أخبار أميركاتقارير

خطاب حالة الاتحاد: بايدن دشّن مرحلة جديدة لحملته الانتخابية وقدم نسخة جديدة يمكنها هزيمة ترامب

فور انتهاء الرئيس جو بايدن من إلقاء خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس، انطلقت حالة كبيرة من الجدل والنقاش والتحليلات حول مضمون ما جاء في منطوق الخطاب، والرسائل التي جاءت بين سطوره وكلماته أيضًا.

وإجمالاً اختلفت الآراء والتعليقات بشأن الخطاب وفقًا لاختلاف أصحابها، مؤيدين كانوا أم معارضين أو حتى مستقلين. لكن ذلك لم يمنع معظم من استمعوا إليه من الاعتراف بأنه جاء مغايرًا، وأن بايدن وحزبه الديمقراطي حققوا من خلاله العديد من المكاسب.

ويبدو أن الخطاب، من وجهة نظر الكثيرين، قد دشن لمرحلة جديدة لحملة إعادة انتخاب بايدن، وسط سياق سياسي محموم بينه وبين حملة منافسه المحتمل دونالد ترامب.

وربما هذا ما جعل بايدن يركز خلال الخطاب على استعراض الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت خلال ولايته الأولى، ورؤيته لولايته الثانية التي يسعى إليها، بالإضافة إلى تركيزه على مهاجمة خصومه السياسيين، وبصفة خاصة سلفه دونالد ترامب، الذي انتقده نحو 13 مرة دون أن يأتي على ذكر اسمه بشكل مباشر.

نسخة جديدة

ووفقًا لموقع “أكسيوس” فقد مثّل الخطاب فرصة مهمة للرئيس لتسليط الضوء على إنجازاته، وقدرته وطاقته، أمام ناخبين متشككين للغاية، حيث بدا أكثر حيوية وقدرة على مواجهة مخاوف الأمريكيين بشأن عمره، كما حرص على الظهور كرجل يستمتع بفرصة التنافس مع الجمهوريين، ولا يخشى منافسة ترامب.

واعتبرت شبكة CNN أن هذه النسخة من جو بايدن التي ظهرت في الخطاب “يمكن أن تهزم، دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

فقد ركز بايدن في خطاب حالة الاتحاد على التقليل من المخاوف العميقة لدى ملايين الأمريكيين، بشأن سنه وقدرته على أن يخدم فترة ولاية ثانية، كما تعمد ألا يبدو ضعيفا، ووجّه كل كلمة وإيماءة ونكتة عن سنه لإظهار أنه لا يزال قويًا ويتمتع بالحيوية.

وأكدت الشبكة أن بايدن نجح في إظهار النشاط والقوة، فقد كان صوته، الذي بدا خشنًا في بعض الأحيان، رنانًا، واستفز الجمهوريين ليوقعهم في فخه من خلال كشف تطرفهم لملايين المشاهدين.

وقالت إن مثل هذا الأداء النشط من جانب بايدن كان أقل وضوحًا بكثير خلال ولايته الأولى نظرًا لتقدمه في السن بشكل ملحوظ ومثقل بأعباء المنصب. لكن إذا كان يريد التغلب على معدلات التأييد المنخفضة التي عادة ما تقضي على الرؤساء في ولايتهم الأولى، فسوف يضطر إلى محاكاة هذا الأداء القوي مرارا وتكرارا في الأشهر المقبلة.

وأوضحت أنه من غير المعتاد أن يقضي الرئيس الكثير من الوقت في مهاجمة خصمه الانتخابي في خطاب حالة الاتحاد السنوي، لكن بايدن حرص على توجيه انتقادات متكررة إلى ترامب الذي أشار إليه فقط باسم “سلفي” ولم يذكره بصورة مباشرة.

وبهذا المعنى، فإن خطاب حالة الاتحاد هذا العام كان يمثل واحداً من أكثر الأمثلة العلنية لرئيس يلقي خطاباً على غرار الحملة الانتخابية من منصة مجلس النواب، ويبدو ان الديمقراطيون تفاعلوا مع هذا الأمر حتى أنهم هتفوا من أجل إعادة انتخابه بقولهم “أربع سنوات أخرى”.

لقد سخر ترامب لسنوات من بايدن، ووصفه بأنه كبير في السن ومتعب ومتهالك وضعيف، وغالبًا ما كان يستخدم أوصافًا قاسية ضده قاسيًا في تجمعاته الانتخابية، وكان بايدن يعلم أن أي خطأ أو هفوة تصدر منه في الخطاب ستنتشر على الفور، وسيكون لها تأثير ضار وسيستخدمها ترامب وأنصاره في تأكيد ما تعتقده الأغلبية في استطلاعات الرأي من أن بايدن أكبر من أن يترشح لإعادة انتخابه، وهو ما حرص بايدن على تحاشيه خلال الخطاب، بل وسعى لإثبات عكسه.

وبطبيعة الحال، كان الجمهوريون ينتظرون أي خطأ من بايدن لتأكيد اتهامهم له بالضعف وكبر السن، وتشكيكهم في قدراته الصحية والذهنية، لذلك عندما ظهر قويًا وأكثر حيوية، لم يجدوا أمامهم سوى اتهامه بانه قدم خطابًا مليئًا بالصراخ واستخدم طريقة حزبية مفرطة.

وفي معظم تصريحاته، سعى بايدن إلى جعل عمره فضيلة وليس عائقًا، معتبراً أن ترامب شخص يسعى وراء أفكار خطيرة من الماضي، بينما يملك هو رؤية إيجابية للمستقبل.

وقال الرئيس في نهاية خطابه: “إخواني الأمريكيين، القضية التي تواجه أمتنا ليست كم عمرنا، بل عمر أفكارنا”. “الكراهية والغضب والانتقام والقصاص هي أقدم الأفكار. لكن لا يمكنك قيادة أمريكا بأفكار قديمة لا تؤدي إلا إلى إعادتنا إلى الوراء”.

كما أنه ذكّر الجمهور بأن ترامب ليس أصغر سناً منه بكثير. وقال: “لقد علمتني حياتي أن أعتنق الحرية والديمقراطية، الأشخاص في عمري يرون الأمر بشكل مختلف”.

وأضاف: “عندما تصبح في مثل عمري، تصبح بعض الأشياء أكثر وضوحًا لك من أي وقت مضى.. أنا أعرف القصة الأمريكية.. ومرة بعد مرة رأيت ما يجب أن يكون عليه التنافس في المعركة من أجل روح أمتنا”، في إشارة إلى وجود رؤيتين مختلفتين إلى حد كبير بينه وبين ترامب فيما يتعلق بمعنى روح الأمة الامريكية ومستقبلها، وأضاف: “دعونا نبني المستقبل معًا ودعونا نتذكر من نحن”.

وكشف استطلاع لشبكة CNN أن 6 من بين كل 10 مشاهدين للخطاب كان لديهم رد فعل إيجابي على ما قاله بايدن.

دفاع بالهجوم

وفيما يتعلق بأزمة الحدود هاجم بايدن الحزب الجمهوري لتعطيله مشروع قانون الحدود الذي قدمه الحزبان، والذي يحتوي على العديد من السياسات التي كان الجمهوريون يدافعون عنها لسنوات، بإيعاز من ترامب الذي يريد حرمانه من الفوز بالانتخابات المقبلة.

وأشار بايدن إلى أن العديد من الجمهوريين أيدوا هذا القانون في الأصل، وكان رد فعله ساخرًا على من أطلقوا صيحات الاستهجان ضده بقوله: “أنت لا تعتقد ذلك – أنت لا تحب مشروع القانون هذا، أليس كذلك؟”

وفي أكثر من موضع خلال الخطاب بدا وكأن بايدن يتحدث مباشرة إلى منافسه ترامب، الذي قال إنه يعلم أن يستمع إليه الآن يراقبه من منزله في فلوريدا، حيث قال: “إذا كان سلفي يراقب ما أقوله الآن، فأنا أقول له بدلاً من ممارسة الضغط على أعضاء الكونغرس لعرقلة مشروع القانون، انضم إليّ في مطالبة الكونغرس بتمريره. حيث يمكننا أن نفعل ذلك معًا من أجل أمريكا”

كما انتقد بايدن الجمهوريين لنسيانهم صدمة الهجوم الغوغائي الذي تم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021 من قبل أنصار الرئيس السابق، قائلًا: “سلفي وبعضكم هنا يسعون إلى دفن حقيقة السادس من يناير. أما أنا فلن أفعل ذلك”. ووجه حديثه لأعضاء الكونغرس الجمهوريين قائلًا: “تذكر قسمك الذي أقسمته عندما توليت هذا المنصب للدفاع عن أمريكا ضد جميع التهديدات الخارجية والداخلية”.

ويبدو أن بايدن كان يريد من ذلك تذكير الناخبين بالتطرف الذي شهدته سنوات ترامب وخطورته على أمريكا، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تزايد الحنين إلى رئاسته بين بعض الناخبين.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست“، إن بايدن، ألقى “خطابا ناريًا” عن حالة الاتحاد، مقدما “حجة قوية” عن استحقاقه ولاية ثانية، بينما هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب باعتباره “تهديدا للحقوق الفردية والحرية والديمقراطية”.

كما حوّل بايدن الخطاب إلى “شكل من أشكال المسرح السياسي”، حيث بدا وأنه يسخر من خصومه، خلال محاولاته تسليط الضوء على الخلافات السياسية بشأن الاقتصاد والهجرة والإجهاض.

وبدا أن بايدن كان يبحث عن لحظات للتفاعل مع الجمهوريين الذين أطلقوا صيحات الاستهجان أو اعترضوا على ما كان يقوله، قائلًا إنه سعيد لسماع أنهم لن يدفعوا من أجل المزيد من التخفيضات الضريبية للأغنياء.

وكاد أن يسخر منهم بسبب تحولهم ضد مشروع قانون الهجرة الذي ساعد الجمهوريون المحافظون في التفاوض بشأنه قائلًا “أوه، أنت لا تحب هذا القانون إذاً؟، هذا مذهل”. ومع استمرار بعض الثرثرة من الجمهوريين في قاعة مجلس النواب، تابع قائلا: “انظروا إلى الحقائق. أعرف أنكم تعرفون كيف تقرأون”.

أقوى من ترامب

وخلال خطابه لم يسع بايدن إلى إظهار قوته فحسب، بل سعى أيضًا إلى إعادة تعريف مفهوم القيادة القوية ليعرف الناخبون من هو القائد القوي، هو أم ترامب. حيث أشار إلى أنه على الرغم من أن ترامب يظهر شخصية الرجل القوي، إلا أنه لا يفعل في الحقيقة سوى الركوع أمام الديكتاتوريين والمستبدين.

وبدأ بايدن خطابه بمطالبة مجلس النواب برفع قبضته عن حزمة الأسلحة لأوكرانيا التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار، والتي يعارضها ترامب، مؤكدًا أنها حيوية لمواجهة استبداد بوتين واستمرار القوة الأمريكية في العالم.

وقارن بايدن بين ما قاله ترامب لبوتين بالدعوة المدوّية التي أطلقها الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان للزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف ومطالبته بـ”هدم” جدار برلين. وقال بايدن: «إن سلفي يقول لبوتين: “افعل ما تريد”. وأضاف: “الرئيس السابق قال ذلك وهو ينحني لزعيم روسي. أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول”، وتعمد بايدن إظهار قوته هو في مواجهة بوتين قائلًا: “لن ننحني.. ولن نتراجع.. التاريخ يراقب”.

كما اتهم بايدن ترامب بالتساهل مع الصين بقيادة الرئيس شي جين بينغ، قائلا إنه اتخذ خطوات لتعزيز التحالفات الإقليمية لمواجهة تهديد الصين ولحماية التكنولوجيا الأمريكية، بينما ترامب على الرغم من كل حديثه القاسي عن الصين، لم يخطر بباله قط أن يفعل أيًا من ذلك.

من جهتها، اعتبرت شبكة “إي بي سي نيوز“، أن خطاب بايدن مزج بين تقديم تقييم متفائل لمستقبل لبلاد تحت قيادته، مع رسم صورة قاتمة ومؤلمة لما قد يحدث إذا وصل ترامب إلى السلطة مرة أخرى.

وقال بايدن: “هذه ليست لحظة عادية”. “الحرية والديمقراطية تتعرضان للهجوم في الداخل والخارج في نفس الوقت.”

واعتبرت صحيفة “بوليتيكو” أن بايدن اختار “المطرقة على حساب غصن الزيتون”، مشيرة إلى أن الرئيس أعطى إشارة لانطلاق تنافس انتخابي محموم بعد هجومه على منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، وتركيزه مرارًا وتكرارا على التهديد الذي يمثله خصمه المحتمل على البلاد.

وسلط بايدن الضوء على مخاطر عودة ترامب، وحددها في ثلاثة تحديات رئيسية هي الحرب في أوكرانيا والركوع أمام المستبدين مثل بوتين، والتمرد الذي حدث في 6 يناير 2021 وتهديد الديمقراطي الأمريكية، والحقوق الفردية وعلى رأسها الحقوق الإنجابية التي من شأنها أن تتعرض لمزيد من المخاطر إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة، إن الخطاب لقي استحسان الديمقراطيين، الذين أمضوا شهورًا قلقين بشأن ما إذا كانت لبايدن “القوة اللازمة” لخوض الحملة المقبلة.

وقالت الصحيفة إن بايدن حرص على ألا يكون الخطاب دفاعياً عن شخصه، وإنما دفاعيًا عن أمريكا وعن ديمقراطية البلاد ضد القوى المتطرفة.

وقالت إن بايدن ألقى خطابًا قويًا لمدة 67 دقيقة بصوت عالٍ، وواجه بعض العثرات، لكنه أسعد مؤيديه بالطريقة التي كان يتنافس بها مع الجمهوريين داخل وخارج القاعة، حيث قدم نفسه على أنه صاحب خبرة، وأكثر دراية ومعرفة بالواقع وما يتطلبه المستقبل.

من جانبها قالت وكالة “رويترز” إن خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن كان حيويًا، وقدم حجة قوية مفادها أن سياساته أنقذت الاقتصاد الذي سحقه الوباء خلال عهد ترامب.

كما ركز بايدن على دعم النقابات، بوصفه أول رئيس أمريكي يحضر خط اعتصام، عندما انضم إلى عمال صناعة السيارات المتحدين في الإضراب الأخير في ميشيغان.

كما نوه إلى السياسة الصناعية القوية التي اتبعها من خلال قانون الرقائق والعلوم وجلب تصنيع أشباه الموصلات إلى أمريكا، وإحياء صناعة السيارات، والعديد من السلع الأخرى.

كما خفضت أوامر بايدن التنفيذية مدفوعات القروض الطلابية، مما أبقى الأمريكيين الفقراء على قيد الحياة مع نفاد المدخرات. كما لم ينس بايدن التذكير بإنجازاته في توفير ملايين الوظائف ورفع الأجور، وتحقيق نتائج واعدة في مواجهة التضخم.

مأزق الحرب في غزة

وفقًا لصحيفة “بوليتيكو” فربما كان الموضوع الشائك الذي واجهه بايدن قبل خطابه هو الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة والتي ساهمت في تراجع شعبيته بشكل كبير بين الناخبين العرب والمسلمين والتقدمين.

حيث يواجه بايدن اتهامات بأنه قدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، إلى حد اتهامه بالمشاركة في جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، وكذلك عدم قيامه بما يلزم لوقف الحرب.

وقالت الصحيفة إن خطاب حالة الاتحاد أعطى بايدن فرصة لإعادة صياغة الصراع، والتعبير بشكل أكثر وضوحًا عن سبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل على الرغم من قتلها الآلاف من المدنيين والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة.

وقالت إن بايدن حاول خلال الخطاب الخروج من هذا المأزق، معترفاً بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما دعا إسرائيل إلى دعم الجهود الإنسانية، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وأيد وقف إطلاق النار الذي طالب به العديد من زملائه الديمقراطيين منذ أشهر.

وأعلن بايدن أنه وجه الجيش الأمريكي للمساعدة في إنشاء ميناء مؤقت قبالة ساحل غزة، وفتح طريق بحري لإيصال المواد الغذائية وغيرها من المساعدات للمدنيين الفلسطينيين اليائسين.

وتعهد بايدن بأنه لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض وسط الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرًا إلى أنه بدلًا من ذلك سيتم إنشاء ميناء مؤقت سيتيح إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال إن الولايات المتحدة تقود الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع من شأنه إعادة الرهائن وتخفيف الأزمة الإنسانية التي لا تطاق هناك.

ونوه بايدن إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني أغلبهم ليسوا من حماس والآلاف منهم نساء وأطفال أبرياء، مشيرًا إلى أن هناك بيوت وأحياء ومدن في غزة دمرت بالكامل وعائلات بلا طعام وماء ودواء وهذا أمر مفجع. وأضاف أن هناك فتيات وفتيان أصبحوا يتامى بسبب الحرب ونحو مليوني فلسطيني يقبعون تحت القصف أو تحولوا إلى نازحين.

ووجه بايدن حديثه للحكومة الإسرائيلية قائلًا: “أقول لقادة إسرائيل إنه لا يمكن أن تكون المساعدة الإنسانية أمرًا ثانويًا أو ورقة مساومة. أقول لقادة إسرائيل إنه يجب أن تكون حماية أرواح الأبرياء وإنقاذها أولوية”.

وأضاف: “الحل الحقيقي الوحيد مع تطلعنا نحو المستقبل هو حل الدولتين، وأقول ذلك باعتباري مؤيدا لإسرائيل مدى الحياة. لا يوجد طريق آخر يضمن أمن إسرائيل ولا يوجد طريق آخر يضمن للفلسطينيين بأن يعيشوا بسلام وكرامة”.

انتقادات للخطاب

من جهتها، ذكرت شبكة “فوكس نيوز“، أن خطاب بايدن، تعرض لانتقادات باعتباره يشبه “خطابًا خاصًا بحملة انتخابية”، حيث تطرق إلى العديد من القضايا السياسية الديمقراطية، ونقاط الحوار التي تسلط حملته الضوء عليها ضمن جهود إعادة انتخابه.

وعددت “فوكس نيوز” المرات التي هاجم فيها بايدن ترامب، بدءا من انتقاده خلال الحديث عن الحرب في أوكرانيا وقوله إنه “انحنى لبوتين”، مرورًا بأزمة الهجرة حيث ألقى عليه اللوم في تعطيل مشروع قانون الحدود، وصولا إلى موضوع الإجهاض.

وأشارت الشبكة، إلى أن معلقين محافظين انتقدوا خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد باعتباره “غاضبًا ومظلما”. ونقلت الشبكة، تصريحات كاتب خطابات سابق في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، والذي وصف خطاب بايدن بأنه “وصمة عار مطلقة” و”الأكثر حزبية” في التاريخ الحديث.

وقال مارك ثيسين، إن مهاجمة بايدن لخصمه مباشرة في الدقائق الأولى من خطابه “أمر غير مسبوق وربما البداية الأكثر حزبية لخطاب حالة الاتحاد في الذاكرة الحديثة”. وتابع “لا ينبغي أبدا السماح لهذا الرجل بالصعود إلى منصة مجلس النواب وإلقاء خطاب حالة الاتحاد مرة أخرى”.

وفي أعقاب خطاب بايدن، كتب ترامب على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”: “قد يكون هذا الخطاب الأكثر غضبا والأكثر امتلاء بالكراهية والأسوأ على الإطلاق عن حالة الاتحاد.. لقد كان محرجًا لبلدنا!”.

وانتقد ترامب طريقة حديث بايدن قائلًا: “يبدو غاضبًا جدًا عندما يتحدث، وهي سمة الأشخاص الذين يعلمون أنهم يفقدون عقلهم. الغضب والصراخ لن يساعدا في إعادة التماسك إلى بلادنا”.

وقال ترامب، منتقدًا بايدن قائلًا إنه “بالكاد ذكر الهجرة، أو الحدود الأسوأ في تاريخ العالم”، مشيرًا إلى أنه “لن يصلح قضية الهجرة أبدًا، ولا يريد ذلك”. وتابع: “يريد أن تغمر بلادنا بالمهاجرين. سوف ترتفع الجريمة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل، وهذا يحدث بسرعة كبيرة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى