أخبارأخبار العالم العربي

تبرر جرائم الإبادة الجماعية.. إسرائيل تروج لفيديوهات تزعم عدم وجود مدنيين أبرياء في غزة

نشرت حسابات تابعة للحكومة الإسرائيلية فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يزعم أنه “لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة”، وهو الفيديو الذي أثار ضجة كبيرة، بوصفة يستبيح دماء كل الموجودين في غزة ويبرر جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد سكان القطاع الفلسطيني منذ 8 أشهر.

ويتضمن الفيديو، الذي شوهد ملايين المرات يبدو أنه تم الترويج له من خلال إعلان مدفوع، مجموعة من الصور والمقاطع المتعلقة بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والصراع في غزة الذي أعقب ذلك.

مزاعم ضد المدنيين

ويزعم الفيديو مشاركة المدنيين الفلسطينيين في هجوم طوفان الأقصى الذي قادته حركة حماس على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر الماضي، وكذلك المشاركة في إيواء الأسرى الذين أسرتهم الحركة أثناء الهجوم.

كما يتضمن الفيديو، الذي تبلغ مدته 51 ثانية، أيضًا لقطات من مقابلة مع الأسيرة الإسرائيلية “ميا شيم” أجريت في ديسمبر الماضي بعد وقت قصير من إطلاق سراحها.

وبعد حوالي 15 ثانية من بدء الفيديو الفيديو، بدأت شيم تتحدث باللغة العبرية، وترجمت كلماتها على الشاشة باللغة الإنجليزية، وهي تصف تجربتها في الاحتجاز في غزة، ونظرتها للأشخاص الذين يعيشون هناك قائلة: “كانوا يدخلون الغرفة (أطفال العائلة) من وقت لآخر لينظروا إلي كما لو أنني حيوان” وأضافت: “لا يوجد مدنيون أبرياء هناك. العائلات هناك تعيش تحت حكم حماس”.

ووفقًا لشبكة nbcnews فقد تم حذف الفيديو من بعض الحسابات الحكومية يوم الخميس الماضي، دون أن يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد حذفته أو أن منصة X هي من حذفته.

وأضافت أن الفيديو لا يزال متوفرًا على حسابات رسمية أخرى مثل حساب سفارتي إسرائيل في ليتوانيا وكوريا الجنوبية وقنصليتها في لوس أنجلوس.

عاصفة غضب

وأثار إدراج الحكومة الإسرائيلية عبارة “لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة” في مقطع فيديو رسمي، الكثير من الانتقادات، حيث اعتبر كثيرون أن مقطع الفيديو محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية وقتل المدنيين في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الدموية على غزة شهرها التاسع.

وقالوا إن هذه المنشورات تعد تصعيدًا للخطاب الإسرائيلي المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر الحسابات الرسمية الإسرائيلية، التي حكومة نتنياهو، بشكل روتيني مقاطع فيديو وإعلانات مصورة في محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي وجعله يتبنى وجهات نظرها.

ونقلت nbcnews عن مارك كيرستن الباحث في جرائم الحرب قوله إن “الفيديو الذي نشرته حسابات رسمية إسرائيلية مقزز ومثير للاشمئزاز.. هذا هو بالضبط ما يقوله مرتكبو الفظائع”.

خلط الأوراق

وأضاف كيرستن، وهو أيضًا أستاذ العدالة الجنائية في جامعة وادي فريزر بكندا، أن القانون الدولي الإنساني يعتمد إلى حد كبير على التمييز بين المدنيين والمقاتلين.

وأشار إلى أن “خلط الأوراق وطمس الخطوط الفاصلة بين المقاتلين والمدنيين يعني أنه يمكن استهداف أي شخص، وهذا هو السبب وراء قلق الناس الشديد بشأن هذا النوع من الخطاب”.

وأكد كيرستن أن هذا الفيديو جزء من خطة حكومية إسرائيلية، حيث نشرت الحسابات الرسمية بشكل روتيني مقاطع فيديو وإعلانات مصورة في محاولة للتأثير على الرأي العام الغربي، والترويج لحربها وجرائمها في غزة.

تبرير الجرائم

وجادلت إسرائيل في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن كلمة “مدني” قد أفرط في استخدامها من قبل الفلسطينيين وتم تطبيقها على الأشخاص الذين لا ينطبق عليهم هذا المصطلح لأنهم عملوا مع حماس حتى لو كان لديهم مهن أخرى.

وفي منشور يوم الثلاثاء على منصة X ، قالت الحكومة إن صحفيًا وطبيبًا متورطان في احتجاز رهائن إسرائيليين في غزة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذا الشهر إن الرهائن المفرج عنهم مؤخرًا تم احتجازهم في مبان مدنية مع عائلات تعيش فيها.

وقال بعض مؤيدي إسرائيل إن إسرائيل محقة في استهداف سكان غزة الذين يدعمون حماس. وفي هذا الإطار قال دوني دويتش، المؤلف ومدير الإعلانات، خلال ظهوره على قناة MSNBC: “هؤلاء ليسوا مدنيين.. هؤلاء هم سفراء حماس”.

ودعا ديفيد مينسر، المتحدث باسم نتنياهو، هذا الأسبوع العالم إلى إدانة دعم سكان غزة لحماس. وقال في بيان بالفيديو: “إن حماس تورّط السكان المدنيين في غزة عمداً في جرائم الحرب التي ترتكبها، وسنكون سعداء للغاية لو تم تصحيح الأمر، لكننا لم نرى بعد أي شخص في العالم يدين دعم سكان غزة للفظائع التي ترتكبها حماس”.

وسبق أن حرض مسؤولن إسرائيليون ضد المدنيين في خطاباتهم، فبعد أيام من هجوم 7 أكتوبر الماضي، قال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، في مؤتمر صحفي: “إن الأمة بأكملها هي المسؤولة”، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني. واستشهدت محكمة العدل الدولية في وقت لاحق بكلماته في تقرير ينتقد بشدة سلوك إسرائيل، وقال هرتزوغ بعد ذلك إن كلماته أُخرجت من سياقها.

غياب المساءلة

من جانبه قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن الفيديو كان علامة على أن الحكومة الإسرائيلية تشعر بأنها فوق القانون الدولي وتتمتع بالحصانة من المساءلة.

وقال في مقابلة عبر الهاتف: “إنه اعتراف بالفيديو على ذلك، إنه أحدث اعتراف مصور يتم مشاركته بكل فخر مع العالم، وذلك بسبب الافتقار إلى الشعور بالمساءلة”.

وقال عوض إن الفيديو يجب أن يضغط على إدارة بايدن لبذل المزيد من الجهد لمحاولة إنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. فقد قالت إدارة بايدن إنها ستعطي الأولوية لحماية المدنيين”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وقالت وزارة الصحة في غزة الشهر الماضي إن عدد القتلى هناك منذ السابع من أكتوبر تجاوز 35 ألف شخص. بينما قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي إنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه بسبب هجمات استهدفت مدنيين في غزة، بالإضافة إلى أوامر اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس.

ويواصل الجيش الإسرائيلي هذه الحرب متجاهلًا قرارًا من مجلس الأمن يطالبه بوقف القتال فورًا، وأوامر من محكمة العدل تطالبه بوقف هجومه على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “الإبادة الجماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى