أخبارأخبار أميركا

بايدن يدعو لعدم تهجير سكان غزة وإعادتها لحكم السلطة الفلسطينية ونتنياهو يرفض

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقترح الذي طرحه الرئيس جو بايدن بإعادة حكم غزة للسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي غير مؤهلة لحكم غزة بعد انتهاء الحرب.

وعلق نتنياهو، على تصريحات بايدن الخاصة بضرورة إدارة السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وغزة بنهاية المطاف قائلًا: “أعتقد أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي غير قادرة على تحمل مسئولية في غزة بعد الحرب”.

وقال إن “الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يرفض بعد 43 يومًا إدانة عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها حماس يوم 7 أكتوبر الماضي. وزعم أن السلطة الفلسطينية الحالية تمول عناصر حماس، معقبًا: “نحن لا نستطيع أن نضع إدارة مدنية تدعم الإرهاب وتدفع له”، وفقًا لادعاءاته.

تصريحات بايدن

وكان بايدن قد عبر، في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” اليوم السبت، عن رفضه تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة، مؤكدًا على ضرورة أن يتم توحيد غزة والضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية.

وشدد بايدن خلال خطابه على وقوف الولايات المتحدة بثبات إلى جانب الشعب الإسرائيلي وهو يدافع عن نفسه ضد إرهاب حماس، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه أثناء زيارته إلى تل أبيب، نصح الإسرائيليين بعدم السماح لألمهم وغضبهم بتضليلهم ودفعهم إلى ارتكاب الأخطاء.

وأضاف: “منذ البداية، دعت إدارتي إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وتقليل الخسائر في الأرواح البريئة إلى الحد الأدنى، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين. وفي أعقاب هجوم حماس على إسرائيل، انقطعت المساعدات عن غزة، وتضاءلت احتياطيات الغذاء والمياه والأدوية بسرعة. وكجزء من سفري إلى إسرائيل، عملت بشكل وثيق مع قادة إسرائيل ومصر للتوصل إلى اتفاق لاستئناف تسليم المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان غزة. وفي غضون أيام، بدأت الشاحنات المحملة بالإمدادات في عبور الحدود مرة أخرى. واليوم، تدخل ما يقرب من 100 شاحنة مساعدات إلى غزة من مصر يوميًا، ونحن نواصل العمل على زيادة تدفق المساعدات أضعافًا مضاعفة. لقد دعوت أيضًا إلى هدنة إنسانية في الصراع للسماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال النشط وللمساعدة في ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. واتخذت إسرائيل خطوة إضافية تتمثل في إنشاء ممرين إنسانيين وتنفيذ وقف يومي للقتال لمدة أربع ساعات في شمال غزة للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالفرار إلى مناطق أكثر أمانًا في الجنوب”.

تعاطف مع غزة

وفي المقابل قال بايدن إن قلبه ينفطر إزاء صور الموت والدمار في غزة، قائلًا: “أنا أيضاً أشعر بحزن شديد إزاء الصور التي تظهر من غزة ومقتل آلاف المدنيين، بما في ذلك الأطفال”.

وأضاف: “أطفال فلسطين يبكون على والديهم المفقودين.. يقوم الآباء بكتابة اسم طفلهم على أيديهم أو أرجلهم حتى يمكن التعرف عليهم في حالة حدوث الأسوأ.. يحاول الممرضون والأطباء الفلسطينيون يائسين إنقاذ كل حياة ثمينة يمكنهم إنقاذها، بموارد قليلة أو معدومة.. إن كل حياة فلسطينية بريئة تُفقد هي مأساة تمزق العائلات والمجتمعات”.

وتابع: “لا ينبغي أن يكون هدفنا مجرد وقف الحرب لهذا اليوم، بل يجب أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل، وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه”.

حل الدولتين

وأكد بايدن أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به، ومستقبلاً خالياً من حماس، مشيرًا إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. “وعلى الرغم من أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل لم يكن أبعد من أي وقت مضى، إلا أن هذه الأزمة جعلته أكثر حتمية من أي وقت مضى”.

وقال: “إن حل الدولتين – شعبان يعيشان جنباً إلى جنب وبقدر متساوٍ من الحرية والفرص والكرامة – هو المكان الذي يجب أن يؤدي إليه الطريق إلى السلام. وسوف يتطلب تحقيق ذلك التزامات من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا. ويجب أن يبدأ هذا العمل الآن”.

وأضاف: “لتحقيق هذه الغاية، اقترحت الولايات المتحدة مبادئ أساسية لكيفية المضي قدما للخروج من هذه الأزمة، لإعطاء العالم الأساس الذي يمكن البناء عليه. وبداية، يجب ألا تُستخدم غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب. ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. وبعد انتهاء هذه الحرب، يجب أن تكون أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة”.

وجدد بايدن موقفه الرافض لوقف إطلاق النار قائلًا: “ما دامت حماس متمسكة بإيديولوجية التدمير، فإن وقف إطلاق النار ليس سلاماً. وبالنسبة لأعضاء حماس فإن كل وقف لإطلاق النار يمثل وقتاً يستغلونه لإعادة بناء مخزونهم من الصواريخ، وإعادة تمركز المقاتلين، وبدء عمليات القتل من خلال مهاجمة الأبرياء مرة أخرى. إن النتيجة التي تسمح لحماس بالسيطرة على غزة من شأنها أن تؤدي مرة أخرى إلى إدامة كراهيتها وحرمان المدنيين الفلسطينيين من الفرصة لبناء شيء أفضل لأنفسهم”.

هيكل حكم واحد

وحول رؤيته لمصير غزة بعد انتهاء الحرب قال بايدن: “بينما نسعى جاهدين من أجل السلام، ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين”.

وحول عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين قال بايدن: “لقد كنت أؤكد مع قادة إسرائيل أن أعمال العنف المتطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لابد أن تتوقف، وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف لابد وأن يخضعوا للمساءلة. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة، بما في ذلك إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية”.

وأضاف: “ويجب على المجتمع الدولي أن يخصص الموارد اللازمة لدعم سكان غزة في أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام. ومن الضروري ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية”.

وتابع: “إذا تمكنا من الاتفاق على هذه الخطوات الأولى، وأخذناها معًا، فيمكننا أن نبدأ في تصور مستقبل مختلف. وفي الأشهر المقبلة، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لإقامة شرق أوسط أكثر سلماً وتكاملاً وازدهاراً”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى