أخبارأخبار العالم العربي

مجلس الأمن يعتمد قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة خلال رمضان

لأول مرة منذ انطلاق الحرب على غزة قبل نحو 6 أشهر، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

ووفقًا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة فقد قدمت مشروع القرار الدول العشر غير دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومنها الجزائر العضو العربي الوحيد بالمجلس، وحصل على تأييد 14 عضوا، بينما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.

وأعقب التصويت تصفيق من أعضاء المجلس الذي لم يتمكن مرات عديدة على مدى الشهور الماضية من اعتماد قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن القرار يقتصر على وقف مؤقت خلال شهر رمضان الذي انقضى نصفه حتى الآن.

وفي إطار مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن، طالب القرار بكفالة وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وبامتثال الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزها.

ويشدد القرار على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم. ويكرر تأكيد مطالبته برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.

https://www.youtube.com/watch?v=axYajpL3OIQ

وفور اعتماد القرار نشر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، منشورًا على موقع إكس، قال فيه: “المجلس وافق للتو على قرار طال انتظاره بشأن غزة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. يتعين تطبيق هذا القرار. الفشل لن يُغتفر”.

كما رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، باعتماد قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. وحث على تطبيقه الفوري.

https://twitter.com/antonioguterres/status/1772271978293948899?s=20

ترحيب عربي

من جانبه قال الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أحد مقدمي مشروع القرار، “أخيرا يرتقي مجلس الأمن لحجم المسؤوليات التي تقع عليه باعتباره المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين ويستجيب لمطالب الشعوب والمجموعة الدولية”.

ووجه الشكر لجميع أعضاء المجلس على المرونة والعمل البناء الذي مكنهم من اعتماد قرار طال انتظاره يطلب وقف إطلاق النار في غزة فورا “من أجل وضع حد للمجازر التي لا تزال للأسف مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، ذاق خلالها الشعب الفلسطيني كل أشكال العذاب والمعاناة”. وأضاف “لقد استمر حمام الدم طويلا وبأشكال بشعة وأصبح من الواجب وضع حد له قبل فوات الأوان”.

وقال السفير الجزائري إنه عند التصويت على مشروع القرار الذي تقدمته به الجزائر الشهر الماضي، “وعدنا بأننا لن نكل ولن نمل حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة غير منقوصة ووعدنا بأننا سنعود لنقرع مجددا أبواب مجلس الأمن. وها قد عدنا اليوم مع جميع الدول المنتخبة بالمجلس في رسالة واضحة للشعب الفلسطيني مفادها أن المجموعة الدولية بمختلف أطيافها تشعر بألمكم ولن تتخلى عنكم”.

وأكد أن اعتماد قرار اليوم ما هو إلا بداية نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني، مضيفا “نتطلع إلى التزام المحتل الإسرائيلي بهذا القرار وأن يتوقف القتل فورا ومن دون شروط وتُرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني”.

وأكد أن بلاده ستعود قريبا لتخاطب مجلس الأمن مرة أخرى حتى تكون دولة فلسطين في مكانها الطبيعي عضوا كاملا وسيدًا بالأمم المتحدة.

امتناع أمريكي

من جانبها قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن مجلس الأمن تحدث اليوم دعما للجهود الدبلوماسية الجارية التي تقودها بلادها وقطر ومصر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن والمساعدة في تخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة.

وذكرت أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل هذه الأهداف المهمة وأنها تعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقة على الأرض عبر الجهود الدبلوماسية.

وقالت: “نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الرهائن، ولكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد. فلنكن واضحين، كان يمكن وقف إطلاق النار قبل شهور لو كانت حماس مستعدة للإفراج عن الرهائن، ولكنها واصلت عرقلة سبيل السلام… والاختباء خلف السكان المدنيين”.

ووجهت السفيرة الأمريكية رسالة لأعضاء مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء في أنحاء العالم دعتهم فيها إلى الحديث علنا ومطالبة حماس بشكل قاطع بقبول الاتفاق المطروح حاليا. وقالت إنها لا تتوقع أن تفعل روسيا والصين ذلك لأنهما، حسب تعبيرها، لم تدينا بعد هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل.

وأعربت عن أسفها لما وصفته بتجاهل عدد من التعديلات التي طلبتها على نص مشروع القرار، الذي اعتمد اليوم، بما في ذلك إدانة حركة حماس. وقالت إنها لا تتفق مع كل ما تضمنه القرار لذا لم تصوت لصالحه.

وأضافت “لكننا نؤيد بشكل كامل بعض الأهداف التي يتضمنها هذا القرار غير الملزم. ونعتقد أنه كان من المهم للمجلس أن يتحدث ويؤكد بشكل واضح أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يقترن بإطلاق سراح جميع الرهائن”.

رد فعل الصين

بينما قال السفير جانغ جون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، إن قرارات مجلس الأمن ملزمة ودعا الدول المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها وفقا لميثاق الأمم المتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للقرار.

ووجه الشكر لمجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس على جهودها بشأن مشروع القرار، وعقد مقارنة بين مشروع القرار الحالي ومشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وصوتت بلاده ضده.

 وأضاف: “مشروع القرار الحالي واضح لا لبس فيه وصحيح في اتجاهه الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، في حين أن المشروع السابق كان مراوغا وغامضا”.

وأضاف أن القرار الحالي يعكس أيضا التوقعات العامة للمجتمع الدولي ويحظى بدعم جماعي من الدول العربية. وقال إن الصين دفعت الولايات المتحدة لإدراك أنها ليس بإمكانها الاستمرار في عرقلة المجلس. وأضاف أن قرار المجلس اليوم جاء متأخرا جدا بالنسبة للأرواح التي أزهقت بالفعل، أما بالنسبة لمن لا يزالون يعيشون في القطاع، فإن القرار يمثل “أملا طال انتظاره”.

وشدد السفير الصيني على ضرورة أن يتوقف “كل الأذى الذي يلحق بالمدنيين فورا ويجب أن يتوقف هذا الهجوم”.

ودعا إلى رفع فوري للحصار على غزة والحواجز التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية للمحتاجين، بصورة آمنة وفورية. وأعرب عن تقديره للأمين العام والوكالات الإنسانية على جهودهم ودعا إسرائيل إلى التعاون بصورة كاملة في فتح معبر رفح.

ووصف دور وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بأنه لا غنى عني ولا يمكن الاستعاضة عنه بالنسبة للناس في غزة ودعا كل الأطراف إلى استئناف دعم الأونروا فورا.

رد الفعل الروسي

فيما قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده صوتت لصالح مشروع القرار الذي أعدته مجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية بالمجلس، والذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار “حتى لو اقتصر على شهر رمضان”.

وأضاف: “لسوء الحظ، ما يحدث بعد ذلك لا يزال غير واضح، لأن كلمة ‘مستدام' (الموجودة في نص القرار) يمكن تفسيرها بطرق مختلفة”. وذكر أن “أولئك الذين يوفرون الغطاء لإسرائيل ما زالوا يريدون إطلاق يدها”، معربا عن أمله في أن استخدام الصياغة الواردة في القرار “لصالح السلام بدلا من تعزيز العملية الإسرائيلية غير الإنسانية ضد الفلسطينيين”.

وقال السفير الروسي إن كلمة “دائم” كانت ستكون أكثر دقة في نص القرار، معربا عن “خيبة أمل” لعدم اعتماد التعديل الذي قدمه وفد بلاده بهذا الشأن.

وأضاف: “ولكن مع ذلك، نعتقد أنه من المهم للغاية التصويت لصالح السلام”، وحث مجلس الأمن على مواصلة العمل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى