أخبارأميركا بالعربيرمضان

الناشط والمؤلف الأمريكي شون كينغ يعلن إسلامه مع حلول رمضان

أعلن الناشط والمؤلف الأمريكي الشهير والقس السابق، شون كينغ، وزوجته “راي كينغ”، اعتناقهما الإسلام، أمس الاثنين، مع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك.

ويعد شون كينغ أحد أكبر الداعمين لفلسطين وأهل غزة، وأرسل لهم العديد من المساعدات في الآونة الأخيرة، بجانب إعلان رفضه المتكرر لما تقوم به إسرائيل منذ بداية الحرب.

ونشر كينغ، مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك” ظهر فيه وهو يعلن هو وزوجته عن إسلامهما بشكل رسمي أمام الجميع بالتزامن مع بداية الشهر الكريم.

وظهر كينغ (45 عامًا) وزوجته في مقطع الفيديو وهما ينطقان الشهادة التي لقنها لهما  الإمام عمر سليمان، في مركز فالي رانش الإسلامي في دالاس، تكساس.

وأرفق كينغ الفيديو بمنشور قال فيه: “عدت أنا وزوجتي للتو إلى المنزل بعد صلاة العشاء في مسجدنا بمنطقة دالاس بولاية تكساس، حيث نطقنا سويا الشهادة واعتنقنا الإسلام لبدء شهر رمضان، لقد كان يومًا جميلا وقويا وذا معنى بالنسبة لنا ولن ننساه أبدا”.

وأضاف: “سأصلي من أجلكم، وأطلب منكم الاستمرار في الصلاة من أجلنا، سنبدأ الصيام هذا الصباح مع أكثر من مليار مسلم حول العالم”، في إشارة إلى بدء صيام اليوم الأول من رمضان.

وعما يحصل في غزة قال كينغ: “قلبي مع أصدقائي الأعزاء في غزة، وأنا فخور بأننا تمكنا من تقديم وجبات طعام الليلة لآلاف العائلات من شمال غزة إلى جنوبها، وسنفعل ذلك كل يوم من أيام شهر رمضان”.

وفي منشور لاحق قال كينغ: “الإخوة والأخوات، شكرًا جزيلًا على حبكم ودعمكم. نشعر أنا وزوجتي راي بمشاعركم الطيبة تجاهنا، وتسعد قلوبنا بذلك ونحن نكمل أول يوم لنا كمسلمين في أول يوم كامل من رمضان. لقد أفطرنا للتو ونتمنى لكم ولعائلاتكم أن تكونوا بخير”.

كما تحدث في منشور آخر عن مشاعره وتجربته، مشيراً إلى سعادته وزوجته بهذا القرار، وقال إن اختيارهما لشهر رمضان لم يكن مصادفة، بل كان تعبيراً عن الرغبة في بدء حياتهم كمسلمين في هذا الشهر الفضيل، الذي يحمل معاني الرحمة والتسامح والتقرب إلى الله”.

اعتناق الإسلام

وتحدث كينغ أيضًا عن تجربته هو وزوجته في اعتناق الإسلام، وكيف أن هذا الحدث عزز من إحساسهما بالانتماء والسلام الداخلي.

وقال في منشور على صفحته: “سأقوم يوميًا بمشاركة الأفكار والتأملات حول سبب اعتناقي أنا وزوجتي الإسلام. لقد حدث شيء جميل حقًا اتخذته كإشارة من الله. ولا أحد في عالمي المحيط بي تفاجأ من اتخاذ هذا القرار، لقد كان الكثيرون يعتقدون أنني قد تحولت بالفعل إلى الإسلام من قبل”.

وأضاف: “لكن قرار زوجتي الذي نبع من داخلها ولم يأت بضغط مني على الإطلاق صدمنا جميعاً. فقد نصحني الإمام بأن أدع الله أن يشرح قلبها للإسلام، حتى لا أكون أنا من ضغط عليها لتفعل ذلك”.

وتابع: “أنا لا أمزح، لقد توصلت الدكتورة راي إلى هذا القرار بمفردها. حيث أخذت نسخة من المصحف، وبدأت تقرأها ببساطة، وسرعان ما انشرح عقلها وقلبها للإسلام بسرعة كبيرة. لقد كانت مسيحية مدى الحياة وحصلت على الدكتوراه من فاندربيلت – إنها ليست من النوع الذي يسهل استمالته لأمر ما لم تكن مقتنعة به، وخلال شهر واحد كانت مستعدة لاعتناق الإسلام وقررنا مع بعضنا البعض أن نأخذ القرار قبل رمضان، وقد ألهمني قرارها أن أكون واثقاً تماماً في قراري”.

غزة السبب

كما ظهر كينغ في مقطع فيديو آخر وهو يخاطب حشد من الناس داخل المسجد، بينما ارتدى هو الكوفية الفلسطينية، وأرجع قراره باعتناق الإسلام إلى المعاناة والصدمة التي عانت منها غزة على مدى الأشهر الستة الماضية.

وكشف أن قراره باعتناق الإسلام كان مستوحى من أهل غزة، لإيمانهم الثابت وولائهم للإسلام خلال الحرب. وقال: “لا أعتقد أنني كنت سأتواجد هنا اليوم لولا معاناة الأشهر الستة الماضية من الألم والصدمة التي شهدناها في غزة، وقد رحب بي العديد من الرجال والنساء والعائلات هناك كصديق لهم وسمحوا لي بالسير معي من خلال حزنهم وآلامهم، ولكن أيضًا من خلال إيمانهم وقوتهم وصمودهم”.

وأضاف: “لقد تأثرت كثيرًا برؤية الناس الآن في أكثر الأماكن خطورة وصدمة على هذا الكوكب وما زالوا قادرين في بعض الأحيان على النظر إلى لا شيء سوى الأنقاض وبقايا أسرهم، وما زالوا يرون المعنى والهدف في الحياة. إن إيمانهم وإخلاصهم للإسلام لم يشرحا قلبي فحسب، بل قلوب الملايين من الناس حول العالم”.

محاولة تشكيك

ولم يسلم كينغ من تلقي انتقادات وتهديدات عدة، وقال في منشور لاحق له: “أريد أن أقول شيئًا شخصيًا، وقد أضطر إلى تكرار هذا عدة مرات. لقد نصحني إمامي عمر سليمان بعدم الرد بعد الآن على الأكاذيب والكراهية والتضليل التي ينشرها الناس عني”.

وأضاف: “أولا وقبل كل شيء، لقد نشروا هذه الأكاذيب عني لأنني ناشط فعال في جميع أنحاء العالم وهذا خطر عليهم. هذا هو السبب في أنهم منعوني من الإنستغرام. فمعظم الكراهية والتضليل ينشأ عند الصهاينة”.

وتابع قائلًا: “ثانيًا لقد نشروا ذلك بهدف دفع الأشخاص الطيبين لأن يصدقوا تلك الأكاذيب وتشكيكهم في اعتناقي الإسلام، وأنا لن أحاول أبدًا أن أثبت لأي شخص على الإنترنت أنني “مسلم حقًا”، فأنا أضع قلبي وروحي في الإسلام وهو الآن مركز حياتي”.

ووجه كينغ حديثه إلى من يتهمونه بالسرقة من تبرعات الناس والجمعيات الخيرية، قائلاً: “مثل هذا الأمر جريمة، وإذا كنت تعتقد أنني أفعل هذا، وأنني لص، فعليك أن تبادر بالاتصال بالشرطة أو المدعي العام في مدينتك وولايتك، اتصل بوزارة العدل أو مكتب التحقيقات الفيدرالي وأبلغ عني. أنا أشجعك على فعل ذلك. قم بعمل بلاغ ضدي أو قاضيني من أجل الأضرار التي تسببت بها، إذا كنت صادق فيما تقول وتعرف الحقيقة، فافعلها وأبلغ عني، وإلا فأنت تقول ذلك فقط لجذب الانتباه”.

داعم لغزة وفلسطين

ولد كينغ ونشأ في ولاية كنتاكي، وأكمل تعليمه الجامعي في كلية مورهاوس بولاية جورجيا. وتعرض كينغ لاعتداءات عنصرية خلال سنوات دراسته الثانوية واضطر إثر ذلك إلى الخضوع لعمليات جراحية متعددة في العمود الفقري، ما حذا به لدعم العديد من المنظمات الحقوقية.

ويحمل كينغ شهادة الماجستير من جامعة ولاية أريزونا ودرَّس التربية المدنية في المدرسة الثانوية لفترة وجيزة، قبل أن يصبح قسا ويؤسس كنيسة في أتلانتا عام 2008 سميت الكنيسة الشجاعة، التي قادها لمدة 4 سنوات، حيث استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد، وكان يُعرف باسم “قس فيسبوك”.

وكان كينغ كاتبا منتظما في صحف “ديلي كوس” و”نيويورك ديلي نيوز” و”ذا يونغ توركس”، وأسس عدة منظمات غير ربحية، ويعد حاليا ناشطا بارزا على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الأصوات البارزة الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث خصص منشوراته منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر لمشاركة الفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة، والمطالبة بوقف حرب الإبادة، وتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال.

وأعلن كينغ أواخر ديسمبر الماضي أن شركة ميتا حظرت حسابه على إنستغرام، الذي كان يحظى بمتابعة أكثر من 6 ملايين شخص، بسبب منشوراته الداعمة للفلسطينيين.

وقال وقتها ردا على ذلك “من الواضح أن (فيسبوك) و(إنستغرام) قررا الوقوف في طريق أولئك الذين يناضلون من أجل حقوق الإنسان والكرامة للفلسطينيين. لن أتحمل ذلك، سأواصل النضال في كل مكان ما استطعت”.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد سبق لكينغ أن شكا من تعرضه وعائلته لتهديدات بالقتل بشكل شبه يومي، دون أن يستبعد أن تكون حكومة تل أبيب وراء التهديدات، لكنه استدرك قائلا: “لكننا في أمان”.

كفاح حقوقي

وشون كينغ، معروف على نطاق واسع باستخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على الظلم، وخاصة تلك المرتكبة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي.

ووفقًا لموقع muslimmatters فقد ظل كينغ شخصية بارزة في الكفاح ضد الظلم العنصري وعدم المساواة. لقد كان صوتًا حيويًا في نشاط إنستغرام ضد الإبادة الجماعية في غزة في الوقت الذي لم تكن فيه وسائل الإعلام التابعة للشركات تغطي الأحداث على الأرض.

ونشر قصص عديدة تدحض الأكاذيب الإسرائيلية حول الأطفال مقطوعي الرأس والعنف الجنسي الجماعي. وتم حظر شون كينغ من إنستغرام بسبب منشوراته الداعمة للفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية. وكثيرًا ما كان يشارك على صفحاته آخر المستجدات من الصحفيين الموجودين على الأرض في غزة.

وكان لديه أكثر من 5 ملايين مستخدم على إنستغرام قبل تعطيل حسابه. وادعى أن الحظر جاء نتيجة لموقفه المؤيد للفلسطينيين، معربًا عن إحباط من ذلك، ووذكر أنه يرفض خيانة قيمه ومبادئه من خلال التزام الصمت بشأن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية.

التأثير المحتمل على نشاطه

قد يؤثر تحول كينغ إلى الإسلام على نشاطه بعدة طرق. أولاً، يمكنها توسيع منظوره حول قضايا العدالة والمساواة، ودمج المبادئ الإسلامية في عمله الدعوي. وقد يؤدي هذا إلى تعاونات جديدة مع الناشطين والمنظمات الإسلامية، مما قد يؤدي إلى توسيع نطاق حملاته ضد الظلم.

علاوة على ذلك، فإن تحول كينغ قد يؤثر على التصور العام. وفي حين أنه يمكن أن يجذب الدعم من المجتمعات الإسلامية وأولئك الذين يعجبون برحلته الروحية، فإنه قد يدعو أيضًا إلى التدقيق والانتقاد من قبل المتشككين أو أولئك الذين يعارضون نشاطه.

وإجمالاً يعد تحول شون كينغ إلى الإسلام فصلاً مهمًا في حياته، ويعكس سعيه المستمر إلى الحقيقة والعدالة والمجتمع. وبينما يدمج إيمانه الجديد مع نشاطه، سيكون من المثير للاهتمام ملاحظة كيف يتطور عمله وكيف يتنقل عبر تعقيدات الإدراك العام.

وبغض النظر عن آراء المرء بشأن كينغ، فإن تحوله يؤكد الطبيعة الشخصية العميقة للإيمان، والطرق التي يمكن أن تلهم النمو المستمر والالتزام بالعدالة الاجتماعية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى