أميركا بالعربيتقاريركلنا عباد الله

زيادة غير مسبوقة في حوادث الكراهية ضد العرب والمسلمين.. 1283 شكوى خلال 4 أسابيع

كشف تقرير جديد لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) عن زيادة “غير مسبوقة” في الشكاوى التي تتعلق بممارسات الكراهية والتحيز ضد العرب والمسلمين خلال الشهر الماضي، وذلك بالتزامن مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال التقرير الذي يغطي 4 أسابيع في الفترة من 7 أكتوبر الماضي حتى 4 نوفمبر الجاري، إن المقر الرئيسي لـ “كير” وفروعه تلقى ما مجموعه 1283 شكوى وطلبًا للمساعدة تتعلق بالتحيز والكراهية.

ويمثل ذلك زيادة بنسبة 216 بالمائة عن عدد الشكاوى التي تلقاها المجلس خلال العام السابق، ففي فترة 29 يومًا في المتوسط ​​في عام 2022، تلقى (كير) 406 شكاوى فقط.

وقال التقرير إن الشكاوى الواردة جاءت من مجموعة واسعة من الأمريكيين، بما في ذلك طلاب المدارس العامة والكليات والأطباء وغيرهم من العمال والمتظاهرين والمساجد.

خروج عن السيطرة

وفي بيان له، قال مدير الأبحاث في (كير)، كوري سايلور: “لقد خرجت ممارسات الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للعرب والمسلمين عن السيطرة بشكل لم نشهده منذ ما يقرب من 10 سنوات”.

وأضاف أن “الخطاب المعادي للإسلام والعرب والفلسطينيين، والذي تم استخدامه لتبرير العنف ضد الفلسطينيين في غزة وإسكات مؤيدي حقوق الإنسان الفلسطينية هنا في أمريكا، ساهم في هذه الزيادة غير المسبوقة في ممارسات التعصب والتحيز”.

وتابع: “يواجه المسلمون الأمريكيون أكبر موجة من التحيز ضد الإسلام والتي وثقناها منذ إعلان دونالد ترامب أنه سيحظر دخول المسلمين في ديسمبر 2015. وعلى الزعماء السياسيين والشركات ووسائل الإعلام والمنظمات المدنية وغيرها ان يلعبوا دورًا في إنهاء هذه الزيادة في التعصب”.

أنواع الشكاوى

وأوضح التقرير أن المقر الرئيسي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) تلقى 248 من إجمالي 1283 شكوى لطلبات المساعدة وشكاوى التحيز في الفترة ما بين 7/10 و4/11، بينما تلقت فروع (كير) بقية الشكاوى.

وبالنسبة للشكاوى التي تلقاها المركز الرئيسي كانت انتهاكات حق الفرد في حرية التعبير من أهم أنواع الحالات المبلغ عنها وتمثل (23.39%) من إجمالي الشكاوى. وتلا ذلك التحيز في التوظيف بنسبة (20.56%)، وجرائم الكراهية (15.32%)، والتعليم والتنمر (9.2%).

العنف والإيذاء الجسدي

وبالإضافة إلى الشكاوى التي يتلقاها (كير) مباشرة، يقوم المجلس بتتبع حوادث التحيز المبلغ عنها علنًا والتي تستهدف المجتمعات الإسلامية أو الفلسطينية.

وشملت هذه الحوادث جريمة قتل واحدة على الأقل، ومحاولتي قتل، والعديد من التهديدات العنيفة، واستخدام المركبات كأسلحة لاستهداف المتظاهرين، وحوادث تنطوي على إطلاق أسلحة أو التلويح بها لتهديد مؤيدي حقوق الإنسان الفلسطيني.

وقف العنف

وقال سايلور إن الوقت قد حان لكي يدعو الرئيس بايدن إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن العنف الذي يحدث في الخارج يساهم في حدوث الاضطرابات داخل أمريكا، وهو ما يتطلب تدخله بشكل عاجل. مشيرًا إلى أنه في عام 2001 زار الرئيس بوش مسجدًا، ودعا إلى الهدوء، بعد أن أثرت موجة من التحيز ضد الإسلام على الأمريكيين من ذوي العقيدة الإسلامية.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إنه تلقى 5156 شكوى على مستوى البلاد طوال عام 2022. وكان ذلك يمثل مصدر تفاؤل حذر، لأنه يمثل أول انخفاض في الشكاوى منذ التسعينات حين بدأ المجلس في الإبلاغ عن أرقام الشكاوى التي يتلقاها.

عينة من الحوادث

وأورد التقرير عينة من الحوادث التي تم الإبلاغ عنها، ومن بينها القتل والتهديد بالقتل والاعتداء باستخدام مركبة.

– في 15 أكتوبر الماضي تعرض الطفل وديع الفيومي، البالغ من العمر 6 سنوات، والمقيم في شيكاغو، للطعن 26 مرة على يد رجل استهدف الصبي ووالدته بسبب هويتهما الإسلامية. كما أصيبت الأم بجروح.

– في ميشيغان، ألقي القبض على رجل بعد أن طلب من الآخرين “الذهاب إلى ديربورن ومطاردة الفلسطينيين”.

– في بريدجفيو، تلقى أحد السكان في ولاية إلينوي رسالة تفيد بأنه يجب على المسلمين مغادرة الضاحية أو “الموت”.

– في 9 أكتوبر ورد أن عائلة فلسطينية تلقت عدة تهديدات بالقتل في مكان عملها، بما في ذلك “سنقتلكم جميعاً أيها الفلسطينيون”.

– في 12 أكتوبر، أثناء مظاهرة لدعم الفلسطينيين المتأثرين بالنزاع، ذُكر أن رجلاً صرخ بألفاظ بذيئة بشأن الفلسطينيين، قبل أن ينحرف بسيارته ليصدم متظاهراً على دراجة هوائية في أوهايو.

– في 22 أكتوبر ورد أن رجلاً في مينيسوتا قاد سيارته وسط المتظاهرين المؤيدين لحقوق الإنسان الفلسطينية، ثم لوح بقاطعة صندوق وسكين.

كما تلقى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية تقارير متعددة عن أسلحة، وخاصة البنادق، التي تم إطلاقها أو التلويح بها ضد المسلمين أو الفلسطينيين.

– وبحسب ما ورد أطلق رجل رصاصة على منزل عائلة عربية في كولورادو.

– في 13 أكتوبر قام رجل بسحب مسدسه ووجهه نحو المتظاهرين خلال مسيرة سلمية لدعم الحقوق الفلسطينية في ولاية بنسلفانيا.

– في 13 أكتوبر أيضًا ألقي القبض على عضوة في مجلس مدينة نيويورك بعد أن كانت تحمل مسدسًا أثناء احتجاج من أجل الحقوق الفلسطينية.

استهداف طلاب الجامعات

وفي إطار الحوادث التي تستهدف طلاب الجامعات، واجه الطلاب الذين عبروا عن دعمهم للحقوق الفلسطينية عواقب وخيمة بسبب موقفهم.

فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، تجولت الشاحنات الرقمية التي تنشر المعلومات الشخصية للطلاب الذين دعوا إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية في حرم الجامعات، وبالتحديد جامعتي هارفارد وكولومبيا.

وفي مناسبة واحدة على الأقل، زارت شاحنة منزل عائلة طالب يبلغ من العمر 20 عامًا في ماساتشوستس.

كما شهد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ظهور مواقع مجهولة تستهدف الطلاب. ففي إحدى الحالات، كان هناك موقع يوثق الأسماء والمعلومات والسيرة الذاتية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي لما يقرب من 100 طالب من أجل فضحهم علنًا. وتم إزالة الموقع بسبب انتهاكه لسياسات Google.

كما تم إطلاق دعوات عبر الإنترنت تستهدف الطلاب المؤيدين للفلسطينيين من قبل قادة الشركات الكبرى والمنظمات الأخرى.

وفي هذا الإطار دعا بيل أكمان، الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينج سكوير كابيتال مانجمنت، إلى إدراج الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في القائمة السوداء لحرمانهم من الفرص الوظيفية المستقبلية. وقد دعمه في ذلك العديد من الرؤساء التنفيذيين الآخرين، بما يمثل تهديدًا علنيًا للحياة المهنية للطلاب الذين عبروا عن قلقهم بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين. وقد حاول قادة الشركات الأخرى الضغط على الجامعات لإسكات هؤلاء الطلاب.

وفي هذا الإطار أيضًا أصدرت رابطة مكافحة التشهير بيانًا دعت فيه 650 كلية وجامعة إلى استهداف المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.

وانتقد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي هذه الخطوة قائلاً إن “الاتهامات ضد التعاطف الطلابي مع فلسطين تم توجيهها دون دليل، مؤكدًا أن نشاطهم في الحرم الجامعي محمي دستوريًا بموجب التعديل الأول للدستور”.

طلاب المدارس

كما طالت هذه الحوادث طلاب المدارس من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر. ففي 12 و13 أكتوبر، دخل رجل بسيارته إلى موقف سيارات المدرسة، وصرخ يهدد الآباء بالقتل في نيوجيرسي. وفي نيوجيرسي أيضًا، بعد أن أدلى الطلاب بتصريحات مؤيدة للفلسطينيين، “قام أولياء الأمور بعد ذلك بتوزيع صور الطلاب في المنتديات عبر الإنترنت، وبدأوا أيضًا في مضايقة الطلاب المسلمين في المدرسة”.

وأشار الآباء الذين يمثلون ما يقدر بنحو 500 عائلة لها علاقات بقطاع غزة إلى أن منشورات مدير مدارس لوس أنجلوس، ألبرتو كارفاليو، الداعمة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي جعلت أطفالهم أهدافًا للتنمر.

الاستهداف في مكان العمل

كما امتدت محاولات إسكات الأصوات الإسلامية والفلسطينية إلى أماكن العمل. فقد ظهرت مواقع على الإنترنت لترهيب الموظفين الذين يعبرون عن دعمهم للإغاثة الإنسانية في غزة.

ونشر أحد المواقع أكثر من 17 ألف منشور يتعلق بموظفي الشركات الكبرى، مثل أمازون وماستركارد.

وفي واشنطن العاصمة، ذُكر أن موظفاً في الجامعة الأمريكية من أصل فلسطيني عثر على رسالة في مكتبه تقول: “عد من حيث أتيت. ربما يحالفك الحظ بصاروخ، وتلتقي بربك عاجلاً! الموت لكل الفلسطينيين!”

وخضعت امرأة مسلمة للرقابة في عملها بسبب منشوراتها الداعمة لتحرير فلسطين، بينما نشرت صاحبة العمل خطابًا مناهضًا للفلسطينيين تقول: “أنتم تستحقون كل ما يحدث لكم أنتم أيتها الحيوانات المريضة”.

استهداف الصحفيين

كما تعرض العديد من الصحفيين للطرد أو التهديد من قبل شبكات إعلامية مختلفة بسبب دعمهم للحقوق الفلسطينية. حيث تم طرد المراسل الرياضي، جاكسون فرانك، من قبل PhillyVoice بعد أن أعرب عن تضامنه مع شعب فلسطين.

وتعرضت سميرة نصر، رئيسة تحرير مجلة هاربرز بازار، لرد فعل عنيف وتهديدات لحياتها المهنية بعد أن نشرت مقالاً ضد قطع إسرائيل سبل الوصول إلى المياه والكهرباء في غزة.

وتم الاستغناء عن رئيس تحرير eLife، مايكل آيسن، بعد إعادة نشر رسم كاريكاتوري داعم للفلسطينيين من موقع The Onion، وهو موقع إلكتروني ساخر.

وقد أصدرت كل من قناة الجزيرة ونيوزويك قوائم بأسماء الصحفيين الذين واجهوا عواقب دعمهم للفلسطينيين.

تحريض المسؤولين

من ناحية أخرى قام مسؤولون عموميون بنشر صور نمطية معادية للعرب وللإسلام وتجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم.

حيث نشر الرئيس بايدن صورة نمطية شائعة معادية للعرب ومعادية للإسلام عندما ردد في البداية مزاعم إسرائيل بقيام مسلحي حماس بقتل وذبح وحرق الأطفال واغتصاب النساء، وهي مزاعم لم تثبت صحتها.

كما أكد أنه لا يثق في أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، رغم أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الذي يتتبع الوفيات في الصراع، أكد أن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية موثوقة”.

وفي نفس الإطار شبه النائب بريان ماست (جمهوري عن فلوريدا) الفلسطينيين بالنازيين، وقال: “هناك عدد قليل جدًا من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى