أعدت خليطًا لتعقيم المنزل من كورونا فقتلها الخليط وأصاب أسرتها

من لم يمت بكورونا مات بغيره، ومن يهرب من الموت فربما يذهب إليه دن أن يدري. هكذا كان مصير ربة منزل مصرية لقيت مصرعها نتيجة استنشاق غاز صادر من خليط خاص أعدته لتعقيم المنزل للوقاية من فيروس كورونا.
وذكر شهود عيان أن ربة منزل فارقت الحياة، وأصيب زوجها و3 من أبنائها بحالة تسمم، نتيجة تعرضهم لاختناق من غاز صادر عن خليط مكون من ماء نار وكلور وخل ومياه، أعدته المتوفية لتنظيف المنزل، مما أسفر عن وفاتها وإصابة باقي أفراد الأسرة.
وأضاف شهود العيان أن المتوفية أعدت الخليط لتنظيف المنزل وتعقيمه لمواجهة فيروس كورونا.
تفاصيل الواقعة
بدأت الواقعة بتلقي رئيس مباحث قسم شرطة أوسيم، إخطارًا من المستشفى بوصول أسرة مصابة بحالة اختناق ومصرع الأم قبل إسعافها.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ، وكشفت التحريات، أن السيدة المتوفاة خلطت بعض المواد مع بعضها لصنع سائل للتعقيم من فيروس كورونا، ما أدى لانبعاث غازات سامة، وشرحت التحريات أن المتوفاة عقب التعقيم أغلقت النوافذ، ما أدى لإصابتهم جميعًا بحالة اختناق.
وجرى نقل الزوج إلى مركز السموم، وحالته العامة غير مستقرة، فيما استقرت حالة الأبناء الثلاثة، وجرى التحفظ على جثة الأم داخل مشرحة المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.
ممارسات خاطئة وخطرة
وفي ظل الذعر الذي يصيب الكثيرين من فيروس كورونا، ونقص مواد التطهير والتعقيم في مصر، يلجأ البعض لابتكار خليط من المطهرات، على اعتبار أنها تساهم في تعزيز التعقيم والتطهير.
وفي هذا الإطار تلجأ الكثير من ربات البيوت على سبيل المثال إلى خلط الكلور مع الكحول والخل لضمان تحقيق أقصى درجة من التعقيم، وهم لا يعلمون أن ذلك نتائجه سلبيًا.
وحذر العديد من الخبراء من خطورة خلط هذه المكونات مع بعضها البعض مما يساهم في انبعاث غازات سامة تضر بصحة الإنسان. مشيرين إلى أن خلط الكلور مع مواد أخرى، يؤثر على الصحة بالسلب، ومن هذه المواد:
– الخل الذي تفاعل مادة الكلورين مع حمض الخليك وينتج عنه غاز سام يؤثر على الصحة.
– الكحول الذي يتفاعل مع غاز الكلورين فتنتج عنه مركبات كيميائية ينتج عنها غاز سام.
– الفلاش لأنه يحتوي على كحول مركز ويتفاعل أيضًا مع الكلور.
وأوضح الخبراء أن الغاز الناتج عن تفاعل الكلور مع تلك المواد يتسبب في تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي فيؤثر على القدرة على التنفس، ويتسبب في التعرض للحساسية وازدياد حدة السعال، والعطس، وقد يصل الأمر للاختناق، فضلا عن أنه قد يؤدي إلى منع وصول الأكسجين إلى المخ فيهدد بالدوخة وعدم الاتزان، وقد يصل الأمر إلى الإغماء.
نصيحة هامة
وينصح الخبراء بتخفيف الكلور بالماء فقط وذلك بنسبة 1 : 10، لتجنب التعرض لمخاطر صحية من الغاز الناتج عنه، مؤكدين أنه أفضل وسيلة لتعقيم الأسطح وتطهيرها على الإطلاق.
وأشاروا إلى إمكانية الاستفادة من الخل أيضًا في تعقيم وتطهير الأسطح، ولكن كتعزيز للتنظيف، وليس الاعتماد عليه بشكل أساسي لأن كفاءته تقل عن الكلور، وأشاروا أيضًا إلى إمكانية الاستفادة من قشور الليمون والبرتقال، حيث يمكن نقعها والاستفادة من الماء الناتج عنها، لتطهير الأسطح.