أخبار أميركاأميركا بالعربي

في لقاء تاكر كارلسون.. بوتين يستعرض تاريخ الدولة الروسية بين الحقيقة والادعاء!

ترجمة: فرح صفي الدين – أجرى المذيع السابق لدى شبكة Fox News تاكر كارلسون Tucker Carlson حوارًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي بدأ حديثه بشرح تاريخ روسيا وأوكرانيا. وتطرق فيه كذلك لأصول دولته، ونشاة أوكرانيا وتبريراته لغزوها، وانضمام روسيا للناتو مواقف الولايات المتحدة من قضايا عدة. وفي أحد ردوده استبعد بوتين قيام حرب عالمية، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتد برس“.

ورغم أن كارلسون، وهو المذيع المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب، كان يطمح إلى أن تصبح هذه المقابلة علامة فارقة في مسيرته المهنية، إلا أنه تلقى انتقادات وردود أفعال سلبية. فقد وصفتها بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنها كانت “تملقًا” للرئيس الروسي الذي كان مسيطرًا على سير اللقاء، سواء من خلال لغة جسده أو كلامته.

وكان الرئيس بوتين قد كتب مقالًا في 2021، بعنوان “الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين”، والذي أنذر بالتبرير الفكري الذي قدمه الكرملين لغزو أوكرانيا بعد أقل من عام.

بينما يؤكد بعض المؤرخون أن ادعاءات بوتين ليست إلا إساءة للتاريخ لتبرير حربه في أوكرانيا، وسنعرض لك هذه الادعاءات فيما يلي.

  1. نشأة روسيا

ادعى بوتين أن “الدولة الروسية تأسست عام 862″، وهو العام الذي تم نَدب الأمير الإسكندنافي روريك فيه ليحكم مدينة نوفغورود، عاصمة شعب روس (The Rus) الذين أصبحوا الروسين الحاليين. ثم قارن بين دولته التي يعود تاريخها للقرن التاسع وبين أوكرانيا حديثة العهد والتي تأسست أواخر القرن العشرين.

لكن سيرجي رادشينكو، المؤرخ بكلية جونز هوبكنز، أكد “كذب هذا الادعاء”، قائلًا: “يحاول بوتين بناء رواية تفيد بأن روسيا بدأت تطورها في القرن التاسع. وبالمثل فإن أوكرانيا كدولة بدأت نشأتها بالقرن التاسع، بنفس الأدلة والوثائق”.

فيما وصف رونالد سوني، الأستاذ بجامعة ميشيغان، الروس بأنهم كانوا “مجموعة من قطاع الطرق”. موضحًا أن بوتين يكرر أسطورة اختلقها قياصرة موسكو بالماضي والتي تبلورت لتبرير سيطرتهم على أوكرانيا.

  1. “مجموعة عرقية”

أعرب بوتين أنه بحلول القرن السابع عشر، عندما سيطرت بولندا على أجزاء من أوكرانيا الحالية، رأوا أن سكان تلك المناطق “لم يكونوا روسًا، بل أوكرانيين لأنهم كانوا يعيشون على الحدود”. وتابع: “فكلمة أوكراني في الأصل تعني أن الشخص يعيش على أطراف الولاية”.

لكن أنيتا برازموسكا، الأستاذة بكلية لندن للاقتصاد، أفادت بأنه بالرغم من ظهور الوعي الوطني بين الأوكرانيين في وقت متأخر مقارنة بباقي دول أوروبا الوسطى، إلا أنه كان هناك أوكرانيون خلال تلك الفترة.

في حين طرح سوني احتمال أن يكون الروس، والأوكرانيين والبيلاروسيين “جاءوا فعلًا من نفس السلالة، وبمرور الوقت، أصبحوا شعوبًا مختلفة”.

  1. “روسيا الجديدة”

يزعم بوتين أن المناطق الواقعة جنوب وشرق أوكرانيا “ليس لها أي صلة تاريخية بها”. وأن الإمبراطورة الروسية كاثرين احتلتها من الإمبراطورية العثمانية بالقرن السابع عشر، وهذا يعني أنها أراضي روسية بشكل شرعي. وأشار إليها لاحقاً باسم “نوفوروسيا” Novorossiya التي تعود للقرن الثامن عشر، أي “روسيا الجديدة”.

وهنا يشير سوني إلى أن سكان هذه الأراضي لم يكونوا روسًا ولا أوكرانيين عندما غزتها روسيا، بل كانوا عثمانيين أو تتار فروا إلى الحدود.

لكن الادعاء بأن هذه المناطق روسية يخدم مصالح بوتين، لأنها هي نفس المناطق التي تحاول روسيا انتزاعها من أوكرانيا خلال الصراع المستمر منذ عشر سنوات.

وتشمل منطقة “نوفوروسيا” شبه جزيرة القرم (Crimea) التي تم ضمها من أوكرانيا عام 2014. وتضم روسيا الجديدة المناطق المحيطة بخيرسون وماريوبول وباخموت، والتي أعلنها بوتين جزءًا من روسيا في 2022.

  1. “دولة مصطنعة”

قال بوتين إن “أوكرانيا دولة مصطنعة تشكلت بإرادة جوزيف ستالين”، زاعمًا أن القيادة السوفيتية أنشأتها عام 1920 وحصلت وقتها على أراضٍ ليست من حقها.

وأعرب رادشينكو إنه على حق إلى حد ما. فلقد رسمت القيادة السوفييتية حدود جمهورياتها “بطريقة عشوائية نوعًا ما”. وتابع: “لكن هذا لا يعني أن الأوكرانيين لم يكن لهم وجود”.

بينما نفى مزاعم بوتين بأن أوكرانيا دولة مصطنعة، موضحًا أن “أي دولة مزيفة، لأن الدول يتم إنشاؤها نتيجة لعملية تاريخية”. وتابع: “فإذا كانت أوكرانيا دولة مزيفة فإن روسيا كذلك لأنها أُنشأت نتيجة لقرارات اتخذها القياصرة الروس، مثل استعمار سيبيريا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى