أخبار أميركاأخبار العالم العربيالراديو

في رمضان العطاء.. منظمة Life تطلق حملتها الإغاثية الأكبر لعام 2024

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تطلق منظمة الحياة للإغاثة والتنمية حملتها الأكبر لعام 2024 في شهر رمضان القادم، والتي تهدف لدعم آلاف الأسر الأشد احتياجًا حول العالم، وستساهم الحملة في دعم جهود Life في التصدي لأكبر الأزمات الإنسانية التي تعصف بمنطقة العالم العربي والشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الفلسطينية والسورية واليمنية، وأزمة مسلمي الروهينغا، كما ستساهم الحملة في معالجة الآثار الاقتصادية والصحية التي خلفتها الحرب المستمرة على قطاع غزة، وتوفير سبل العيش العاجل للاجئين والفقراء والمحرومين حول العالم.

لقاء هام أجرته الاعلامية ليلى الحسيني، استضافت خلاله المتحدث الرسمي باسم منظمة الحياة للإغاثة والتنمية، السيد عمر الريدي، للحديث حول تفاصيل الحملة الجديدة.

حيث تناول اللقاء جهود الإغاثة والتنمية التي تقودها منظمة الحياة حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وجهودها الحالية في إغاثة أهالي غزة، وأيضًا خطط العمل الخيري التي ستقودها منظمة الحياة للإغاثة والتنمية خلال شهر رمضان المقبل، وكيفية مساهمة المتطوعين والمتبرعين في دعم هذه الجهود، بالإضافة إلى نصائح هامة حول كيفية اختيار المؤسسات الخيرية الموثوقة والتعاون معها.

الوضع على الأرض
* لا نستطيع إلا أن نبدأ بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة، لا سيما بالعنوان العريض “غزة تموت جوعًا بعد وقف تسليم المساعدات، وأهالي الشمال يأكلون طعام الحيوانات”، فهل لنا أن نعرف منكم طبيعة الأوضاع على الأرض في غزة؟

** الوضع الإنساني في غزة يتفاقم يوميًا، ومهما حاولنا نحن كمنظمات إغاثية متكاتفة فإن الاحتياجات أكبر بكثير مما يراه الجميع على شاشات التلفاز، في آخر مقابلة كنا قد تحدثنا عن فتح المعابر ودخول قوافل المساعدات.

وفي الحقيقة كانت هناك انفراجة وهذا ما أعلنته من خلال راديو صوت العرب من أمريكا، إلا أن تصاعد الأحداث في مدينة رفح خلال الأيام الأخيرة تسبب في أن يصبح معبر رفح مغلقًا، أو شبه مغلق لأنه تمر منه حوالي 3 أو 4 شاحنات في اليوم، وكذلك معبر كرم أبو سالم لا تتعدى الشاحنات التي تمر منه سوى 30 شاحنة فقط.

الوضع بالنسبة للمنظمات الإغاثية مثلنا في غاية الصعوبة، فهناك العديد من الشاحنات التي تحمل مواد إغاثية مكدسة على المعابر، وكما يعرف الجميع فإن وضع منظمة الأونروا بات في غاية الصعوبة، لذا فإننا نريد مزيدًا من التكاتف بين المنظمات الإغاثية إلى جانب خطوة دولية تسمح بدخول المساعدات بدون قيود.

نقص المساعدات
* في ظل إيقاف الدول الكبرى تمويلها لمنظمة الأونروا؛ هل بات الدور الأكبر الآن يقع على عاتق المؤسسات الإغاثية الأصغر، لا سيما وأن الأزمة السياسية تبدو أنها ستطول في انتظار القرار السياسي لحلها؟

** المؤسسات الأصغر تعمل بكامل طاقتها، ولكن بمقارنة سريعة فإن الأونروا كانت هي المسؤولة عما يقارب ثلاثة أرباع العمل الإغاثي وتسليم المساعدات والاحتياجات في قطاع غزة.

نحن في منظمة Life نعمل بأكثر من طاقتنا، ونركز خلال شهر رمضان المقبل على تكثيف المساعدات وأن نعطي المزيد من الانتباه العالمي للأزمة الإنسانية في غزة، ولكن من المستحيل ان تكفي مؤسسة إغاثية واحدة، أو حتى 10 مؤسسات، أن تتكفل بسد الاحتياجات.

قبل الحرب كانت هناك 600 شاحنة تجارية تدخل القطاع يوميًا عبر المعابر، وبالرغم من ذلك كان القطاع يعاني من نقص حاد في الاحتياجات التي يريدها سكانه، وبالتالي فإن الوضع الحالي يحتاج إلى تدخل دولي لإدخال المساعدات، خاصةً قبل حلول شهر رمضان المبارك.

خطة إغاثية
* في ظل تعدد المناطق التي تحتاج إلى الإغاثة؛ على سبيل المثال هناك السودان الذي يعاني من أوضاع صعبة أيضا، والروهينغيا في بنغلاديش، ما هي خطة منظمة Life للعمل الإغاثي خلال شهر رمضان؟

** مؤسسة Life دائما تستخدم 30 عامًا من الخبرة في تنفيذ مشروعاتها، لو تحدثنا عن خططنا لشهر رمضان هذا العام، فإننا لن نقصّر أبدًا في حق كل من يستحق الرعاية والإغاثة؛ سواء الروهينغيا في بنغلاديش، أو السوريين في الشمال السوري أو في الدول شرق أوسطية مثل مصر والأردن والعراق.

وبلا شك هناك أيضا دولة السودان، والتي تعتبر أزمتها أشبه ما يكون بأزمة غزة، فالوضع هناك سيء للغاية، وبالرغم من ذلك لا توجد مؤسسات كثيرة ـ حتى المؤسسات الأممية ـ تعمل إنقاذ الوضع هناك، نحن في Life قمنا بحمد الله بتنفيذ مشروعين هناك منذ بداية الأحداث، ولكن إمكانية الدخول الآن صعبة للغاية والوضع هناك للأسف شبه منسي، خاصةً من قبل الإعلام والسوشيال ميديا.

لو تحدثنا عن خطط Life في رمضان المقبل، ستكون لدينا عدة مشاريع في بعض الدول؛ منها مشروع السلة الغذائية الذي سيتم تنفيذه في أفغانستان وبنغلاديش والبوسنة وجيبوتي ومصر وأثيوبيا وغامبيا وغانا والهند وإندونيسيا والعراق وساحل العاج والأردن وكينيا ولبنان ومالي وموريتانيا وميانمار ونيجيريا وباكستان والسنغال وسيراليون وكذلك الصومال وسيريلانكا وسوريا وتنزانيا وتوجو وتركيا وأوغندا والضفة الغربية وغزة واليمن.

بالنسبة لغزة؛ تمكّنا من إدخال بعض الشاحنات عندما حدثت انفراجة في فتح المعابر، أما الآن فإننا نعمل على نسقين وهما: شراء المساعدات وتجهيزها للإدخال حين يتم فتح المعبر، أو الشراء مما هو موجود بالداخل ـ أتحدث هنا تحديدًا عن مناطق الجنوب ـ وإعادة توزيعه على المحتاجين.

نحن في منظمة Life عملنا على تجهيز الخيام وإرسالها من تركيا إلى غزة، وكذلك إدخال المساعدات من مصر عبر معبر رفح، وأيضا شراء بعض المساعدات مما تبقى من أسواق في الداخل، وخلال الأسبوع الماضي قمنا بتوقيع اتفاقية مع الهيئة الأردنية الهاشمية الخيرية لتيسير إدخال المساعدات من الأردن بأسرع وقت ممكن.

تبرعات وأولويات
* كم تبلغ تكلفة السلة الغذائية تقريبًا؟، وبالنسبة لغزة ما هي الاحتياجات الإغاثية التي تعدّ الأكثر أهمية وضرورة لأهل القطاع؟

** بالنسبة لغزة فإن الاحتياجات تتغير وفقًا للأحداث في كل يوم، حيث بدأنا أولًا بالوجبات الغذائية الساخنة، ثم انتقلنا إلى مستلزمات الرعاية الشخصية، ثم تأتي متغيرات ميدانية بشكل يومي، مثلما جاءنا طلب بتوفير الخيام، وبالفعل بدأنا على توفيرها، ثم جاءنا طلب خلال الأسبوع الماضي بضرورة تركيب دورات مياه مؤقتة داخل المخيمات القائمة منعًا لانتشار الأوبئة.

بشكل عام فإن مشروعات غزة بالكامل هي ذات أولوية، وكلٌ حسب قدرته على التبرع، فيمكن التبرع بـ 40 دولارًا تكلفة سلة غذائية لمدة أسبوع، أو التبرع بـ 160 دولارًا كسلة غذائية للشهر بأكمله، أو التبرع بـ 400 دولار لتوفير خيمة للنازحين، أو التبرع بـ 1300 دولار لإنشاء 10 دورات مياه مؤقتة داخل المخيمات، أو التبرع بأكثر من ذلك وترك التبرع مفتوحًا ويتم تحديده وفقًا للاحتياجات الطارئة في القطاع.

بالنسبة للسلة الغذائية الرمضانية؛ نقوم في Life بتهيئة سلة غذائية تتراوح قيمتها من 40 على 50 دولارًا حسب طبيعة الأسعار في كل بلد، وكذلك نجهز إفطارات رمضانية بشكل يومي في بعض البلدان.

* أودّ أن أشير إلى خبر وردنا للتو، وهو أن أحد رجال الأعمال العرب الأمريكيين ـ رفض ذكر اسمه ـ أرسل لنا في راديو صوت العرب من أمريكا للتو رسالة تفيد بتبرعه لمنظمة Life بألفين دولار، كتبرع مفتوح لإدارتكم للتصرف واستعمالها في مشاريعكم الإغاثية التي تخص غزة.

** خبر سعيد، وأشكر المتبرع الكريم، وهذا ليس بجديد على الجالية العربية الموجودة في أمريكا.

نصائح هامة
* ما هي النصائح التي توجهها لكل متبرع عندما يختار منظمة إغاثية أو خيرية لتوجيه تبرعه؟

** بشكل مبدئ على المتبرع أن يتوجه مباشرة كخطوة أولى إلى الموقع الخاص بتقييم المؤسسات الخيرية، وهو موقع Charity Navigator، هذا موقع محايد وغير ربحي ويعطي لزائره أي تفاصيل عن أي منظمة خيرية سيختارها.

هذا الموقع يقوم بالتقييم من خلال أنه يطلب من جميع المؤسسات بشكل دوري تقاريرها الفنية والمالية والعديد من المعلومات، ثم يبدأ في تقييم كل هذه الأوراق والمعلومات، ثم يعطي لكل مؤسسة نسبة مئوية لكل قطاع؛ كتنفيذ المشروعات أو إتباع الضوابط المالية وغيرها.

بالنسبة للخطوة الثانية للمتبرع، هي أن يقوم المتبرع بالدخول على موقع US Aid لمعرفة المناطق التي تعاني من الكوارث والأزمات الإنسانية، ومنه أيضا سيتعرف على كل مؤسسة تعمل في تلك المناطق بما يتوافق مع ضوابط الولايات المتحدة ولوائحها.

ثالثًا؛ هو تواصل المتبرع مع المؤسسة في أي وقت من الأوقات ومعرفة التحديثات الخاصة بتبرعه، ولا بد للمؤسسة أن توفر للمتبرع إلى أي مرحلة وصل تبرعه بشكل مفصّل، وكذلك التأكد من التقارير المالية والفنية لهذه المؤسسة ومعرفة كم من التبرع يصل لمستحقيه وكم يتم اقتطاعه كنسبة إدارية.

ورابعًا؛ أن يتابع المتبرع تنفيذ هذه المؤسسة للمشروعات الإغاثية على أرض الواقع من خلال موقعها الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتأكد من أن المؤسسة تقوم بتنفيذ مشاريعها بشكل يومي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى