من الخيمة إلى البيت.. جهود مستمرة لمنظمة الحياة لإغاثة منكوبي الزلزال في سوريا وتركيا

فهرس المحتوى
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
فقرة جديدة مع الأستاذ عمر الريدي، المتحدث الرسمي لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية، للوقوف على آخر جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في سوريا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا منذ أكثر من شهر.
الأزمة مستمرة
* نسي الإعلام مؤخرًا أزمة الزلزال وما خلّفه من كوارث في تركيا وسوريا، فهل انتهت الأزمة الإنسانية هناك أم أنها بدأت للتو ؟
** في الحقيقة الأزمة لم تنته بالطبع، ولكن ما يحدث الآن من نسيان أو تقصير هو ليس فقط إعلاميًا، وإنما أيضا إغاثيًا، فقد رأينا في الأيام الأولى للكارثة انقطاع المؤسسات أو توقفها عن العمل لسبب أو لآخر، وبعد ذلك كان هناك تكاتف شديد ومجهود جبار من جانب العديد من المؤسسات، ولكن يبدو أن المؤسسات قد بدأت الآن في الميل إلى توجهات أخرى.
نعرف مثلًا أنا هناك حريق حاليًا في بنغلاديش، ونحن في مؤسسة الحياة نقدم الدعم للأسر المنكوبة في هناك، ولكن ما زال لدينا هنا كارثة تداعياتها مستمرة في تركيا وسوريا، ونحن مستمرون في الدعم.
وفي الحقيقة فإن الأزمة ليست سهلة ولن تمر بسرعة، رغم سخاء المتبرعين ووصول معظم تبرعاتهم عبر العديد من المؤسسات، وهذا ما يسمح لنا بمد يد العون لأكبر مدة ممكنة للسوريين والأتراك حتى يستطيعوا استعادة ما فقدوه.
ونحن في مؤسسة الحياة لا زلنا نعمل ونواصل العمل هنا وهناك، وكما أشرت فإن الكوارث تحدث في بلدان أخرى، ولكن يتوجب علينا نحن أن نكون مؤسسات مسؤولة، ومن واجبنا الإنساني أن نظل ندعم هؤلاء لأن أزمتهم لم تنته بعد.
جهد لا يتوقف
* أنت الآن في تركيا لتوزيع بعض المساعدات الإغاثية على المتضررين، وخلال الفترة الماضية قمتم بتلبية نداءنا وتقديم الدعم لعدة مناطق متضررة في الداخل السوري لم يصل إليها أحد، فهل تشرح لنا الجهد الذي قامت به منظمة الحياة في تركيا والشمال السوري حتى الآن؟
** كانت آخر مداخلاتي معكم في راديو صوت العرب من أمريكا في اليوم الثاني بعد الزلزال، وكنا في هذا الوقت نناشد بفتح المعابر بين تركيا وسوريا، وكان حينها الوضع كارثيًا في الداخل السوري.
وكانت الحكومة التركية تتعامل بشكل جيد مع الأوضاع في الداخل التركي، والذي كان هو الأكثر تضررًا، وبعد ذلك تم فتح المعابر وقامت العديد من المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة “Life for Relief and Development” بتقديم المساعدات الطارئة.
ولكن العمل هنا في الجنوب التركي كان مقتصرًا تمامًا على مؤسسة “AFAD”، وكانت الحكومة التركية لديها رفض شبه تام لعمل غيرها من المؤسسات، وكنا نعمل بالحدود البسيطة التي نستطيع من خلالها توفير بطانية أو خيمة لأسرة أو أسرتين، ولكن كان هناك شرط بان يكون كل التعامل من خلال “AFAD” فقط، وفي هذا التوقيت كانت تعمل منظمتنا من خلال السفارة التركية في واشنطن، وبالتنسيق مع السفير هنا، وتم بالفعل إرسال الحاويات الطبية وبعض المستلزمات.
وقبل 7 أيام فقط تم إبلاغنا من خلال السفير التركي بأنه تم فتح الباب لعمل المؤسسات الأخرى هناك، وأصبح هناك نداء تركي لكافة المؤسسات الإغاثية للعمل.
وعلى الفور بدأنا في العمل والتنسيق مع منظمة “AFAD” حتى نستطيع الدخول إلى المخيمات الخاصة بالأتراك، ونعمل الآن على تجهيز قافلة كبيرة في قونية، وهي أحد 4 مدن حددتها الحكومة التركية للعمل منها، ومن ثمَّ ستتحرك القافلة إلى واحدة من الـ 10 مدن المنكوبة.
القافلة ستتكون من 2000 طرد غذائي، و2000 طرد لمواد التدفئة، و500 طرد لمواد العناية الشخصية، بالإضافة إلى ألبان وحفاضات الأطفال، ونحن الآن في طور تجهيز القافلة، حيث ستتحرك لتقف أولًا في آضنة، ثم سننتقل إلى عثمانية، ثم الأسكندرون، ثم أنطاكيا، وبعدها سننقسم إلى فريقين، أحدهما سيكون في كهرمان مرعش وأديامان وملاطيا، والفريق الثاني سيتوجه إلى كلس وغازي عنتاب.
* وماذا عن الجانب السوري؟
فيما يخص ما قمنا به في الجانب السوري، ففي الأيام الأولى بعد الزلزال بدأنا في توفير الأدوية ومستلزمات الجراحة للمستشفيات، ونقلنا ذلك عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال مؤسستكم الإعلامية التي تحظى بثقة الكثير من المتابعين، وبالتوازي مع ذلك كنا نقدم الدعم لمنظمات المجتمع المدني الإغاثية مثل منظمة الخوذ البيضاء، مع توفير البطاطين للأسر الناجية.
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة توفير الخيام، وكذلك السلال الغذائية والوجبات الساخنة، ثم انتقلنا إلى مرحلة إنشاء المخيمات، وخصوصًا بعد الزلزال الثاني حيث هرع عدد أكبر من السوريين إلى خارج منازلهم غير الآمنة، وقمنا بالفعل بإنشاء 3 مخيمات، أحدهما يضم 100 خيمة، والثاني 150 خيمة، والثالث 200 خيمة.
ثم بدأنا في التخديم على أهلنا داخل هذه المخيمات، من خلال تخديم خزانات المياه الصالحة للشرب والشاحنات التي تعيد ملأها وكذلك بناء دورات المياه، وتوفير أدوات المطبخ لبعض الأسر.
كما قمنا بتنظيم يوم ترفيهي للأطفال، هذا بخلاف حفلة العيد التي ستُقام عقب شهر رمضان المبارك، ونحن الآن مستمرون في التواصل مع الأهالي داخل المخيمات للتأكد من أن الأوضاع تذهب نحو الاستقرار قبل شهر رمضان، ونحن ندرس الآن توسيع مشروع إعادة الإعمار الذي بدأناه سابقًا وأعلنا عنه من خلال إذاعتكم الموقرة.
إغاثة أطفال سوريا
* نودّ أن ننسق معكم قبيل شهر رمضان المبارك لإطلاق حملة لإغاثة أطفال سوريا الأيتام الذين فقدوا ذويهم، والذين أيضًا تضررت مدارسهم التي يتعلمون فيها، ففي تركيا تكفلت الحكومة التركية بهؤلاء الأطفال، بينما في الشمال السوري لا يزال الأطفال هناك بلا كفيل، فهل لديكم بعض المشاريع الخاصة بأطفال سوريا؟
** نحن كمؤسسة، وحتى من قبل الزلزال، نقوم برعاية 4 آلاف يتيم سوري، وبالطبع نحن الآن نعمل على جمع البيانات من الداخل السوري ليتم تسويق هذه القضية أمام المتبرعين ونعرض عليهم كفالة هؤلاء الأطفال، وكما تعرفون فإن الكفالة الشهرية هي 55 دولارًا للطفل اليتيم، أو 660 دولارًا للعام كله، وبفضل تبرعاتكم ومساهماتكم نستطيع زيادة هذه الأعداد.
أولويات المساعدة
* نحن الآن نقترب من شهر رمضان الكريم، فما هي الأولوية الآن بالنسبة للمتضررين من كارثة الزلزال؟، وكيف يمكننا المساهمة لدعم الأسر الأكثر احتياجًا في تركيا وسوريا؟
** سأخبركم بدقة خلال الأسبوع المقبل فور دخولي إلى الشمال السوري بنفسي، ولكن من خلال ما يصلني من بيانات من خلال مكتبنا هناك فإن الاحتياج الآن هي للشنط الرمضانية، وإن كنت أرى من وجهة نظري أن الأهم ليس الطعام فقط بقدر ما تتعاظم الحاجة إلى الخيام والمأوى والأغطية، لذا فإن التبرع لإعادة الإعمار ومشروع التوجه من الخيمة إلى البيت هي الأولوية القصوى، وكافة معلومات هذا المشروع موجودة على موقعنا على الإنترنت: https://www.lifeusa.org