أخبارأخبار أميركا

مجلس الشيوخ يقر تعيين أول قاضية فيدرالية مسلمة في تاريخ أمريكا

في خطوة تاريخية وافق مجلس الشيوخ، اليوم الخميس، على تعيين محامية الحقوق المدنية، نصرت تشودري، للعمل قاضية بمحكمة الدائرة الشرقية الجزئية في نيويورك، لتكون بذلك أول قاضية فيدرالية مسلمة في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس جو بايدن قد رشح تشودري للمنصب في يناير 2022، وصدق مجلس الشيوخ على تعيينها اليوم بأغلبية 50 صوتًا مقابل 49، وفق نتيجة التصويت التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني لمجلس الشيوخ.

ترحيب ومعارضة

من جانبه رحب زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، تشاك شومر، بتعيين تشودري، وكتب في تغريدة على تويتر “إنها تدخل التاريخ كأول أمريكية من بنغلاديش وأول امرأة أمريكية مسلمة تعمل كقاضية فيدرالية”. وأضاف أنه كان فخورا بتوصية الرئيس جو بايدن بتعيينها.

بينما أبدى السيناتور الديمقراطي، جو مانشين، معارضته لترشيح تشودري بسبب دعمها لإصلاح العدالة الجنائية. وقال في بيان له: “ضباط إنفاذ القانون في ولاية فرجينيا الغربية وفي جميع أنحاء البلاد يتجاوزون نداء الواجب لحماية مجتمعاتنا، وأنا ممتن للغاية لخدمتهم. لكن بعض تصريحات السيدة تشودري السابقة تشكك في قدرتها على أن تكون غير متحيزة تجاه عمل إنفاذ القانون الشجاع لدينا، وبصفتي مؤيدًا قويًا لرجالنا ونسائنا الذين يرتدون الزي العسكري، فقد عارضت ترشيح السيدة تشودري”.

في المقابل رحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) بتأكيد تعيين نصرت تشودري، المديرة القانونية للاتحاد الأميركي للحريات المدنية في إيلينوي، لتصبح أول امرأة أمريكية مسلمة، وأول أمريكية من أصل بنغلاديشي تعمل كقاضية فيدرالية.

وأشار بيان لـ (CAIR) بأن تشودري هي ثاني شخص مسلم أمريكي يتم ترشيحه من جانب إدارة بايدن لمنصب قاضٍ فيدرالي، مشيرًا إلى أن مجلس الشيوخ أكد من قبل تعيين أول قاض مسلم في تاريخ أمريكا، وهو زاهد قريشي، الذي أقر مجلس الشيوخ تعيينه في محكمة نيوجيرسي الفيدرالية، في عام 2021.

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: “نرحب بتأكيد تعيين نصرت جاهان تشودري، وهو إعلان واضح بأن المسلمين الأمريكيين جزء من نسيج مجتمعنا على جميع المستويات، وأن القضاء لدينا يتنوع بشكل متزايد”.

فيما قال جوستين سادوسكي، محامي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: “هذا التمثيل للمرأة المسلمة مهم.. فمنذ فترة طويلة لم يتم الاستماع إلى النساء المسلمات في هذا البلد بشكل كافٍ من قبل المحاكم، مما أدى إلى قرارات مثل سماح صاحب العمل بالتمييز ضد النساء اللواتي يرتدين الحجاب بسبب الخوف من أن يكون زبائنهن معادون للإسلام”.

وأضاف: “تتمتع تشودري بتاريخ طويل من الالتزام بالحقوق المدنية، ليس فقط للمسلمين، ولكن لجميع الأمريكيين.. ونحن نرحب بتعيينها كخطوة مهمة في منح المرأة المسلمة الصوت الذي تستحقه”.

بينما قالت عفاف ناشر، المديرة التنفيذية لفرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في نيويورك، في بيان لها: “يسعدنا أن نشهد هذه اللحظة التاريخية، حيث أصبحت نصرت جاهان تشودري أول امرأة مسلمة تعمل كقاضية اتحادية في مقاطعة نيويورك. يمثل هذا الخبر الهام تقدمًا عميقًا في التمثيل والتنوع والاندماج داخل القضاء الأمريكي.. نهنئ تشودري، ونعتقد أن تعيينها سيساهم في نظام قانوني أكثر إنصافًا وتمثيلًا لجميع الأمريكيين”.

وأضافت: “ستعمل شودري بلا شك كنموذج ملهم للشباب الطموحين، ولاسيما النساء المسلمات، الذين يسعون إلى المساهمة بمواهبهم في السعي لتحقيق العدالة. إن تأكيد تعيينها يمهد الطريق لزيادة التمثيل والوصول إلى العدالة للمجتمعات المهمشة، وتعزيز نظام قانوني أكثر شمولاً”.

من هي نصرت تشودري؟

وفقًا لموقع “الحرة” فقد قضت تشودري، وهي أمريكية تعود أصولها إلى بنغلادش، معظم حياتها المهنية في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وعملت في قضايا العدالة العرقية والأمن القومي.

وتشودري، البالغة من العمر 45 عامًا، هاجر والداها، نفيسة تشودري والدكتور نورير تشودري، إلى الولايات المتحدة قبل ولادتها.

وكانت والدتها تعمل كمنسقة للخدمات الغذائية في المدارس الإعدادية في نورثبروك بولاية إلينوي، أما والدها فشغل منصب رئيس قسم الأعصاب في مستشفى St Mary's of Nazareth في شيكاغو، وأستاذًا في علم الأعصاب بجامعة إلينوي.

وتشودري حاليًا هي المديرة القانونية لقسم إلينوي في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وشغلت سابقًا منصب نائب مدير برنامج العدالة العرقية (ACLU) الوطني، وسبق أن درست في كلية الحقوق بجامعة ييل وجامعة كولومبيا وجامعة برينستون.

جهود ملموسة

ويشير الملف الشخصي لتشودري في اتحاد الحريات المدنية الأمريكي إلى أنها عملت على العديد من القضايا ذات الأهمية العالية للمجتمع المسلم الأمريكي، بما في ذلك المساعدة في تأمين أول حكم للمحكمة الفيدرالية يقضي بإلغاء إجراءات قائمة حظر الطيران الخاصة بالحكومة الأمريكية لانتهاك الإجراءات القانونية الواجبة.

وكذلك رفع دعوى قضائية للطعن في تصنيف شرطة نيويورك غير المبرر والتمييزي للمسلمين من أجل المراقبة، مما أدى إلى اتفاق تسوية أمرت به المحكمة ، وتأمين السجلات العامة حول برنامج رسم الخرائط العرقية والإثني لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

كما عملت على قضايا تعزيز الحقوق والحريات المدنية، وحقوق التعديل الأول، وشفافية الحكومة، والتغيير في النظام القانوني الجنائي والشرطة، وحقوق التصويت.

وركزت جهودها أيضًا على التقاضي لحماية المهاجرين من ظروف الاحتجاز الخطرة، وإنفاذ مرسوم فيدرالي لإصلاح استخدام شرطة شيكاغو للقوة المفرطة، وتعزيز الجهود المبذولة لوقف التنميط العنصري والتوقيف والتفتيش غير القانونيين، واستهداف الأشخاص الملونين للمراقبة دون دليل على ارتكاب مخالفات، والممارسات التي تعاقب الناس بشكل غير متناسب لكونهم فقراء.

تعزيز التنوع

وكان الرئيس بايدن قد وعد بضمان أن تعكس محاكم الأمة التنوع الذي يعد أحد أعظم أصول أمريكا كدولة عظمى. ومنذ توليه الرئاسة عمل بايدن على ترشيح المزيد من النساء والأشخاص الملونين للعمل في الوظائف القيادية والحساسة، وهو اتجاه متناقض مع سلفه السابق، دونالد ترامب.

وكان 85% من مرشحي ترامب لتلك المناصب من البيض و76% منهم من الرجال، أما الآن فإن 78% من ترشيحات بايدن هي من النساء و53% من الأشخاص الملونين.

للمزيد اقرأ: تعرّف على أول أمريكية مسلمة مرشحة للعمل كقاضية فيدرالية

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى