ترامب يقدم مقترحًا جديدًا بشأن مساعدات أوكرانيا: يجب أن نتوقف عن توزيع الهدايا
تكافح أوكرانيا للصمود أمام الهجمات الروسية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وتحذر من هزيمتها قد تكون وشيكة إذا تخلى عنها الغرب، وإذا توقفت المساعدات الأمريكية التي ساعدتها على التصدي لمطامع الرئيس الروسي بوتين طوال الفترة الماضية.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد قال مؤخرًا إن أوكرانيا “ستخسر الحرب” إذا لم يوافق الكونغرس الأمريكي على المساعدات العسكرية المقدمة لها لمساعدتها على مقاومة الغزو الروسي.
وفي الوقت نفسه تكافح إدارة بايدن والديمقراطيون لتمرير حزمة المساعدات لأوكرانيا عبر الكونغرس، والتي تصطدم برفض الجمهوريين المسيطرين على مجلس النواب.
وفي محاولة لحل هذه المعضلة زار عدد غير مسبوق من المسؤولين الأجانب واشنطن، بما في ذلك من اليابان وبريطانيا وإيطاليا، على مدى الأشهر القليلة الماضية، وناشدوا الجمهوريين في الكونغرس الموافقة على مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ورغم ذلك يبدو أن الجمهوريين لن يستمعوا في هذا الشأن إلا إلى صوت مختلف تمامًا، وهو الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري الحالي، دونالد ترامب، وفقًا لوكالة “رويترز“.
ولعل هذا ما جعل حلفاء مايك جونسون، الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، ينصحونه بلقاء ترامب لكي يبقيه على علم بخططه بشأن مساعدات أوكرانيا، مع علمهم أن دعم ترامب أو معارضته قد يؤدي إلى نجاح خطة جونسون أو فشلها، وقد تكون محددًا أساسيًا في استمرار رئاسته لمجلس النواب، وفقًا لشبكة CNN.
وبالفعل ذهب جونسون إلى منتجع ترامب في مارالاغو بولاية فلوريدا للتعرف على أراء الرئيس السابق بشأن حزمة المساعدات المحتملة لأوكرانيا المطروحة على الكونغرس.
وهناك استمع جونسون لمقترح جديد قدمه له ترامب في لقائه معه، اليوم الجمعة، ويقضي هذا المقترح بإعادة “هيكلة” المساعدات التي تقدمها أمريكا لأوكرانيا لتصبح على شكل قرض يتم سداده مستقبلًا، بدلًا من تقديم دعم مجاني.
وفي رده على سؤال بهذا الشأن من مراسلة CNN خلال مؤتمر صحفي له مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون قال ترامب: “نحن ننظر إلى الأمر (المساعدات) الآن، وهم يتحدثون عنه، ونفكر في تقديمها على شكل قرض بدلًا من أن تكون مجرد هدية”، وأضاف: “نحن مستمرون في توزيع الهدايا بمليارات ومليارات الدولارات، ويجب أن نتوقف ونلقي نظرة على هذا”.
وقال ترامب إن أوروبا يجب أن تساهم بشكل أكبر في تقديم المساعدات لأوكرانيا “لأنهم يتأثرون أكثر بكثير منا”، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الولايات المتحدة يجب ألا تقدم أي مساعدات خارجية ما لم يتم تنظيمها على شكل قرض.
وكان جونسون، وهو حليف مقرب لترامب، قد رفض منذ أشهر السماح بتصويت مجلس النواب على التشريع الذي أقره بالفعل مجلس الشيوخ، والذي ينص على تقديم مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا.
وأثار اجتماع جونسون مع ترامب في فلوريدا، اليوم الجمعة، التكهنات حول ما إذا كان سيوافق على التصويت على طلب بايدن للإنفاق على الأمن القومي في أقرب وقت الأسبوع المقبل.
وانتقد ترامب، الذي أشاد مراراً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعم واشنطن لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وقال إنه قد ينهي الصراع خلال 24 ساعة إذا انتخب رئيساً، رغم أنه لم يقدم تفاصيل تذكر حول خطته لتحقيق ذلك.
وحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، حلفاء بلاده على الوفاء بوعودهم بتقديم المساعدة العسكرية، لاسيما المساعدات في شكل أنظمة دفاع جوي تشتد الحاجة إليها مع تكثيف روسيا ضرباتها الجوية.
وجددت موسكو مؤخراً حملتها لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ومع نقص الذخائر التي يزودها الغرب بها، بما في ذلك الدفاعات الجوية، فإن كييف تكافح بشكل متزايد لصد هذه الهجمات.
وقال النائب الجمهوري فرينش هيل، الذي يدعم تقديم المساعدات لأوكرانيا، إن اجتماع منتجع مارالاغو قد يسمح لجونسون بأن يوضح لترامب أنه سيكون في وضع أفضل مع أوكرانيا قوية إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ويبدو أن رأي ترامب بشان المساعدات سيجد صدى لدى جونسون الذي يحتاج لدعم من ترامب في الوقت الذي يواجه فيه تهديدًا من النائبة الجمهورية المثيرة للجدل، مارغوري تايلور غرين، وهي حليفة قوية لترامب ومعارضة متحمسة لمساعدات أوكرانيا، للسعي للإطاحة بجونسون من منصب رئيس البرلمان إذا تم إقرار مشروع قانون الإنفاق والذي يتضمن المساعدات لأوكرانيا.
وكان مشروع قانون الإنفاق على الأمن القومي، والذي يتضمن أيضًا مساعدات بمليارات الدولارات لإسرائيل وتايوان، قد حصل على موافقة مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون في فبراير الماضي.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر: “إذا أردنا الحماية ضد الحزب الشيوعي الصيني الذي يعرض تايوان للخطر، فيجب على مجلس النواب التوقف عن المماطلة وتمرير القانون. وإذا أردنا منع منح بوتين انتصارًا في أوروبا، فيجب على مجلس النواب أن يفعل الشيء الصحيح، ويوافق على مساعدة مجلس الشيوخ”.
ووافق الكونجرس على تقديم 113 مليار دولار لأوكرانيا منذ أن شنت القوات الروسية غزوًا واسع النطاق عليها في فبراير 2022. لكنه لم يوافق على أي من طلبات الرئيس جو بايدن للحصول على مساعدة طارئة لكييف منذ ديسمبر 2022، قبل سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب. وصوت جونسون مراراً وتكراراً ضد المساعدات لأوكرانيا قبل أن يصبح رئيساً للبرلمان.