ترامب يدفع ببراءته والمحكمة تسمح له بالمغادرة وتمنعه من التواصل مع أي شهود

دفع الرئيس السابق دونالد ترامب ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه فيما يتعلق بسوء التعامل مع الوثائق السرية التي تتضمن أسرار الحكومة الأمريكية، والتخطيط لعدم إعادة الوثائق بعد انتهاء فترة ولايته، والتورط في مؤامرة لعرقلة العدالة.

جاء ذلك خلال مثول ترامب أمام المحكمة الفيدرالية في ميامي اليوم الثلاثاء، حيث يواجه ترامب 37 اتهامًا جراء تعامله مع وثائق سرية احتفظ بها في منتجعه في مارالاغو بعد مغادرته البيت الأبيض. وهذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس أمريكي سابق اتهامات جنائية فيدرالية تصل عقوبة بعضها إلى السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.

ونصت لائحة الاتهام على أن الوثائق السرية التي تعمد ترامب الاحتفاظ بها وإخفاءها شملت معلومات حول نقاط ضعف أمريكا وحلفائها أمام بعض الهجمات العسكرية، وعن عمليات انتقامية محتملة ردا على هجمات خارجية.

وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترامب أمام محكمة منذ أبريل عندما دفع ببراءته في نيويورك بخصوص تهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها قبل انتخابات عام 2016.

الدفع بالبراءة

ووفقًا لشبكة CNN فقد قال تود بلانش، محامي ترامب للقاضي: “نحن بالتأكيد ندفع ببراءة” الرئيس السابق من هذه التهم.

من جانبها أوصت وزارة العدل بالإفراج عن ترامب وشريكه في التهم والت ناوتا دون شروط مالية أو خاصة ودون منع من السفر.

من جانبه سمح القاضي، جوناثان غودمان، لترامب بمغادرة المحكمة دون شروط بعد انتهاء الجلسة، لكنه منع الرئيس السابق من التواصل مع أي شهود محتملين في القضية.

وقال القاضي إن ترامب يجب ألا يتواصل مع المدعى عليه الآخر (والت ناوتا)، كما طلب من المدعين العامين إعداد قائمة بالشهود المحتملين الذين يُمنع على ترامب التواصل معهم بشأن القضية، إلا من خلال محام.

وذكر القاضي أنه يدرك أنه سيكون “من المستحيل” على ترامب وناوتا إنهاء جميع الاتصالات بسبب علاقة العمل الوثيقة بينهما. فيما أثار محامي ترامب مشكلة تتعلق بشرط منع الاتصال بالشهود، مشيرًا إلى أن بعض الشهود أعضاء في الفريق المكلف بحماية ترامب.

وكانت وسائل إعلام أمريكية، قد أفادت بأنه تم وضع ترامب قيد الاعتقال وأخذ بصماته، كما تم وضع مساعد ترامب، والت ناوتا، قيد الاعتقال مع أخذ بصمات أصابعه. كما أفادت بأن القاضي منع استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف في جلسة المحاكمة، وهو إجراء جديد.

ترامب وسط أنصاره

وبعد انتهاء الجلسة غادر موكب ترامب مبنى المحكمة الفيدرالية في ميامي وسط تشجيع وهتاف حشود أنصاره في خارج المبنى.

وكانت جلسة المحاكمة قد بدأت في ظل احتشاد أنصار الرئيس السابق أمام مقر المحكمة، وسط مدينة ميامي بولاية فلوريدا، فيما عززت السلطات الإجراءات الأمنية في المنطقة، وفقًا لموقع “الحرة“.

وأمام مقر المحكمة ارتدى العشرات من أنصار ترامب قبعات تحمل شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددا”، فيما رفع أحدهم لافتة ضد جاك سميث المحقق الخاص المكلّف بالإشراف على التحقيق، كما علقوا قميصا عليه صورة ترامب مكتوب عليه أنه “ليس مذنبا”.

وقبل وصوله إلى مقر المحكمة، كتب ترامب عبر موقع “تروث سوشيال” أنه في الطريق إلى مقر المحكمة،  مضيفا أنه “يوم من أكثر الأيام حزنا في تاريخ بلدنا. نحن أمة في انحدار”.

ووصف ترامب المحاكمة في تغريداته بأنها “ملاحقة” سياسية له، واعتبرت المتحدثة باسمه، أن “الرئيس السابق يواجه الكراهية”. وقالت إن “ما نشهده اليوم هو توظيف فاضح وغير مبرر لنظام العدالة”.

ويتهم ترامب، إدارة الرئيس جو بايدن بتدبير القضية لتقويض حملته الانتخابية. بينما ينأى بايدن بنفسه عن ذلك ويرفض التعليق بشأن القضية. وقال البيت الأبيض: “لن نعلق على لائحة الاتهام بحق ترامب ونحترم الإجراءات القضائية”.