الراديو

الحياة للإغاثة والتنمية.. مشاريع إنسانية في مواجهة كورونا والشتاء

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، أطلقت منظمة الحياة للإغاثة والتنمية “Life for Relief and Development” حزمة من المشاريع الإنسانية إلى جانب حملات التبرعات لتطال العائلات الأكثر احتياجًا.

كما استمرت الحياة للإغاثة والتنمية بمتابعة أنشطتها ومشاريعها الخاصة بقطاع الرعاية الصحية، إلى جانب استمرار العمل على تنفيذ مشاريع قطاعي الإغاثة والإيواء، خصوصًا الموسمية منها لتستمر التوزيعات الشتوية.

وانطلاقًا من المسؤولية الاجتماعية للمنظمة، قام فريق عملها بإطلاق حملة “الإنسانية في زمن الكورونا”، ليقدم من خلالها عددًا من الخدمات منذ بداية شهر مارس 2020، مراعيًا تطبيق التدابير الوقائية والسلامة العامة.

للاطلاع على هذه الأنشطة الخيرية والإنسانية التي تقوم بها منظمة الحياة للإغاثة والتنمية، استضاف راديو صوت العرب من أمريكا المتحدث الإعلامي باسم المنظمة، الصحفي مصطفى إبراهيم، ليطلعنا على مزيد من التفاصيل.

جهد متواصل
* أستاذ مصطفى، نبدأ معك من العمل الإنساني الذي قمتم به على مدار شهور في مجابهة وباء فيروس كورونا المستجد.

** كان انتشار جائحة فيروس كورونا طيلة العالم الحالي هو الأمر المسيطر على كافة اهتمامات المنظمة، والحمدلله استطعنا أن نعمل في مواجهة تداعيات الوباء في حوالي 13 دولة خارج الولايات المتحدة، مثل العراق وبنجلاديش وساحل العاج والأردن ولبنان وغيرها، وقمنا بتوزيع عشرات الآلاف من السلال الغذائية الخاصة بالطوارئ على العائلات والأسر التي أصابتها الجائحة.

هذا إلى جانب جهدنا السابق في تلك الدول في توزيع عشرات الآلاف من الأقنعة الواقية والمواد المطهرة لمكافحة العدوى الفيروسية المرتبطة بالوباء، ومن المؤسف أن هناك بعض الناس لازالوا يشككون في وجود الفيروس، ويظلون يشككون حتى يُصابوا بالفيروس، فيعلموا وقتها أن الأمر ليس مزحة.

والموضوع بالفعل ليس مزحة على الإطلاق، فتجمعات الأفراح والأعراس التي بتنا نشاهدها هى دعوة للموت وليست للفرحة،

في الداخل الأمريكي
* أود أن أسلط الضوء على تفاصيل العمل الإنساني الذي تقوم به المنظمة في الداخل الأمريكي، ما الذي تقدمه المنظمة داخليًا؟

** اهتمامنا الأكثر كان منصبًا على الصعيد العالمي، ولكن لنا أيضا جهد كبير وتلحظه أعين القاصي والداني في أمريكا، سواء في ميشيجان أو أوهايو أو كاليفورنيا، وكذلك في تكساس ونيويورك وفي مختلف الولايات، وقد تم التعامل على مستويين.

المستوى الأول يشمل الأسر والعائلات ممن هم في حاجة إلى بعض الإعانات الغذائية الطارئة. وقد بلغ عدد السلال الغذائية وصناديق مواد النظافة والأقنعة الوقائية التي تم توزيعها في الداخل الأمريكي، حوالي 6000 تقريبًا في كل مشروع، وقمنا بتنفيذ عدة مشاريع في عدة ولايات، وكانت السلال التي تُوزع في اليوم الواحد حوالي 1000 سلة غذائية.

أما المستوى الثاني، فيشمل العاملين في المجال الطبي والمستشفيات، حيث قمنا بتوزيع وجبات ساخنة على العاملين بالمستشفيات في ظل الجائحة، وهى لمسة إنسانية كان لها أثر جميل ووقع طيب على نفوسهم في ظل هذه الظروف، وكان لمنظمتنا السبق في دعم أبطال الطواقم الطبية.

أيضا قمنا بتوزيع صناديق خاصة بالشفاء على المتعافين من فيروس كورونا، بها بعض الطعام ومستلزمات النظافة الشخصية وبعض كتب الألغاز، ومعها رسالة شكر لطيفة، وكان ذلك من الأمور الطيبة والمؤثرة أن يجد المتعافون من ينتظرهم على باب المستشفى ويتمنى لهم العافية والسلامة.

Meals On Wheels
* أعود معك إلى فكرة تأسيس منظمة الحياة للإغاثة والتنمية، فهى مؤسسة خيرية غير ربحية، تأسست عام 1992، يؤمن فريقها في العالم بأن إنقاذ الأرواح يجب أن يكون الأولوية للبشرية جمعاء، ومن هذا المنطلق هناك إستراتيجية واضحة لمشاريع مهمة في الداخل والخارج.

أقف معك الآن عند مشروع “Meals On Wheels”، فهل لك أن تطلعنا على المزيد من التفاصيل حوله؟

** من فسلفة منظمتنا أننا نوليّ كبار السنّ رعاية خاصة، لذلك لدينا مشروع مستمر طوال العام في مختلف الولايات، يعمل على توصيل الوجبات الساخنة حتى أبواب المنازل لكبار السنّ، هذا المشروع اسمه “Meals On Wheels”، وهو معنيّ أيضا بالتواصل مع كبار السنّ بشكل دوري.

الميزة في هذا المشروع أنه يعفي كبار السنّ من السؤال، أو الذهاب بأنفسهم أو الاتصال بالمنظمات الخيرية، فنحن لدينا جداول طويلة بالمحتاجين، وندعو المتبرعين دائما على العمل على هذه المشاريع المستمرة طوال العام، فنحن لدينا 9 أو 10 مشاريع مستمرة على الدوام، وقد قد تزيد أو تنقص، لكن يظل عددها في هذا المعدل.

من إحصائيات مشروع “Meals On Wheels”، أننا نوزع 1200 وجبة كل فترة على كبار السنّ في ميشيجان، وأود أن أنوّه إلى النهج الأساسي للمنظمة وهى الإغاثة، فنحن لدينا دائمًا مشاريع إغاثية على الدوام، ولدينا مشروع إغاثي كبير الآن في السودان، بسبب الفيضانات الضخمة التي ضربت السودان، ومثل هذه المشاريع تحتاج إلى الدعم الدائم، ولو حتى بالنشر عنها.

جهود إغاثية عظيمة
* ماذا تفعلون تحديدًا في المشاريع الإغاثية ونوعيتها، حتى يطّلع المستمعون على هذه المشاريع وجهودكم ويساعدون فيها؟

** خطوات المنظمة في أيّ كارثة إنسانية تحل بأي بلد هى خطوات سريعة وعملية، نبدأها أولًا بما يقيم صلب الأسرة أو الفرد، وهو توزيع سلال أغذية الطوارئ، ثم مستلزمات النظافة الشخصية، وبعد ذلك نوزع مستلزمات إقامة الخيام، ونحن لدينا فرق من المتطوعين، وأحيانا نستأجر فرق أخرى متخصصة للمساعدة في توفير مأوى للأسر.

في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى التدخل الطبي، فنقوم بتوفير أدوية الطوارئ، كما أننا نقوم بتوزيع مواقد الطهي وبعض الأسرّة والمراتب الهوائية وحفاضات الأطفال ومناديل الاستخدام الشخصي، هذا بخلاف الوجبات الغذائية الساخنة التي يتم توزيعها يوميًا.

مشروعات الإغاثة الشتوية
* نرى أن الطقس يتجه سريعًا إلى البرد، حتى نحن هنا في الولايات المتحدة، فماذا عن الناس في المخيمات ومناطق اللجوء والعوز؟، وما هى الاحتياجات الآن في مشاريعكم الشتوية؟

** بدايةً فإنه في الداخل الأمريكي، وتحديدًا في المناطق ذات الدخل المحدود والفقيرة، تحتاج إلى الدعم، حيث نقوم بتوزيع الملابس الشتوية والأغطية الثقيلة وبعض المستلزمات الخاصة بالوقاية من البرد.

ففي بعض المناطق ببعض الولايات لا تملك الأسرّ نظام للتدفئة بشكل منتظم، ونحن لدينا قوائم تشتمل على أسماء هذه الأسر، ونقوم بإدراجهم في كل عام في مشروع الرعاية الشتوية.

ومن الغريب أن هناك كثيرين لا يصدقون أن هناك فقراء في داخل أمريكا، وأنهم بحاجة إلى المساعدة، فبحسب إحدى الإحصائيات هناك 38 مليون فقير داخل أمريكا، وهذه ليست مزحة، فهناك فقراء بحاجة إلى كافة المشاريع الإغاثية، وكما ذكرت نحن نعمل على مشاريع طوال العام وأخرى طارئة.

فمنظمة الحياة تبدأ من أمريكا ويمتد خيرها إلى العالم، وفقًا لما نقوله دائمًا: “طالما هناك أمل فهناك حياة”، فمنظمة الحياة متواجدة في أي مكان به معاناة، ونحاول أن نخفف عن الناس، سواء في الداخل الأمريكي أو في الخارج.

ففي الخارج، لدينا مشاريع عديدة، منها مشروع توفير الخبز للسوريين في المخيمات بالشمال، فنحن لدينا العديد من المخابز التي توفر الخبز لهم، وهناك مشروع للتعليم الجامعي للطلاب السوريين بحلب، وهناك مشروع العودة للمدرسة في سوريا وغزة، ومشروع إنارة غزة بالطاقة الشمسية، ومشروع حفر مئات الآبار في 10 دول، منها غانا والصومال والسودان وكينيا وأوغندا. وأخيرًا.. نقوم بمشروع شتاء الحياة، والذي ننفذه سنويًا في عدة دول، مثل الأردن واليمن ولبنان وسوريا وغزة وغيرها.

* في الختام، هذه جهود عظيمة تقدمها منظمة الحياة، لذا نعدك أستاذ مصطفى إبراهيم، بلقاء آخر عما قريب نستكمل فيه هذه العناوين العريضة لتلك المشاريع الإغاثية الخيرية، التي توفر حياة كريمة للكثيرين حول العالم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى