أخبار أميركاأخبار العالم العربي

اتفاق أمريكي عراقي على وضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، أن بغداد وواشنطن ستطلقان محادثات من شأنها أن تؤدي إلى صياغة “جدول زمني محدد” يؤطّر مدّة وجود التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي لمستشاريه.

وعلى خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، نفّذت الفصائل المسلّحة بالعراق منذ منتصف أكتوبر، عشرات الهجمات في العراق وسوريا ضد الجنود الأمريكيين وجنود التحالف الدولي الذي شكّلته واشنطن لمحاربة تنظيم داعش.

فيما نفّذت واشنطن ضربات انتقامية في العراق ضد هذه الجماعات، فيما دفعت التوترات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي، عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية إنه “إيفاء بالتزاماتها الوطنية وتماشيا مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها، تعلن الحكومة العراقية بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين التي بدأت منذ أغسطس 2023 وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد داعش وخطره، والمتطلبات الظرفية والعملياتية وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، وذلك لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش”.

وأضافت، أن “الاتفاق يتضمن الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية تتسق مع رؤية الحكومة العراقية ونخص بالذكر اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمة لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته”.

وتابعت، أن “الجانبين أعربا عن دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها فإن الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة”.

ولفتت الخارجية، أن “الحكومة دعت إلى عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال هذه اللجنة، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة”.

وأكد البيان، أن “العراق يجدد التزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد، كما تؤكد الحكومة ترحيبها بهذا الاتفاق وتعده جزءا من وفائها بتأدية البرنامج الحكومي والتعهدات التي التزمت بها أمام الشعب”.

من جانبه أكد وزير الدفاع العراقي، ثابت محمد سعيد العباسي، اليوم الخميس، أن القوات المسلحة العراقية على أتم الاستعداد لانسحاب قوات التحالف وتولي الملف الأمني في البلاد بالكامل.

وقال العباسي في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية إن “اللجنة العسكرية العليا العراقية- الأمريكية (HMC) ستستأنف، في الأيام القليلة المقبلة، حوارها مع دول التحالف الدولي بعد إصدار الأوامر الخاصة بهذا الشأن من قبل القائد العام للقوات المسلحة”.

وأضاف، “سيتم تحديد توقيتات الانسحاب الخاصة بقوات التحالف وبناء علاقات تعاون مشتركة بين العراق والولايات المتحدة ودول التحالف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، تتوافق مع رؤية الحكومة العراقية”.

وأضاف، أن “قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد لانسحاب قوات التحالف ومسك الملف الأمني في البلاد بالكامل، خاصة بعد الخبرة التي اكتسبتها في السنوات الماضية وتعاملها مع التهديدات الأمنية والقضاء عليها”.

فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان له بدء “اجتماعات” فرق العمل “في الأيام المقبلة”، وقال إنه سيتمّ التحقق من “ثلاثة عوامل رئيسية”، مشيراً في هذا الإطار إلى “تهديد داعش والمتطلّبات العملياتية.. ومستوى قدرات القوات الأمنية العراقية”.

ووفقًا لموقع “العربية” يتواجد في العراق ما يقرب من 2500 جندي أمريكي، بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن في العام 2014.

وبعد صعوده السريع والاستيلاء على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة، أعلنت السلطات العراقية “انتصارها” على التنظيم المتطرّف في نهاية العام 2017، لكنّ الإرهابيين يواصلون مهاجمة أفراد الجيش والشرطة بشكل متقطّع، خصوصاً في المناطق الريفية والنائية خارج المدن الكبرى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى