الراديوقصص نجاح

قصة نجاح خبيرة البيئة والمياه الدولية الدكتورة ميسة صلاح الدين

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج قصة نجاح قدمنا لكم من خلالها نموذجًا مشرفًا ومشرقًا للمرأة العربية، وهي الكيميائية والباحثة المصرية الدكتورة، ميسة صلاح الدين إسماعيل، الخبيرة الدولية في مجال المياه والبيئة.

والدكتورة ميسة صلاح الدين، من أبناء الإسكندرية، العاصمة الثقافية لمصر، حصلت على بكالوريوس علوم قسم الكيمياء الخاصة، ثم درجة الدبلوم والماجستير والدكتوراه من معهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية في مجال علوم المواد، تدرجت د. ميسة في الوظائف، حتى أصبحت مدير عام الجودة والبيئة، ثم مدير عام البحوث والتطوير بشركة مياه الشرب بالإسكندرية. وحصلت على درجة استشاري في مجال معالجة المياه والتنمية البشرية، كما حصلت على مجموعة من براءات الاختراع المحلية والدولية.

اهتمت بالبحث في معالجة المياه بطرق صديقة للبيئة وحصلت على 31 ميدالية ذهبية وميدالية فضية و(40) درعًا و(102) شهادة تقدير داخل مصر وعلى مستوى العديد من الدول مثل الصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، ورومانيا، وفرنسا، وسويسرا، وكندا، وروسيا، والسعودية، والأردن، وغيرها.

وفازت بجائزة الدكتور عبد الرحمن الصدر، وهي جائزة خاصة بالدكتور أحمد زويل تصرف كل عامين لأفضل رسالة دكتوراه يتم تطبيقها في المجال العملي، وكانت رابع من يحصل عليها من جامعة الإسكندرية على مدار 30 عامًا من تاريخ إنشائها، وكانت أول مدقق معتمد لقياس الغازات الدفيئة وقياس البصمة الكربونية للمؤسسات من المعهد القومي للجودة (NQI)، وهي مدرب معتمد في مجال معالجة المياه والتحلية والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية وطرق مواجهتها خاصة على قطاع المياه وقياس الغازات الدفيئة والبصمة الكربونية للأفراد والمؤسسات.

تفوق وتميّز
بدأت الحلقة بحديث الدكتورة ميسة صلاح الدين عن بداياتها في التعليم الجامعي، منذ دخولها كلية العلوم والتي لم تكن على اقتناع تام ببقائها للدراسة في تلك الكلية، ولكن سرعان ما غيّرت من رأيها بعدما أصبحت من أوائل دفعتها في السنة الأولى بعد حصولها على تقدير “امتياز” في كل المواد الدراسية، حينها قررت الاستمرار في كلية العلوم لتكمل رحلة تفوقها وتميّزها.

ولفتت إلى أن أسرتها كان لها أثر كبير على استكمال دراستها بكلية العلوم، لا سيما من والدها الذي كان يعمل ضابط شرطة ووالدتها التي كانت ربة منزل، وبفضل تشجيع والدها واصلت مسيرة نجاحها وتفوقها، لتحصل لاحقًا على درجتي الماجستير والدكتوراة في العلوم، حيث تمحورت الرسالتين حول تأثير المواد الضارة في المياه وتحسين جودة المياه، ثم حصلت لاحقًا على درجة الماجستير في إدارة الجودة.

الأيزو وإدارة الجودة
تم اعتماد د. ميسة صلاح الدين كمراجع للأيزو 9001، والأيزو 14001، من مؤسسة إيريكا المسؤولة عن الأيزو في إنجلترا، ثم اعتمادها كمراجع للأيزو 17025، في هذا السياق أشارت صلاح الدين إلى أن “الأيزو هي مظلة كبيرة تحكم مجموعة من الإجراءات والأوراق من أجل اعتماد أي هيئة أو مؤسسة في مجال معين، وقد حصلت على الكورسات الخاصة بالأيزو ضمن الكورسات الخاصة بإدارة الجودة، ولفتت إلى أن الأمر يكون عبارة عن عرض لسيناريوهات مختلفة من الوارد أن تحدث داخل أي مؤسسة، ومن ثمَّ يتم سؤال المراجع حول مدى قدرته على الحل والتقييم”.

ولفتت د. ميسة صلاح الدين إلى أن شهادتي الأيزو 9001 و14001 هما شهادتي أيزو تخص إدارة الجودة والبيئة، أما الأيزو 17025 فهي أيزو تخص المعامل، كما أشارت إلى أنها قد حصلت على عدد من براءات الاختراع؛ منها براءة اختراع من أكاديمية الأبحاث العلمية بالقاهرة والتابعة لوزارة البحث العلمي حول مستخلصات من أعشاب طبيعية وطحالب بحرية موجودة بالإسكندرية، يمكنها إزالة القشور والتآكل في أنظمة قطاع التبريد، كما تناولت د. ميسة بالشرح طبيعة عمل اختراعها.

كما أن د. ميسة لديها براءة اختراع أخرى حول تأثير المجال المغناطيسي على المياه، وقدرته على تغيير 17 خاصية فيزيائية للمياه، وتغييره للطاقة الحيوية لها، مما يسهم في إعطاء الإنسان طاقة إيجابية عند تناولها، وقد حصلت على هذا الأمر درجة زمالة من كلية الطب التقليدي في لندن.

جوائز وتكريمات
حصلت د. ميسة صلاح الدين على 32 شهادة وتكريم؛ حول أهم هذه التكريمات قالت: “أعتز بأول جائزة حصلت عليها بعد الانتهاء من رسالة الدكتوراة وهي جائزة د. عبدالرحمن الصدر، وبعد ذلك توالت الجوائز حيث قمت بتمثيل مصر على مستوى العالم من خلال الأبحاث العلمية التي قمت بعملها، ومن ثمَّ توالت الجوائز والميداليات الذهبية من عدة دول، منها: سويسرا وكندا وروسيا والصين والأردن وفرنسا والسعودية وتايلاند وتايوان والسعودية وغيرها”.

وأشارت صلاح الدين إلى أن كل دول العالم لديها اهتمام شديد بموضوع المياه، كما لفتت إلى حصولها على درجة الزمالة، وكذلك الدكتوراة الفخرية من بعض الجامعات تقديرًا لأبحاثها في مجال المياه.

وأشارت صلاح الدين إلى أن جائزة د. عبدالرحمن الصدر هي جائزة تمنح من ريع مؤتمرات د. أحمد زويل، ويتم منحها لأفضل رسالة دكتوراة يتم تطبيقها في المجال العملي، ود. الصدر هو أستاذ د. زويل، وكان أول عميد لمعهد الدراسات العليا والبحوث، وهو من قام بفتح الباب أمام زويل لكي يعمل في البحث العلمي ويستكمل دراساته العليا.

التغير المناخي
حول تأثير التغير المناخي على الموارد المائية؛ قالت صلاح الدين: “إن التغيرات المناخية تتجلى صورتها في كل دول العالم تقريبًا، وإذا لم يتم تفادي التأثيرات السلبية للتغير المناخي بحلول العام 2050 فإن 52% من سكان العالم لن يجدوا مياهًا صالحة للشرب، ومن هنا بدأنا في التوجه إلى موارد جديدة للمياه؛ مثل: معالجة مياه البحر، والآبار، مع ضرورة ترشيد الاستهلاك”.

وأشارت صلاح الدين إلى أن التغير المناخي استدعى البحث عن ظروف مواتية لحياة الحيوانات حتى لا تفقد حياتها بسبب تغير الطقس، وضرورة إيجاد محاصيل زراعية يمكنها تحمّل الجو الحار والتغيرات المناخية، إلى جانب إيجاد طرق لترشيد الري، وغيرها من الإجراءات لتفادي التأثير السلبي للتغير المناخي.

تعتبر د. ميسة صلاح الدين أول مدقق معتمد على مستوى مصر ومراجع للغازات الدفيئة والبصمة الكربونية للمؤسسات، في هذا السياق قالت: “الغازات الدفيئة تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها من الغازات، هذه الغازات موجود بالغلاف الجوي ووظيفتها أنها تمرر أشعة الشمس إلى الأرض وبالتالي تدفئة الأرض حتى نتمكن من الحياة عليها، ولكن في ظل التقدم البشري فإن البشر يزيدون من حرق الوقود الاحفوري، مما أدى إلى زيادة نسب هذه الغازات عن المعدلات الطبيعية، ومن ثمَّ بدأت تشكل ما يشبه الصوبة الزجاجية حول الأرض، وبالتالي تحبس الأشعة على الأرض مما يرفع من درجة حرارتها”.

وتابعت: “نتيجة زيادة نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، بدأ البشر يشعرون بزيادة درجة حرارة الأرض، والبصمة الكربونية للمؤسسة أو الفرد هي تعبير عن درجة إسهام المؤسسة أو الفرد في التلوث الكربوني من خلال الإجراءات أو السلوكيات”، وأعطت عدة أمثلة ومقترحات لتقليل البصمة الكربونية للبشر.

كوب ماء نظيف
حول معايير المياه النظيفة والحصول على كوب ماء نظيف، قالت د. ميسة صلاح الدين: “الوصول إلى كوب مياه نظيف ويصلح للاستخدام الآدمي، فإن المعايير تختلف بحسب نوع الملوثات الموجودة في المياه، فبحسب مصدر المياه يتم تحديد نوع وطريقة المعالجة للمياه”.

ولفتت إلى أن هناك مواصفات عالمية تخص المياه النظيفة، وعلى رأسها مواصفة الـ “WHO” الخاصة بمياه الشرب، ومصر لديها أيضا المواصفة المصرية الخاصة بمياه الشرب، لا سيما نظرًا لأننا في نهاية مصب النيل وبالتالي فإن الملوثات تكون كبيرة جدا في المياه.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى