أخبارأخبار العالم العربي

ابتسامات وتوديع الأسرى الإسرائيليين لمقاتلي حماس تُحرج حكومة نتنياهو وتكشف أكاذيبها

هي صور بألف معنى، ومشاهد من الواقع تنسف الرواية الإسرائيلية بكل ما فيها من زيف وكذب ينكشف للعالم يومًا بعد يوم في هذه الأزمة الكاشفة التي فتحت أعين العالم على الكثير من الحقائق.

الأسرى الإسرائيليون يودعون مقاتلي كتائب القسام لتابعة لحركة حماس بالابتسامات، ويلوحون لهم بإشارات الوداع أثناء تسليمهم للصليب الأحمر في مدينة غزة، مصحوبة بعبارات الشكر على حسن المعاملة.

صور وضعت حكومة نتنياهو في موقف لا تُحسد عليه، بسبب مشاعر الود التي جمعت الأسرى الإسرائيليين مع مقاتلي حماس، وهي التي كانت تأمل في أن تظهر للعالم ما كانت تدعيه منذ بداية الأزمة حول تعرض الأسرى للتعذيب والتنكيل والتجويع والإهمال، فإذا بهم يظهرون امام العالم بصحة جيدة والابتسامات تعلو وجوههم ويلوحون بأيديهم في وداع مقاتلي القسام.

وأظهر الفيديو الذي نشره الإعلام العسكري التابع لحركة حماس، حالة من الود والمعاملة الجيدة للغاية بين مقاتلي القسام والأسرى الإسرائيليين خلال تسليمهم لممثلي الصليب الأحمر، وكأن المشهد لأصدقاء يودعون بعضهم البعض، وليس وداع أسرى لمحتجزيهم.

بينما في المقابل تظهر شهادات الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية حول ما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل ومعاملة سيئة للغاية داخل السجون وأثناء عملية نقلهم لإطلاق سراحهم، فيما لاحقتهم قوات الاحتلال إلى منازلهم لمنع أي مظاهر احتفال بتحريرهم، وطرد كل من حضر من أفراد العائلة لتهنئتهم، فضلًا عن مشاهد الاعتداء على أهالي الأسرى حول سجن عوفر وإصابة العديد منهم.

مشاعر طبيعية

في الفيديو الذي نشرته كتائب القسام تظهر طفلة صغيرة بجديلة طويلة وملابس أنيقة، يغمرها الفرح ولا تكف عن الابتسام والتلويح لرجل مدجج بالسلاح، وبقدر ما تبدو سعيدة باللحظة الراهنة، تحرص على اغتنام كل الوقت المتبقي للتعبير عن الرضا والامتنان.

قد تكون مثل هذه المشاعر طبيعية جدًا إذا صدرت من طفلة نحو جندي من وطنها حررها من بين يدي مجرم أو أنقذها من موت محقق في حادث سير خطير. ولكن الغريب أن الطفلة الباسمة ليست سوى ابنة العدو الأول لهذا الرجل المدجج بالسلاح، الذي يمطره كل يوم بالقنابل ويمنع عنه الغذاء والدواء ويضرب عليه حصارًا خانقًا منذ سنوات.

وظهرت في الفيديو سيدة برفقة الفتاة الصغيرة وهما تلوحان بالوداع لمقاتلي حماس، والابتسامة تزين وجهيهما، فيما ودعهما مقاتل حماس الذي أخفى وجهه خلف قناع، لكن ظهر الود في نبرة صوته أثناء الوداع، وهو المشهد الذي يؤكد أن هؤلاء الأسرى لاقوا معاملة جيدة خلال فترة احتجازهم برفقة مقاتلي حماس.

وتضمن الفيديو العديد من المشاهد المماثلة، حيث وقف مقاتلو حماس بجانب سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، بينما رافق عدد منهم الأسرى وساعدوهم للصعود لسيارات الإسعاف، وعلت وجههم الابتسامات فيما كانوا يلوحون بأيديهم في وداع خاطفيهم.

وبدا أن الأسرى جميعهم في حالة جيدة، ولا يظهر عليهم أي علامات تعذيب أو سوء معاملة، كما يتضح من الفيديو أنهم أقاموا علاقات ودية مع مقاتلي حماس.

ويوضح الفيديو عناصر كتائب القسام وهم يربتون على الأطفال ويترفّقون بالمسنين، في فصل واضح بين صورة المقاوم الفلسطيني ذي البأس الشديد في الميدان، وصورته كإنسان يعطف على الضعيف والصغير ويحترم الشرائع والمواثيق.

وينتهي الفيديو الذي نشره الإعلام العسكري لحماس بتحرك سيارات الصليب الأحمر التي تحمل المفرج عنهم في هدوء وسلام.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإن مثل هذ التعاطف بين الأسرى والمقاتلين حدث أثناء تسليم الدفعة الأولى من الأسرى يوم الجمعة الماضي، فقد تبادل الطرفان مشاعر الود أثناء الوداع وظهر عنصر من القسام يحمل سيدة مسنة كما لو أنها جدته إلى أن أجلسها على كرسي داخل سيارة، كما ظهر آخر وهو يترفق بطفل صغير يرتدي ثيابًا زاهية.

وأمام هذا المشهد لم تستطع إسرائيل مواصلة ادعاءاتها بأن هؤلاء الأسرى تعرضوا لمعاملة قاسية لا من حيث الجانب النفسي ولا الجسدي، ولذلك اعترفت إسرائيل أنهم كلهم عادوا في وضعية صحية جيدة وفي ظروف نفسية طبيعية.

صدمة إسرائيلية

ويبدو أن الجانب الإسرائيلي ضاق ذرعًا بالصورة الإنسانية التي تم بثها من غزة وحركة حماس التي كان يتوقع منها الانتقام من الأسرى بعد عدوان إسرائيلي استمر 48 يومًا وأدى لسقوط نحو 15 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير القطاع الصحي ومختلف المرافق الحيوية وتهجير وتجويع السكان.

ولهذا فقد زعمت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حماس طلبت من الأسرى المفرج عنهم إظهار الود لعناصرهم والتلويح لهم، لتحول المناسبة إلى فيلم دعائي.

لكن حديث المفرج عنهم بعد وصولهم لإسرائيل، كشف أن مقاطع التسليم لم تكن عملا دعائيًا، وإنما كانت انعكاسا فعليا للمعاملة الحسنة التي تلقوها منذ اقتيادهم إلى غزة في 7 أكتوبر الماضي، إلى لحظة الإفراج عنهم.

ففي حديث نقلته جيروزاليم بوست، روت الإسرائيلية أدريانا أن جدتها يافا عادت من غزة “جميلة ومشرقة” وفي وضعية صحية جيدة.

وفي شهادة أخرى، قال قريب لإحدى الأسيرات “لحسن الحظ، لم يتعرضوا لأي تجارب غير سارة أثناء أسرهم، بل تمت معاملتهم بطريقة إنسانية.. خلافا لمخاوفنا، لم يواجهوا القصص المروعة التي تخيلناها.. كان يتابعون الراديو والتلفزيون، حيث سمعوا الأخبار من إسرائيل”.

وقبل أسابيع تحدثت أسيرة إسرائيلية أفرجت عنها حماس عن المعاملة الحسنة، قائلة “كانوا ودودين معنا وعالجوا رجلا كان مصابا بشكل سيئ في حادث دراجة.. كان هناك ممرض يعتني به وأعطاه الأدوية والمضادات الحيوية”.

وأضافت: “كانوا ودودين وحافظوا على نظافة المكان وتناولنا الطعام سويا. وعندما وصلنا قالوا إنهم مسلمون يؤمنون بالقرآن ولن يؤذونا. لقد كانوا كريمين للغاية وهذا يجب أن يقال”.

تعذيب الأسرى الفلسطينيين

في المقابل كشفت شهادات الأسيرات الفلسطينيات المحررات عن تعرضهن لمعاملة سيئة في السجون الإسرائيلية تصل حد الركل والضرب والحرمان من النوم والطعام والدواء.

وكذلك تحدث الأطفال الفلسطينيون الأسرى المحررون عن تعرضهم للضرب والتجويع، وتعمّد الاحتلال لإذلالهم وإهانتهم حتى في لحظات الإفراج عنهم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى