أخبارأخبار العالم العربي

الأمم المتحدة تحذر من توقف تام لأعمال الإغاثة في غزة خلال أيام

أكد العاملون في المجال الإنساني على ضرورة تأمين الوصول الآمن للإمدادات الإنسانية في جميع أنحاء غزة حتى تتمكن فرق الإغاثة من تجديد مخزوناتها المنخفضة بشكل خطير.

ووفقًا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة فقد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزونات الغذاء والوقود “ستنفد في غضون أيام”، وأكد أنه لم يتمكن منذ 6 مايو الجاري من الوصول إلى المساعدات واستلامها من منطقة معبر كرم أبو سالم، مشددًا على أن “الوضع أصبح غير قابل للاستمرار”.

وشدد برنامج الأغذية العالمي على أن أي تصعيد إضافي للأعمال العدائية في غزة “قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية ووقف عمليات الإغاثة بشكل تام”.

وقال إنه يواصل توزيع المساعدات الغذائية على الرغم من التحديات الكبيرة، “ولكن من أجل تغيير الظروف المؤدية إلى المجاعة، هناك حاجة إلى تدفق مستمر من الإمدادات الغذائية، كل يوم وكل أسبوع، عبر نقاط دخول متعددة”.

من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه حتى 15 مايو، “لا يزال معبر رفح مغلقًا، وبينما يعمل معبر كرم أبو سالم الآن إلا أن الظروف الأمنية واللوجستية السائدة تعيق إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع”.

اجتياح رفح

ويأتي هذا التقييم في الوقت الذي ذكرت فيه الأونروا في وقت متأخر من يوم الأربعاء أن 600 ألف شخص– أي ما يعادل ربع سكان غزة– قد تم تهجيرهم قسرًا من رفح منذ السادس من مايو، بينما تستمر العملية البرية الإسرائيلية.

ووفقا للأوتشا فإن “285 كيلومترًا مربعًا، أو حوالي 78% من مساحة قطاع غزة” تخضع الآن لأوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي آخر تحديث له حول الوضع في القطاع، أفاد المكتب باستمرار القصف “من الجو والبر والبحر” في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا المدنيين والتشريد وتدمير المنازل وغيرها من البنية التحتية المدنية.

كما أكد مكتب الأوتشا التقارير عن توغلات برية ومعارك عنيفة في جباليا شمال غزة، وكذلك في دير البلح وسط غزة وشرق رفح في الجنوب.

توقف تام

من جانبها حذرت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب (أوتشا) في غزة، من توقف تام لأعمال الإغاثة في القطاع خلال الأيام المقبلة في حال استمرار عدم إدخال الوقود.

وأكدت شيريفكو في تصريجات صحفية على الحاجة الملحة لفتح المعابر الحدودية التي تؤدي إلى غزة، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل واسع في القطاع.

وأشارت إلى سوء الوضع الراهن في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بعد بدء العملية الإسرائيلية هناك، ووصفت فرق الأمم المتحدة مدى تغير الوضع في رفح بعد رحيل السكان، حيث أصبحت المناطق التي كانت مكتظة بالأشخاص والخيام اللاجئة فارغة تماما.

وأوضحت شيريفكو أن النازحين توجهوا إلى مناطق المواصي ومدينة خان يونس والأجزاء الوسطى من غزة، حاملين معهم أقل ما يملكون وبلا مأوى أو موارد أساسية.

وأكدت أن الأوضاع المعيشية في الأماكن التي وصلوا إليها سيئة للغاية، حيث لا يوجد ماء أو طعام أو مأوى، مما يجعل وصف تلك الأوضاع بالكلمات أمرا صعبا.

إغلاق المعابر

وأكدت شيريفكو أنهم لم يستطيعوا إدخال الإمدادات الإنسانية إلى غزة خلال الأيام الأخيرة، بسبب إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما أثار “قلقا كبيرا” بشأن نقص إمدادات المساعدات الإنسانية.

كما تحدثت عن إغلاق معبر رفح البري بعد سيطرة إسرائيل عليه في 7 مايو الجاري، مؤكدة أن هناك الآن حاجة ماسة لإدخال الوقود والغذاء إلى غزة، وحذرت من توقف جميع أعمال الإغاثة بشكل تام خلال يومين أو 3 إذا لم يتم إدخال الوقود.

وأكدت على ضرورة فتح المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى القطاع، مشيرة إلى أنه حتى قبل إغلاق معبر رفح لم تكن المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة بالمعدل الذي يحتاجه السكان.

وألقت شيريفكو الضوء على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، مشيرة إلى تدمير معظم مرافق البنية التحتية هناك، وأشارت إلى أن أقل من ثلث المستشفيات في غزة قادرة على تقديم خدمات جزئية، ولا يستطيع أي مستشفى تقديم الخدمة بكامل طاقته.

وبحسب الحكومة الفلسطينية في غزة، يعمل في القطاع حاليا مستشفيان حكوميان فقط من أصل 35 قبل الحرب، مع تقديم مستشفيات خاصة صغيرة خدمات رعاية أولية.

وأكدت شيريفكو أن الفلسطينيين في غزة قد فقدوا الأمل، حيث لم يعد هناك مكان آمن بعدما تم تهجير الناس مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان، مما يجعل الحاجة إلى المساعدة الدولية ملحة. واختتمت حديثها بمناشدة العالم بعدم نسيان الناس في غزة، وأن تبقى على جدول أعمالهم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى