إيلون ماسك يبحث عن موظفين ذوي ذكاء خارق للعمل في لجنة كفاءة الحكومة
طلب الملياردير إيلون ماسك من الأميركيين “الثوريين ذوي الذكاء العالي، والراغبين في العمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع مجاناً” الانضمام إلى لجنة كفاءة الحكومة الجديدة التي كلفه الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بقيادتها مع فيفيك راماسوامي، وفقاً لوكالة “رويترز“.
وقال ماسك في منشور عبر حساب الوزارة الجديدة على منصة «X»: “لسنا بحاجة إلى مزيد من أصحاب الأفكار بدوام جزئي.. نحن بحاجة إلى ثوريين ذوي ذكاء عالٍ في الحكومة الجديدة، لديهم استعداد للعمل أكثر من 80 ساعة في الأسبوع، من أجل خفض التكاليف”.
وأضاف: “إذا كنت ترغب في الانضمام إلينا، فأرسل رسالة مباشرة إلى هذا الحساب مع سيرتك الذاتية، وسيراجع إيلون وفيفيك السير الذاتية لاختيار أفضل 1 في المائة من المتقدمين”.
وفي منشور منفصل، قال ماسك: “في الواقع، سيكون هذا عملاً شاقاً، وسيخلق الكثير من الأعداء، والمقابل صفر… يا لها من صفقة رائعة”.
تفكيك البيروقراطية
وكان ترامب قد أعلن اختيار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق، فيفيك راماسوامي، لقيادة اللجنة المستحدثة يوم الثلاثاء الماضي. وتتمثل مهمتهما في اقتراح تخفيضات كبيرة في القوى العاملة الفيدرالية والإنفاق ومعالجة اللوائح لتبسيط البيروقراطية الأمريكية.
وقال ترامب في كلمة ألقاها مساء الخميس الماضي بمنتجع مار إيه لاغو في فلوريدا، إن اللجنة الجديدة ستصدر تقارير فردية عن عملها و”تقريرًا كبيرًا” في النهاية، من المقرر صدوره في الرابع من يوليو 2026.
وأضاف: «معاً، سيمهد هذان الأميركيان الرائعان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية، وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا».
ووصف ترامب اللجنة التي تم تشكيلها حديثاً بأنها «مشروع مانهاتن في عصرنا»، في إشارة إلى برنامج الأبحاث، الذي قادته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، والذي سعى إلى إنشاء القنبلة النووية الأمريكية.
وعود طموحة
ونظرًا للوعود الطموحة التي أطلقها ماسك وترامب بشأن قدرة اللجنة على إحداث تحول في الحكومة الأميركية، فقد حظيت بدعاية واسعة النطاق واهتمام بكيفية عملها.
وكان ماسك وعد بتقليص البيروقراطية في الحكومة بمقدار الثلث، وخفض تريليونَي دولار من الإنفاق الحكومي الأميركي، وهو الهدف الذي قال إنه “ينطوي بالضرورة على بعض الصعوبات المؤقتة”.
ويسعى ماسك لتقليص الوكالات الفدرالية لتكون أصغر بكثير”، والتأكد من “التزامها بما أقره الكونغرس بدلًا من كل هذه الأشياء الأخرى” و”تطهير” اللوائح والوكالات الفدرالية غير المبررة، على حد تعبيره.
فيما قال راماسوامي على منصة X يوم الجمعة إن اللجنة الجديدة تخطط لبث مباشر أسبوعي، موضحًا أن هذا البث سيبدأ قريبًا. وكان راماسوامي وماسك قد تحدثا عن الحكومة والثقافة الأمريكية في بث مباشر على منصة إكس قبل الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي.
وتحدث راماسوامي مرارًا وتكرارًا عن أجزاء من الحكومة الأمريكية يرى أنها بحاجة إلى تغيير واسع النطاق. فعلى سبيل المثال قال في منشور على منصة X يوم الجمعة إن هناك الكثير من البيروقراطية التي تؤدي إلى انخفاض الابتكار وارتفاع التكاليف في إدارة الغذاء والدواء، ولجنة التنظيم النووي، و”عدد لا يحصى من الوكالات الأخرى المكونة من ثلاثة أحرف”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت اللجنة الجديدة ستكون هيئة حكومية رسمية أم مجموعة استشارية خارجية. إذ يتعين على اللجان الفيدرالية عقد جلسات استماع عامة. ويتمتع الكونغرس بالسلطة على الميزانية الفيدرالية بموجب الدستور، وبالتالي فإن أي تخفيضات كبيرة في الإنفاق تحتاج إلى موافقته.
نفوذ ماسك
ومنذ محاولة الاغتيال الأولى، التي تعرَّض لها ترامب في يوليو الماضي، برز ماسك بوصفه واحداً من أقوى حلفائه، وتبرَّع بمبلغ 120 مليون دولار لحملة ترامب، ونظَّم فعاليات له في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، وروَّج له على منصة «إكس».
وأكدت تقارير إعلامية أن إيلون ماسك أصبح من أكثر الشخصيات الفاعلة في إدارة ترامب الجديدة، ومن أكثر المقربين للرئيس المنتخب.
وحصد إيلون ماسك أولى مكافآته بعدما أعلن ترامب تكليفه بتولي إدارة لجنة كفاءة الحكومة إلى جانب راماسوامي. وأصبح المسرح السياسي مهيئًا له لممارسة نفوذه بعد نجاح ترامب في انتخابات الرئاسة.
وحدد ماسك بعض الأولويات بالنسبة له رغم غموض الدور المنتظر أن يلعبه في إدارة ترامب الجديدة.
ورغم عدم تطرق ترامب إلى تفاصيل حول ماسك، يبدو أن الثنائي يتفقان على أن رجل الأعمال سيكون له تأثير كبير في ولاية ترامب الثانية.
وذكر ماسك أنه لا يخطط للتوقف عن التدخل في السياسة مع هذه الانتخابات، حيث ستستمر لجنة العمل السياسي الأمريكية الفائقة التابعة له “بعد هذه الانتخابات، والاستعداد لانتخابات التجديد النصفي وأي انتخابات وسيطة”.
وفور إعلان فوز ترامب بالرئاسة، وصلت ثروة ماسك إلى 304 مليارات دولار في أحدث التعاملات، بعد انتعاشة أسهم تسلا، ليحلق منفردًا على قمة قائمة أغنياء العالم وبفارق أكثر من 70 مليار دولار عن أقرب منافسيه لاري إليسون الذي تصل ثروته إلى 230.7 مليار دولار.