أخبارأخبار العالم العربي

ضغوط كبيرة داخل إسرائيل لقبول صفقة تبادل جديدة بعد مقتل 3 رهائن على يد جنودها

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هناك توجه داخل حكومة نتنياهو لبحث إمكانية العودة لمفاوضات تهدف للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة للرهائن الموجودين لدى حركة حماس في غزة.

وأشارت إلى أن هذا التغير في الموقف جاء بعد ضغوط كبيرة تعرضت لها حكومة نتنياهو في الداخل بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بقتل 3 رهائن إسرائيليين في غزة بالخطأ، وهو ما أثار الشكوك مجددًا حول رغبة الحكومة في التخلص من مشكلة الرهائن بأي وسيلة وأنها غير جادة في إعادتهم أحياء.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس تقديم مقترح جديد لإطلاق سراح أسراها لدى حماس في قطاع غزة، ونقلت عن مسؤول سياسي قوله إن “المفاوضات القادمة ستكون أكثر تعقيدًا”.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة قولها إن رئيس الوزراء القطري التقى مدير الموساد دافيد برنياع مساء الجمعة في العاصمة النرويجية أوسلو، وناقشا إعادة استئناف المحادثات لضمان إطلاق سراح المحتجزين والأسرى لدى حركة حماس في غزة.

قتل الرهائن

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد ذكر أمس الجمعة أنه “خلال القتال في حي الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ 3 أسرى إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدًا، نتيجة لذلك، وقامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا”، معربا عن “الندم العميق على الحادث المأساوي”.

واوضح الجيش الإسرائيلي أنه تم قتل يوتام حاييم وألون شمريز وسامر الطلالقة، وجميعهم في العشرينيات من العمر. وكشف تحقيق للجيش أن القتلى كانوا يلوّحون بالرايات البيضاء وأن أحدهم كان يستنجد باللغة العبرية قائلا “أنقذونا”، ورغم ذلك، أطلقت القوة النار عليهم خلافًا للتعليمات.

ووقعت الحادثة في حي الشجاعية الذي يعتبره الجيش الإسرائيلي من مناطق القتال الصعبة والمعقدة، شهد قبل أيام مقتل قائد الكتيبة الـ13 في لواء غولاني وعدد من الجنود وإصابة قائد الكتيبة الـ12.

وأشارت الرواية الإسرائيلية إلى أن المختطفين الثلاثة كانوا في مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي توجد فيه قوة من جيش الاحتلال، وعندماا شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء اعتبر أنهم يشكلون تهديدا، وصاح برفاقه “إرهابيون” وبدء بإطلاق النار تجاههم.

وفقا للإعلام العبري، قتل اثنان على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى الذي خرج منه ورفاقه مرة أخرى. وتوقف إطلاق النار وبدأ الرهينة المصاب بالصراخ من داخل مخبئه “أنقذوني.. أنقذوني” باللغة العبرية.

وما إن سمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري وهو برتبة رائد الأوامر بوقف إطلاق النار، وخرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى فعاجله جندي بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.

وبعد قتل “الرهائن” كانت الشكوك تراود جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى حماس في غزة.

مظاهرات في إسرائيل

ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية فإن أربعة من الرهائن الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة شاركوا في مظاهرة حاشدة في تل أبيب طالبت الحكومة بتوضيح الخطوط العريضة للإفراج عن بقية الرهائن الموجودين في غزة.

وأشارت إلى أن وزراء في الحكومة بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وعضو مجلس الحرب، بيني غانتس، حضروا إلى المظاهرة للقاء ممثلي العائلات، الذين أخبروهم أن “إعادة الرهائن جثثاً ليست خطة، لكنه تعبير عن تجاهل الحكومة لمعاناتهم”.

وخلال المظاهرة تم عرض كلمة لرئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز، قال فيها: “يجب علينا أن نعمل لإنقاذ الأرواح. إن مدينة نيويورك تقف إلى جانبكم الليلة في تل أبيب، لتقول “لا يوم آخر، ولا ليلة أخرى، ينبغي إطلاق سراح جميع المختطفين، والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم وأسرهم دون تأخير أو شروط. وسوف نصلي من أجل إطلاق سراحهم، ومن أجل سلامتهم، ومن أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع. وباسم كل ما هو حق وعادل، أقف إلى جانب شعب إسرائيل وأدعو العالم إلى إعادة المختطفين إلى ديارهم الآن”.

وأكد متظاهرون أن “حكومة إسرائيل عليها واجب أخلاقي تجاه كل من تخلّت عنهم في 7 أكتوبر، ولا يمكنها التخلي عنهم مرة أخرى”. وأضافوا: “لم يعد هناك وقت. نسمع عن المزيد والمزيد من الأسماء والوجوه التي يتم إعلامنا بفقدانها بعد فوات الأوان.

ويعرب أهالي الرهائن في كل مناسبة عن تخوفهم من تعرض ذويهم للأذى، وزادت هذه المخاوف بعد إبلاغهم بأن هناك رهائن تم قتلهم بنيران إسرائيلية. وعلق أحد المتظاهرين على ذلك قائلًا: “وصلتنا الأخبار مقتل ثلاثة مختطفين أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم بطريق الخطأ، إنها مأساة بالفعل، لقد هربوا، ونجوا، وكان بإمكانهم الوصول إلى المنزل، ثم تم إطلاق النار عليهم من جانبنا عن طريق الخطأ. فكم من المعاناة سيتعين علينا أن نتحملها؟”.

وأضاف: “نحن هنا لنذكّر أصحاب القرار بأن القتال لن يعيد المختطفين، بل يعرضهم للخطر، ويقتلهم. لقد علمنا هذا الأسبوع فقط أن عشرة أشخاص دخلوا غزة أحياء سيعودون في نعوش. الوقت يقتل المختطفين، ظروف الأسر، التفجيرات، وهناك مرضى بلا دواء، كل لحظة يمكن أن تكون الأخيرة لهم”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى