أخبارأميركا بالعربي

طبيب أمريكي يرفض مغادرة غزة ويؤكد: لم أشهد في حياتي هذا المستوى من الفظائع

رفض طبيب أمريكي مغادرة غزة أمس الجمعة، وقرر البقاء تضامنا مع زملائه الذين لم يتمكنوا من المغادرة، داعيا إدارة الرئيس بايدن، لضمان سلامة العاملين الطبيين الذين يعالجون المرضى المتأثرين بالحرب في القطاع الفلسطيني.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” فقد قال آدم الحموي، الجراح السابق بالجيش الأمريكي: “لم أشهد قط في حياتي المهنية هذا المستوى من الفظائع واستهداف زملائي الطبيين كما يحدث في غزة”.

وأضاف: “أريد أن يعرف رئيسنا أننا لسنا آمنين. وأنا كطبيب، لا أستطيع التخلي عن بقية أعضاء فريقي، وكجندي سابق، لا أستطيع التخلي عن زملائي الأمريكيين”.

وعلى مدى سبعة أشهر من الحرب، حاصرت إسرائيل ودمرت المرافق الطبية الأكثر أهمية في غزة، واحتجزت الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأجبرت العاملين في مستشفيين على الأقل على دفن المرضى الموتى في مقابر جماعية.

فريق محاصر

وكان الحموي، (53 عامًا)، قد سافر إلى قطاع غزة مع فريق تابع للجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية ومقرها فيرجينيا، في مهمة بتنسيق من منظمة الصحة العالمية.

ووصل مع فريقه المكون من 19 شخصًا، بينهم مواطنين أمريكيين ومواطنين من دول أخرى، إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، في الأول من مايو الجاري، لدعم المستشفى الأوروبي في خان يونس.

وقالت الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية في بيان لها عبر صفحتها بموقع فيسبوك إنه تم إجلاء 5 فقط من أعضاء بعثتها الطبية من غزة

وأضاف البيان: “نحن نشاطر هؤلاء الأعضاء الخمسة شعورهم بالذنب لتركهم 14 من أفراد الفريق والمرضى وغزة عامة خلفهم. لدينا حاليًا 14 عضوًا في البعثة الطبية يقيمون في المستشفى الأوروبي العام، بما في ذلك مواطنون أمريكيون وغير أمريكيون، وهم جزء من قوافل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، يخدمون أهلنا في غزة، كتفًا لكتف مع زملائهم من غزة وفي جميع أنحاء العالم”.

وتابع: “نحن نقدر جميع أعضاء الفريق والتزامهم الثابت بخدمة الآخرين وتفانيهم في تقديم جهود الإغاثة الحاسمة في مواجهة المحن. ونحن نتفهم القضايا الإنسانية والصحية الملحة التي ربما أجبرت 5 من أعضاء فريقنا على المغادرة. لقد ساهموا في إنقاذ العديد من الأرواح وجهودهم تحظى بإعجاب كبير. نحن مرتاحون لرؤيتهم يعودون إلى منزلهم. ونحن ملتزمون بإرسال المزيد من البعثات الطبية ولدينا فريق احتياطي جاهز لدخول غزة في أسرع وقت ممكن”.

ضمير حي

وأوضحت “واشنطن بوست” أن الحموي واحد من ثلاثة متطوعين طبيين أمريكيين بقوا، بينما تم إجلاء زملاء آخرين عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة، بمساعدة السفارة الأمريكية في القدس، إذ تم منح الإذن بالمغادرة لمواطني الولايات المتحدة فقط.

وقال الحموي إن أحد عشر عضوًا بالفريق من دول أخرى، بالإضافة إلى اثنين من المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة، لم يُعرض عليهم الخروج.

وأضاف: “عندما جاءت المكالمة للإخلاء، طُلب مني أن أختار إما الإخلاء وترك فريقي خلفي أو البقاء معهم”. وتابع: “لم يكن بوسعي بضمير حي أن أترك فريقي خلفي. ليس هذا هو ما تعلمته. هذه ليست عقيدة الجنود. نحن لا نترك الأميركيين وراءنا. وقال إن هذا يتعارض مع قيمنا كأمريكيين”.

وكان من المقرر أن يغادر الحموي مع زملائه غزة في الثالث عشر من مايو. لكن بعد وقت قصير من وصولهم، شنت إسرائيل عملية في رفح للاستيلاء على المعبر الحدودي مع مصر واستهدافه، وتم إغلاق الحدود وحوصر الأطباء.

ولا يعرف الحموي وزملاؤه متى قد تتاح لهم فرصة المغادرة، واعتذر الحموي في بيانه لأسرته عن عدم عودته إلى منزله.

وتمكن معظم الأطباء والممرضين الأمريكيين المتطوعين في المستشفى الأوروبي بغزة من الخروج من القطاع، لكن بعضهم فضل البقاء لمواصلة علاج الجرحى الفلسطينيين.

وكان الحموي، الذي يعيش في نيوجيرسي، من بين الأطباء الذين نسبت إليهم السيناتور تامي داكويرث الفضل في إنقاذ حياتها في العراق عام 2004.

ولدى الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية مجموعة أخرى من المتطوعين تنتظر في مصر للتناوب على العمل مع فريق الحموي، لكن دخول عمال الإغاثة الأجانب إلى غزة تم تقييده بشدة منذ أن أغلقت إسرائيل حدود رفح.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى