حكومة الوفاق تحظر حركة الطيران في مطار بني وليد بشكل كامل
هاجر العيادي
أصدر آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة “الوفاق”، أسامة الجويلي، أمرًا بإيقاف حركة الطيران في مطار بني وليد بشكل كامل وفورًا، وفق ما جاء في بيان له.
كما حذّر الجويلي أهالي بني وليد من مخالفة قراره، متوعدًا المخالفين بإجراءات مضادة في حال خرق الطائرات لهذا الحظر، دون أن يوضح ما إذا كان مطار المدينة قد استخدم لأغراض عسكرية ضد قوات حكومة الوفاق في طرابلس.
ضرورة إخلاء المطار
على صعيد آخر طالب الجويلي في ختام بيانه جميع المدنيين بإخلاء المطار، في إشارة منه إلى إمكانية قيام طيران الكلية الجوية مصراتة بقصفه.
وتلتزم المدينة الحياد منذ إطلاق الجيش لعملية تطهير العاصمة من المجموعات المسلحة في 4 أبريل الماضي، رغم إعلان بعض الكتائب داخلها دعمها للعملية، لكن القرار الفعلي في هذه المدينة يعود للمجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، الذي لم يصدر عنه أي موقف.
ويرى متابعون أن ما تسعى إليه حكومة “الوفاق” ليس إلا العرقلة، مشيرين إلى أن الهدف من التهديد هو الضغط على القبيلة لإيقاف الأطراف الداعمة للجيش في المدينة.
اختيار مقصود
فيما تؤكد تلك التحليلات اختيار الجويلي لإصدار التهديدات رغم أن النطاق الجغرافي لمدينة بني وليد ومطارها يقعان ضمن الاختصاص الجغرافي للمنطقة العسكرية الوسطى بإمرة محمد الحداد ومقرها مصراتة وذلك في مسعى لعدم إثارة الخلافات التاريخية بين المدينتين (بني وليد ومصراتة) والتي تعمقت بعد أن قادت ميليشيات مصراتة الهجوم على ورفلة في 2012.
دعم الجيش
وعقب أيام من إطلاق معركة تحرير طرابلس أعلنت مجموعة من الكتائب دعمها للجيش، من بينها كتيبة حماية مطار مدينة بني وليد، وكتيبة 52 مشاة، وقوة الردع. وعقب ذلك بأيام أعلن منتسبو مديرية أمن بني وليد، والبالغ عددهم 700 فرد، تبعيتهم لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة، مرجعين هذه الخطوة إلى “إيمانهم بواجبهم الوطني، واقتناعهم بما تقوم به القوات المسلحة من تضحيات تجاه الوطن والمواطن ضد العصابات الإجرامية والإرهابية الممولة من قبل الدول الراعية للإرهاب”.
رسالة عاجلة
على صعيد آخر أكد منتسبو مديرية بني وليد على انصياعهم التام وجاهزيتهم لتنفيذ تعليمات وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف.
ووجّه مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة رسالة عاجلة، تحمل ختم وتوقيع رئيسه عارف النايض، إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، عقب التهديد الذي أطلقه أسامة الجويلي.
رفض الإدانات
بالمقابل رفض النايض، الذي ينحدر من قبيلة ورفلة، تلك الإدانات، مشيرًا إلى أن المطار مرفق مدني يستخدم لأغراض إنسانية، عقب العقوبات الجماعية التي تفرضها حكومة الوفاق على أهالي المدينة، ومدينة ترهونة وغيرها.
ويقول النايض إن “هذا التهديد يأتي بعد التقتيل والتنكيل اللذين مارستهما المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق بحق الجرحى وحتى سيارات الإسعاف، إضافة إلى سياسات الحصار المتعمد.
عزلة وانطواء
يشار إلى أن المدينة تعيش حالة من العزلة والانطواء، رافضة الاعتراف بأي طرف من أطراف الصراع، رغم محاولتهما مرارًا استمالتها، باعتبارها تشكل ثقلاً اجتماعيًا وديموغرافيًا مهمًا في المشهد الليبي.
وتعتبر بني وليد من أبرز المدن التي ساندت نظام العقيد الراحل معمر القذافي حتى سقوطه في خريف 2011، ودفعت ثمن ذلك الدعم عندما أصدر المؤتمر الوطني، ما يعرف بالبرلمان في 2012، قرارًا باقتحامها من قبل المجموعات المسلحة، التي ارتكبت في حقها أفظع الجرائم بحجة تطهيرها من “الأزلام”.
وبسبب ما شهدته تلك المنطقة باتت ترفض الوقوف إلى جانب أي جهة، باعتبار أن الجميع ينضوي تحت ما يعرف بـ”منظومة فبراير”. وفي يناير الماضي قادت قبيلة ورفلة جهودًا لإنهاء الاشتباكات التي استمرت نحو 7 سنوات.