة العشرين في سبتمبر المقبل في نيودلهي، أو في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في نوفمبر المقبل في سان فرانسيسكو التي تستضيفها الولايات المتحدة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى