أخبار أميركاأخبار العالم العربي

رئيسة جامعة أمريكية من أصول مصرية تستدعي الشرطة لفض احتجاج مؤيد للفلسطينيين

في واقعة هي الأولى من نوعها أثارت جدلًا كبيرًا، قامت رئيسة جامعة أمريكية من أصول عربية باستدعاء الشرطة لفض احتجاج مؤيد للفلسطينيين داخل الحرم الجامعي.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت مينوش شفيق، وهي من أصول مصرية، استدعت الشرطة لفض احتجاج للطلاب على الحرب المستمرة في غزة منذ  أكثر من 6 أشهر.

وأوضحت الصحيفة أن شرطة نيويورك قامت بإخلاء مخيم الاحتجاج  الذي أقامه الطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كولومبيا، والذي كان يضم أكثر من 100 متظاهر، وتم اعتقالهم، ووجهت إليهم اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير.

وارتدى أفراد الشرطة معدات مكافحة الشغب واعتقلوا المتظاهرين بشكل منهجي، وقال العديد من الطلاب المشاركين في الاحتجاج إنهم تم فصلهم أيضًا من جامعة كولومبيا وكلية بارنارد، ومن بينهم إسراء هيرسي، ابنة عضوة الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، الديمقراطية إلهان عمر.

وقالت الجامعة إنها لا تزال تحدد هوية الطلاب المشاركين في الاحتجاج، وأضافت أنه سيتم فرض المزيد من عمليات الإيقاف في المستقبل، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.

وقال عمدة نيويورك، إريك آدامز، إن مسؤولي الجامعة طلبوا كتابيًا من المدينة إزالة المخيم. وأضاف آدامز: “للطلاب الحق في حرية التعبير، لكن ليس لديهم الحق في انتهاك سياسات الجامعة وتعطيل التعلم في الحرم الجامعي”.

خطوة غير عادية

وقالت صحيفة”واشنطن بوست” إن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق اعترفت بأن استدعاء الشرطة كان “خطوة غير عادية”، لكنها ضرورية للحفاظ على الحرم الجامعي آمنًا.

وذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يستدعي فيها مسؤولو الجامعة الشرطة لتفريق احتجاج داخل الحرم الجامعي منذ أبريل 1987، عندما استدعى الرئيس مايكل سوفيرن الشرطة لإخراج مجموعة من “الطلاب السود المعنيين” من قاعة هاملتون، حيث أقاموا تظاهرة لحصار المكان، بحسب المتحدث باسم الجامعة.

فيما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلي أنه في أبريل 1968، في ذروة حرب فيتنام، استولى طلاب كولومبيا وبارنارد على خمسة مباني بالحرم الجامعي، واحتلوا مكتب الرئيس، وأغلقوا عمليات الجامعة.

وبعد أسبوع تحركت الشرطة لقمع الاحتجاج، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 700 شخص. ودهس الضباط المتظاهرين، وضربوهم بالعصي، ولكموهم وركلوهم وجروهم إلى أسفل السلالم.

وساعد الغضب من الاعتقالات الطلاب على تجميع صفوفهم والتوحد لتحقيق مطالبهم، بما في ذلك قطع العلاقات مع البنتاغون بشأن أبحاث حرب فيتنام والحصول على عفو عن المتظاهرين.

تعهد وتنفيذ

وجاءت الواقعة التي شهدتها جامعة كولومبيا بعد يوم واحد فقط من تعهد رئيسة الجامعة خلال جلسة استماع في الكونغرس حول معاداة السامية، بالموازنة بين سلامة الطلاب وحقهم في حرية التعبير.

وتم استجواب نعمت شفيق وغيرها من قادة جامعة كولومبيا في الكونغرس بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي، وذلك في الوقت الذي تكافح الجامعات في جميع أنحاء البلاد لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والاحتجاج، والحاجة إلى حرم جامعي آمن بعد ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.

وكانت شفيق قد قالت خلال مقال نشر، يوم الثلاثاء الماضي، في صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن مسؤولي الجامعة يواجهون تحديًا كبيرًا عند تحديد أنواع المظاهرات التي يجب السماح بها، وتحديد “من يستطيع التظاهر؟ وأين؟ ومتى؟ وما الكلام المسموح به؟ وما هي القواعد التي تم انتهاكها؟ وما هي الإجراءات التأديبية اللازمة وما هي الإجراءات التي تتطلبها الظروف؟”.

وأضافت: “لم تكن الإجابات سهلة دائمًا، وفي بعض الأحيان كنا ننفذ سياسات جديدة ونعدل السياسات الحالية في نفس الوقت”.

وفي بيان لها بعد فض الشرطة لاحتجاج الطلاب قالت شفيق إن الجامعة حذرت المتظاهرين، يوم الأربعاء، من أنها ستوقف الدراسة إذا لم تتم إزالة المخيم. وقالت إن مسؤولي الجامعة اتخذوا قرارًا، أمس الخميس، باستدعاء الشرطة وإخلاء المتظاهرين.

وأشارت في بيانها إلى أن “الأفراد الذين أقاموا المعسكر انتهكوا قائمة طويلة من القواعد والسياسات”، مشيرة إلى أن الجامعة حاولت من خلال عدة قنوات “التعامل مع مخاوفهم وعرضت مواصلة المناقشات إذا وافقوا على إنهاء الاحتجاج وإزالة المخيم”. وفقًا لموقع “الحرة“.

عار عليكم

ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” فإن إزالة مخيم الاحتجاج واعتقال أكثر من 100 متظاهر، لم يدفع الطلاب المحتجين للاستسلام، مشيرة إلى أن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أعادوا تنظيم أنفسهم وأقاموا خيام جديدة داخل الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا، بعد وقت قصير من ظهر أمس الخميس.

وهتف الطلاب “عار عليكم” كتعبير عن غضبهم من قرار الجامعة باستدعاء الشرطة لتفريقهم”. وقال الائتلاف الاحتجاجي للطلاب في بيان له: “نطالب بالعفو الكامل عن جميع الطلاب الذين تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاج”، بحسب “أسوشيتد برس”.

وتصدرت أخبار وصور طلاب كولومبيا مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر الفيلسوف والمرشح الرئاسي الأمريكي، كورنيل ويست، وهو يقفز عبر حاجز في جامعة كولومبيا لينضم للمعتصمين فيها تضامنا مع غزة.

وخطب ويست في المتظاهرين قائلًا: “يا للعار على أختي رئيسة جامعتكم، في إشارة إلى أنها من أصل أفريقي مثله (مصرية)

من هي نعمت شفيق؟

وتداول رواد مواقع التواصل اسم رئيسة الجامعة، نعمت (مينوش) شفيق، الرئيس العشرين لجامعة كولومبيا والتي تولت المنصب في 1 يوليو 2023، وأشاروا إلى الأصول العربية لها.

ووفقا للموقع الرسمي لجامعة كولومبيا، فقد ولدت شفيق في الإسكندرية بمصر، وهاجرت إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الرابعة من عمرها، فرت عائلتها من مصر خلال الاضطرابات السياسية والاقتصادية في منتصف الستينيات.

بعد هجرة أسرتها لأمريكا وجد والدها، وهو عالم، عملًا وحصل على درجة الدكتوراه. والتحقت شفيق وشقيقتها بالعديد من المدارس في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ماساتشوستس، والتي حصلت فيها على بكالوريوس في الاقتصاد والسياسة عام 1983.

ثم حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، ثم حصلت على دكتوراه في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد عام 1989. وتحمل حاليًا أيضًا لقب أستاذ الشؤون الدولية والعامة في كلية كولومبيا للشؤون الدولية والعامة.

وبعد سنوات دراستها في أكسفورد، بدأت شفيق حياتها المهنية بالعمل في البنك الدولي. وبحلول سن 36 عامًا، أصبحت أصغر نائب رئيس للبنك على الإطلاق.

وخلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شغلت مناصب أكاديمية في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا وقسم الاقتصاد بجامعة جورج تاون. وفي عام 2008، تم تعيينها سكرتيرة دائمة لوزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، حيث قادت عملية إصلاح شاملة للمساعدات الخارجية البريطانية.

بعد ذلك، شغلت منصب نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، ثم نائب محافظ بنك إنجلترا، حيث شاركت في جميع لجان السياسات النقدية والمالية والاحترازية، وكانت مسؤولة عن ميزانية عمومية تزيد عن 500 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل حوالي 605 مليار دولار). وفي عام 2017، عادت إلى الأوساط الأكاديمية كرئيسة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

وطوال حياتها المهنية، كانت شفيق في قلب الجهود لمعالجة بعض التحديات الأكثر تعقيدًا وإزعاجًا في العالم. وفي البنك الدولي، عملت على إعداد أول تقرير على الإطلاق عن البيئة يصدره البنك الدولي، ثم قدمت فيما بعد المشورة للحكومات في أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين.

وفي ذروة حملة “اجعل الفقر تاريخاً”، ساعدت شفيق في ضمان التزام المملكة المتحدة بمنح 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي كمساعدات وركزها على مكافحة الفقر في أفقر البلدان في العالم. وعملت على أزمة الديون الأوروبية والربيع العربي أثناء عملها في صندوق النقد الدولي.

وفي بنك إنجلترا، قادت العمل على مكافحة سوء السلوك في الأسواق المالية، وكانت مسؤولة عن التخطيط للطوارئ حول استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تقول شفيق عن حياتها المهنية: “لقد عملت في وظائف تهدف إلى فعل الخير، مثل مكافحة الفقر أو المؤسسات التعليمية الرائدة، بالإضافة إلى وظائف تتعلق بمنع حدوث أشياء سيئة، كما هو الحال في صندوق النقد الدولي وبنك إنجلترا”. وأضافت: “كلاهما أمر حيوي إذا أردنا تحقيق التقدم وتأمينه للبشرية”.

وخدمت شفيق أو سبق لها العمل في العديد من مجالس الإدارة، بما في ذلك منصب نائب رئيس أمناء المتحف البريطاني، وعضو مجلس إدارة المجلس الإشرافي لشركة سيمنز، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومجلس معهد الدراسات المالية، وBRAC.

وتقديرًا لخدمتها العامة، تم تعيينها كقائدة سيدة من قبل الملكة إليزابيث الثانية في عام 2015 ونظيرًا في مجلس اللوردات في عام 2020. وهي أيضًا زميلة فخرية في الأكاديمية البريطانية، وكلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، وزميل أكاديمية العلوم الاجتماعية.

حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة وارويك، وجامعة ريدينغ، وجامعة غلاسكو، والجامعة الأمريكية في بيروت، وتم اختيارها “امرأة العام” في حفل توزيع جوائز القيادة العالمية والتنوع العالمي في عام 2009.

تم اختيارها من بين “أقوى 100 امرأة” من  مجلة فوربس في عام 2015، ومن بين “100 امرأة رائدة في الصناعة المالية الأوروبية” في عام 2018، ومن بين “100 امرأة أفريقية الأكثر تأثيراً” في عام 2021 من قبل  مجلة New African .

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى