أميركا بالعربيتقارير

“الثلاثاء الكبير”.. ما أهمية انتخابات الخامس من مارس؟

ترجمة: مروة مقبول – يدخل سباق الانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة مرحلة جديدة في الخامس من مارس، فبعد أشهر من قيام المرشحين بالتنافس في أربع ولايات قامت بالتصويت في الانتخابات التمهيدية خلال فبراير، ينتقل السباق إلى أكثر من اثنتي عشرة ولاية تصوّت في اليوم نفسه، الثلاثاء الكبير Super Tuesday، لتحسم مسألة المرشح الرئاسي الذي سيحصل على ترشيح حزبه.

وبما أن المنافسة الديمقراطية تبدو محسومة إلى حد كبير، فلا زال الرئيس جو بايدن هو مرشح حزبه على الرغم من المخاوف بشأن عمره المتقدم وضعف أدائه في استطلاعات الرأي، ستتجه الأنظار نحو الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

فبعد انسحاب ماريان ويليامسون، لا يزال عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، دين فيليبس، آخر منافس متبقٍ للرئيس. وتشر التقارير إلى أنه لن يتمكن من الصمود، خاصة بعد تحقيق بايدن فوزًا كبيرًا في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير دون حتى الظهور على بطاقات الاقتراع.

أما الرئيس السابق دونالد ترامب، فهو يأمل أن يكون العام المقبل بمثابة بداية عودته إلى البيت الأبيض بعد أن حقق انتصارات كبيرة في المؤتمرات الحزبية في أيوا وجزر “فيرجن آيلاند” الأمريكية والانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير ونيفادا.

ويسعى إلى أن يحقق في هذا اليوم، الذي سيأتي بعد يوم واحد فقط من الموعد المتوقع لبدء أول محاكمة له جنائية فيدرالية، هزيمة آخر منافسة جمهورية متبقية، هي سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي التي تتمتع بتمويل جيد ولكن أداءها ضعيف.

ورغم هزيمتها السابقة أمام ترامب والتوقعات بأن لا تصمد في الثلاثاء الكبير، إلا أن الخبراء يقولون إن  فرص استمرارها على المستوى الوطني قد تقلصت بعد أن تلقت هزيمة أخرى في موطنها ساوث كارولينا اليوم 24 فبراير. ولكن لا زال أمامها فرصة أخيرة في ميشيغان في 27 فبراير.

ما هو الثلاثاء الكبير؟

يعتبر هو التاريخ الأكثر أهمية في تقويم الحملة الانتخابية بصرف النظر عن يوم الانتخابات نفسه، مع تصويت أكثر من اثنتي عشرة ولاية، هي ألاباما، ألاسكا، أركنساس، كاليفورنيا، كولورادو، مين، ماساتشوستس، مينيسوتا، نورث كارولينا، أوكلاهوما، تينيسي، تكساس، يوتا، فيرمونت، فرجينيا، إلى جانب أقليم ساموا الأمريكي.

ينظر خبراء الانتخابات واستطلاعات الرأي بشكل عام إلى النتائج الانتخابية لهذا اليوم باعتبارها مؤشرات قوية للمرشحين المحتملين للرئاسة، فهو يوم انتخابي يشمل قطاعات واسعة من الناخبين الأمريكيين، جغرافيًا وديموغرافيًا.

ومن بين الولايات والأقاليم الـ 16 التي ستصوت يوم الثلاثاء الكبير، حصلت ولاية مينيسوتا على أعلى معدل تصويت خلال الانتخابات العامة لعام 2020، حيث حضر أكثر من ثلاثة أرباع سكان مينيسوتا إلى صناديق الاقتراع.

واعتمادًا على عدد الولايات التي تجري الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الخامس من مارس، يمكن الفوز بثلث أو أكثر من جميع المندوبين إلى أي من المؤتمر الوطني الديمقراطي والمؤتمر الوطني الجمهوري أو كليهما من خلال الأصوات التي يتم الإدلاء بها خلال هذا اليوم.

تاريخ “الثلاثاء الكبير”

انطلق اسم “الثلاثاء الكبير” إعلاميًا في 25 مايو 1976، عندما استخدمت بعض الصحف الوطنية، بما في ذلك “نيويورك تايمز”، هذا المصطلح للإشارة إلى الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي أجريت في ست ولايات وفاز كل من جيرالد فورد ورونالد ريغان بثلاث ولايات منها في السباق الجمهوري. وأصبح شائعًا بشكل متزايد بين الصحفيين والمعلقين السياسيين.

وفي 11 مارس عام 1980، تم استخدام عبارة “الثلاثاء الكبير” على نطاق واسع للإشارة إلى الانتخابات التمهيدية التي أجريت في 7 ولايات، بعد انضمام ألاباما وفلوريدا وجورجيا. ورغم التوقعات بفوز الديمقراطي جيمي كارتر الذي اكتسح الانتخابات التمهيدية في الولايات الجنوبية، إلا أنه خسر الانتخابات الرئاسية العامة أمام الجمهوري رونالد ريغان.

بحلول عام 1984، كانت هناك حركة لترسيخ “الثلاثاء الكبير” وبدء الانتخابات التمهيدية الرئاسية في تسع ولايات: ألاباما، فلوريدا، جورجيا، هاواي، ماساتشوستس، نيفادا، أوكلاهوما، رود آيلاند، وواشنطن، في 13 مارس، والتي تنافس فيها نائب الرئيس السابق والتر مونديل والسناتور غاري هارت على المرشح الديمقراطي للرئاسة، والذي سيتحدى بعد ذلك الرئيس الحالي في ذلك الوقت الجمهوري ريغان في الانتخابات العامة.

أما في عام 1988، عُرف بـ”الثلاثاء الكبير الجنوبي”، حيث عقدت 21 ولاية جنوبية انتخابات تمهيدية أو مؤتمرات حزبية في 8 مارس.

ويُعتبر الرئيس السابق بيل كلينتون هو أول من تمكن في الفوز بـ”الثلاثاء الكبير” في ترشيح الحزب الديمقراطي في 11 مارس 1992 واتجه نحو البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات العامة.

المصادر: USA TodayBritannicaUS News

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى