أخبارالراديوطبيبك الخاص

ارتفاع مقلق في عدد الإصابات.. هل تكون الأنفلونزا وراء الجائحة المقبلة؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في حلقة جديدة؛ استضاف راديو صوت العرب من أمريكا، الدكتور ظافر عبيد، أخصائي الطب العام، المشرف على المركز الصحي التابع للمجلس العربي الأمريكي الكلداني (ACC) في ديترويت، ميشيغان.

حيث تناولت الحلقة أسباب الانتشار السريع لفيروس الأنفلونزا، والفرق بين نزلات البرد والأنفلونزا، ومدى خطورة الوضع الحالي لانتشار الفيروس على الصحة العامة، بالإضافة إلى أهمية اللقاحات في الحماية من هذا الفيروس.

ارتفاع عدد الإصابات
* د. ظافر؛ نشهد حاليًا ارتفاعًا في حالات الأنفلونزا، فما أسباب ذلك؟، هناك من يقول إن الطقس البارد هو ما أسهم في هذا الارتفاع، وهناك من يشير إلى انتشار متحورات جديدة من سلالات الأنفلونزا، وهو ما جعلها أكثر خطورة وشدة.

** في الحقيقة هي كل هذه الأسباب وغيرها، فالطقس البارد يلعب دورًا كبيرًا، فهذه الفيروسات تنتشر في الشتاء أكثر، نظرًا لكثرة اجتماعات الناس في أماكن مغلقة داخل المنازل، حيث يتم إغلاق النوافذ والأبواب لمنع دخول الهواء البارد، وهو ما يقلل من التهوية الجيدة، بالإضافة إلى أن فيروس الأنفلونزا يتغير باستمرار، ولذلك هناك لقاح سنوي مختلف، ولا يوجد لقاح دائم.

من الأسباب أيضًا؛ أن الناس قد تعبوا نفسيًا من مسألة أخذ اللقاحات بعد انتشار كورونا، فبات من الصعب علينا إقناع المرضى بأخذ لقاحات الأنفلونزا، ناهيك عن وجود حالة من الاستهتار بمسألة الوقاية بعد تجاوز العالم لوباء كوفيد، رغم أننا لا نزال نشهد حالات إصابة بكوفيد من وقتٍ لآخر.

* هناك إحصاءات تقول إن حالات كوفيد تكاد تكون منعدمة مقارنةً مع حالات الأنفلونزا، ولكن لماذا يُقال اليوم إن الأنفلونزا قد تكون هي السبب الرئيسي للجائحة القادمة؟، وهل هذا الكلام دقيق؟

** الأنفلونزا موجودة منذ زمنٍ طويل، ومعروف أنها كانت دائما تسبب الجائحات، وفيروس الأنفلونزا يتغير ويتحور ويتطور، وأنا شخصيًا لا أعتقد أنه قد تكون هناك جائحة كبرى نتيجة انتشار الأنفلونزا الآن، لأن الناس أصبحت لديهم بعض المناعة ضد هذا الفيروس، وليست مناعة كاملة، لأن هذا الفيروس لا يزال يتطور ويتحور.

إصابات ملحوظة
* لماذا الأنفلونزا اليوم نراها شديدة التأثير؛ لا سيما على الأطفال وكبار السن؟

** يجب التمييز بين أنواع الفيروسات، فليست كل الفيروسات هي فيروس الأنفلونزا، فمثلًا هناك فيروس الزكام، وفيروس كوفيد، وفيروس RSV، وفيروسات تؤدي إلى نزلات برد وفي نفس الوقت تصيب المعدة وتؤدي إلى حدوث الإسهال، يجب التمييز بين كل هذه الفيروسات، وهذا ليس بالأمر السهل حتى على الأطباء.

الإصابات عادةً ما تحدث للأطفال وكبار السن، نظرًا لأن المناعة عندهم تكون أضعف، وكلما نقصت المناعة كلما تمكنت مثل هذه الفيروسات من صحة الإنسان ومن ثمَّ حدوث إصابات كبيرة.

* في بعض الأحيان يأخذ الشخص اللقاح، ولكنه في نفس الوقت يُصاب بالفيروس، وتظهر عليه أعراض الأنفلونزا، فكيف تفسر ذلك؟

** كما ذكرت فإنه من الصعب جدا التفرقة بين الإصابة بتلك الفيروسات دون إجراء الفحص الطبي الدقيق، لأن الأعراض تكون متشابهة، لا سيما بين كوفيد والأنفلونزا، فعادةً ما يحدث صداع وحرارة مرتفعة وألم في الجسم وتعب عام ووجع في البلعوم، لذا نقوم بالفحص الطبي من الأنف، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة طبيعة الإصابة والفيروس، وبالمناسبة فإن هذا الفحص موجود في الصيدليات، ويمكن للشخص أن يقوم بإجرائه بنفسه.

* متى نجري هذا الفحص؟، وهل هو ضروري حتى نعالج أنفسنا من الأنفلونزا ونزلات البرد؟

** الفحص يجب إجراؤه من البداية إذا ما ارتفعت درجة حرارة الشخص بشكل ملحوظ، مع وجود صداع ووجع شديد في العظام. والفحص يعرّف الشخص طبيعة الفيروس والإصابة التي لديه، كي يحمي الأشخاص الآخرين الموجودين معه في المنزل، ويمكن للشخص استشارة الطبيب من أجل الحصول على وصفة طبية سليمة ودقيقة.

العلاج المبكر ضروري جدًا للتخلص من المرض بسرعة ولتخفيف نشر العدوى، ومن المعروف أنه بمجرد دخول مثل هذه الفيروسات لجسم الإنسان تبدأ مناعة الجسم في العمل على الفور، وقد تبقى بعض الأعراض المزعجة لبعض الوقت، لكنها تزول بعض الحصول على العلاج اللازم.

حالة الأعراض
* هناك من فقد حاسة الشم والتذوق، فهل هذه من الأعراض المصاحبة للإصابة بالأنفلونزا؟، وبماذا تنصح من يُصاب وتظل الأعراض موجودة لديه لبعض الوقت؟

** من يُصاب بأعراض الرشح؛ مثل الزكام الخفيف ووجع في البلعوم، ولا توجد لديه حرارة عالية وسيلان من الأنف، فهذه أعراض خفيفة، ويمكن للشخص أن يسيطر عليها من دون الحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب، خاصةً خلال الأيام الثلاثة الأولى، وحينها يمكن للشخص ان يأخذ أدوية مضادة للاحتقان.

ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من 3 أيام أو كانت هناك حرارة عالية أو ضيق في التنفس أو صداع قوي، فإن هذه الأعراض تستدعي أن يذهب الشخص إلى الطبيب.

شدة الأعراض هي التي تحدد ما إذا كان على الشخص أن يذهب إلى الطبيب أم لا، وهذا الأمر ضروري لأن هناك زحام كبير الآن في غرف الطوارئ نتيجة نزلات البرد، فإذا كانت الأعراض خفيفة نفضل أن تتم معالجتها في البيت، وإذا كانت شديدة فيجب مراجعة الطبيب، وبالنسبة لفقدان حاسة الشم والتذوق لم تعد ملحوظة حتى مع إصابات كوفيد، لم نعد نراها مثلما كانت خلال الطفرة الأولى لكورونا.

* هناك إصابات تظهر هذا الموسم لدى الأطفال الصغار بسبب الاختلاط في المدارس، بماذا تنصح فيما يخص آلية التعامل بالنسبة للأطفال؟

** قد يُصاب الأطفال في المنازل أو في المدارس، أهم شيء إذا كان الطفل مريضًا ألا يرسله الأهل إلى المدرسة، وذلك لحماية بقية الأطفال، وحتى يستريح خلال فترة العلاج والنقاهة، وإذا كانت الأعراض خفيفة يتم معالجتها في المنزل، أما إذا كانت متطورة أو شديدة أو كان الطفل لديه أمراض مزمنة؛ فلا بد من رؤية الطبيب.

ضرورة اللقاحات
* من الواضح أن هناك توجه في الإدارة الحالية، ووزير الصحة الجديد روبرت كينيدي جونيور، لمناهضة اللقاحات، ورأينا توقيع أمر تنفيذي لوقف تمويل المدارس التي تشترط التطعيم ضد كوفيد، وهو ما يفتح المجال للخوف من أن هذا الموضوع قد يؤثر على لقاحات أخرى خاصة بالأطفال، مثل الحصبة وغيرها، كيف ترى هذا الأمر؟

** أنا كطبيب أولًا ضد هذا الموضوع، وكل الأطباء وقفوا ضد هذا التوجه بغض النظر عن الشأن السياسي، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، فاللقاحات مهمة جدًا وهي التي أوقفت الكثير من الأوبئة والجائحات في الماضي، لذا أنصح بضرورة أخذ اللقاحات لأنها هي التي ستحمينا من الفيروسات القاتلة، وهي السبيل الوحيد لحمايتنا وحماية الأطفال وحماية كبار السن.

* لو تحدثنا عن الوقاية؛ متى نبدأ أخذ اللقاحات بالنسبة للرشح؟، وماذا نفعل لنخفف من وطأة الإصابة في ظل الانتشار الكبير الحالي للإصابات؟

** بالنسبة للقاحات الأنفلونزا فإن أخذها يبدأ من بداية سبتمبر ويستمر حتى مارس، واللقاح ضروري، وللأسف لا يوجد لقاح ضد الأنفلونزا يمكن أخذه لمرة واحدة في العمر، مثل لقاح الحزام الناري الذي يأخذه الإنسان لمرة واحدة فقط في العمر كله.

من اللقاحات الضرورية لكبار السن؛ هناك اللقاح المضاد لفيروس RSV، والذي يجب أن يأخذه كبار السن من عمر 60 سنة، وهذا اللقاح يؤخذ لمرة واحدة فقط، وهو فيروس يصيب الشعب الهوائية، كما يُنصح أيضا بأخذ لقاح كوفيد، وكما ذكرت فإن اللقاحات لحمايتنا أولًا، ثم لحماية من حولنا.

حماية ووقاية
* ما هي نصائحك كي نقي أنفسنا من الإصابة بالفيروسات؟

** بالإضافة إلى أخذ اللقاحات؛ من الضروري أن تكون التغذية صحية ومناسبة، وغنية بفيتامين “سي”، إذا كنت مريضًا فيجب البقاء في المنزل ولا تذهب إلى العمل، وبقدر الإمكان ابتعد عن أفراد أسرتك وارتدي الكمامة حتى لا تصيب أحدًا بالعدوى.

كما أنصح بالحصول على كميات مناسبة من السوائل حتى لا يُصاب الجسم بالجفاف، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، واتباع نفس النصائح التي كنا نتبعها خلال فترة كورونا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى