أخبارأخبار العالم العربي

ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على مدينة رفح ومصر تعزز تحصيناتها على الحدود

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل أكثر من 100 شخص في الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأرقام قابلة للزيادة في ظل استمرار القصف الذي بدأ منذ فجر اليوم الاثنين.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المدينة، التي يلجأ إليها أكثر من نصف سكان غزة، تعرضت لاستهداف مكثف من قبل الطائرات الحربية والغارات الجوية. وأضاف أن هناك مدنيين محاصرين تحت الأنقاض، ولا يزال هناك تواجد كثيف للطائرات الحربية في سماء رفح.

وقال مدير مستشفى أبو يوسف النجار، إن المرافق الطبية في رفح “لا تستطيع استيعاب العدد الكبير من الإصابات جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي”.

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ “سلسلة من الغارات” على أهداف في مخيم الشابورة برفح، وأعلن أن “الغارات اختُتمت”، حسبما جاء في بيان نشره، الاثنين، وفقًا لشبكة CNN.

وكان مسجد في الشابورة من بين أهداف الغارات الإسرائيلية، بحسب بلدية رفح. فيما أعلنت مصادر فلسطينية عن استهداف مسجدين بالإضافة إلى 14 منزلاً في مناطق مختلفة من رفح، اليوم الاثنين.

تأهب مصري

وأشارت المصادر إلى أن طائرات هليكوبتر أطلقت أيضاً النار من مدفع رشاش على طول المناطق الحدودية في رفح، بالقرب من حدود غزة مع مصر.

وقال مسؤولان أمنيان لشبكة CNN إن مصر عزّزت التحصينات على طول حدودها مع غزة ونشرت المزيد من القوات والآليات في شمال سيناء “كإجراء احترازي” قبل العملية البرية الإسرائيلية المتوقعة في رفح بغزة.

وأضافوا أنه تم تعزيز نقاط التفتيش المؤدية إلى معبر رفح الحدودي على الجانب المصري بمزيد من الجنود، وتم تجهيز المناطق المحيطة بالطريق الرئيسي لنشر الدبابات والآليات العسكرية.

وشوهدت مركبات عسكرية مصرية متوقفة على طول الطريق المؤدي إلى الحدود في نوفمبر، كما شوهدت أيضًا مروحيات عسكرية مصرية تحلق على الجانب المصري في الأيام الثلاثة الماضية.

وحذّرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، أمس الأحد، من “عواقب وخيمة”، بعد تصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية حول استعدادات لشن عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

وأكدت مصر “ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التي باتت تأوي ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني”. وقالت إن استهداف المدينة “بمثابة إسهام فعلى في تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته”.

إدانات وتحذيرات دولية

وأدانت العديد من الدول العربية عدة، كما السعودية والإمارات وقطر والأردن والكويت، الخطط المُزمعة للهجوم على رفح.

وتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات المتزايدة بشأن خطط الهجوم البري في رفح. بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لا ينبغي للجيش الإسرائيلي المضي قدمًا في العملية العسكرية في رفح “بدون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ” لضمان سلامة المدنيين.

وتصاعدت اليوم الاثنين الدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف العدوان على رفح، ومنع عملية اجتياح بري توعدت بها إسرائيل وتثير قلقا بالغا في أرجاء العالم.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن 1.7 مليون فلسطيني في مدينة رفح ليس لديهم مكان يلجؤون إليه، وإنه يجب أن يستمر الضغط على إسرائيل لمنعها من مهاجمة المدينة.

وأضاف “علينا فعل شيء غير الإعراب عن قلقنا، والكثير من الناس باتوا يقولون إن تصرفات إسرائيل غير متناسبة، وإن عدد القتلى بلغ حدا لا يطاق. حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن قال ذلك بالأمس”.

وبدوره، جدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الاثنين الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وعبّر عن قلقه بشكل خاص إزاء الهجمات الإسرائيلية على رفح، حيث فرّ معظم سكان القطاع.

وقال غيبريسوس إن 15 فقط من أصل 36 مستشفى في غزة “لا تزال تعمل جزئيا أو بالحد الأدنى” من طاقتها، وإن العاملين في مجال الإغاثة يبذلون قصارى جهدهم في ظل ظروف لا يمكن تصورها.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 85% من سكان قطاع غزة نزحوا، وإن القطاع يواجه مجاعة حيث يعاني واحد من كل 5 أطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد.

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الاثنين، من أن هجوم إسرائيل البري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون كارثيا، ويجب وقفه في المنطقة المكتظة بمئات آلاف النازحين الذين لجؤوا لها للنجاة من القصف العنيف في بقية مناطق القطاع.

وقالت رئيسة المنظمة ميني نيكولاي، في سلسلة منشورات على منصة إكس، “الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثيا، ويجب ألا يستمر”، وسط تحذيرات دولية من إبادة قد تنتج عن استهداف المدينة المكتظة بالنازحين.

وحذّرت نيكولاي “مع استمرار القصف الجوي للمنطقة، يواجه الآن أكثر من مليون شخص، يعيش العديد منهم في خيام وملاجئ مؤقتة، تصعيدا كبيرا في هذه المذبحة المستمرة”.

ومنذ 129 يوما تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى اليوم الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة لأول مرة منذ تأسيسها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى