رشيدة طليب تناشد الجالية العربية في أمريكا دعمها أمام الهجوم الذي يستهدفها
بقلم: راي حنانيا – ترجمة: مروة مقبول – بعد تعرضها لانتقادات شديدة واستهدافها من قِبل شخصيات مؤيدة لإسرائيل، بسبب دعوتها إلى إنهاء جرائم الحرب التي ترتكبها ضد أهداف مدنية في قطاع غزة، احتشد الأمريكيون في مختلف أنحاء البلاد لدعم النائبة رشيدة طليب (ميشيغان).
وبحسب ما أفادت به صحيفة The Arab Daily News، طالما كانت طليب، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة التي تخدم في الكونغرس وتم انتخابها لأول مرة في عام 2019، نصيرة لحقوق الإنسان ليس فقط للفلسطينيين ولكن أيضًا المسيحيين والمسلمين واليهود. وخدمت سابقًا في المجلس التشريعي لولاية ميشيغان من عام 2009 إلى عام 2014.
وتعتبر النائبة الديمقراطية واحدة من عدد محدود جدًا من أعضاء الكونغرس الذين طالبوا بوقف قتل المدنيين في غزة، تعاطفًا مع أكثر من 10 آلاف مدني قُتلوا في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في عمليات القصف التي دمرت أيضًا آلاف المنازل والمباني المدنية.
بينما أعلن الأعضاء المؤيدون لإسرائيل عن رفضهم لذلك، بزعم أن حماس لازالت تشكل خطرًا على الإسرائيليين واليهود. وقد ذكرت تقارير أنهم قد تلقوا مئات الملايين من الدولارات من لجان العمل السياسي المرتبطة بمجموعة الضغط الإسرائيلية AIPAC وقاموا بالتصويت لتمرير قرار لإدانة طليب بعد أن دعت إلى معاملة الفلسطينيين على قدم المساواة في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحثت على وقف إطلاق النار لمنع إسرائيل من الاستمرار في قتل الآلاف من النساء والأطفال في هجماتهم العسكرية العشوائية ضد حماس في قطاع غزة.
دعّم القرار جميع الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب باستثناء أربعة، ولتتم الموافقة عليه وتمريره في المجلس بعد أن انضم 22 ديمقراطيًا لتأييده.
وكشف هذا الإجراء أن الديمقراطيين يعتبرون أكثر تطرفاً في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط والفلسطينيين من الجمهوريين الذين كانوا تاريخياً مناهضين للعرب والمسلمين، ويروجون لكراهية الإسلام.
رفضت طليب الاستسلام للهجمات الشخصية والتهديدات والانتقادات ليس فقط من الجمهوريين اليمينيين المتطرفين ولكن أيضًا من الديمقراطيين الذين قاموا بحجب التقارير التي تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والعنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
تعرضت طليب لانتقادات لاستخدامها عبارة “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”، وهي عبارة تعني بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين والأشخاص الذين يدعمون حقوق الإنسان أنه يجب معاملة المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين على قدم المساواة مع اليهود في إسرائيل. وفلسطين. في الواقع، يتعرض المسيحيون والمسلمون للتمييز في إسرائيل حتى باعتبارهم “مواطنين”، ويتعرضون للاضطهاد والمعاملة الوحشية والقتل على يد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين المسلحين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن أكثر من 200 فلسطيني قُتلوا على يد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين منذ بداية عام 2023، واستشهد أكثر من 400 فلسطيني في عام 2022. وتمت مصادرة آلاف المنازل الفلسطينية وتسليمها للمستوطنين اليهود الإسرائيليين العنصريين. وأن هناك أكثر من 3000 فلسطيني محتجزون كرهائن في السجون الإسرائيلية محرومين من الحق في الدفاع القضائي أو الحقوق ويتعرضون للتعذيب.
مناشدة للدعم
أصدرت طليب بيانًا حثت فيه الجالية العربية في جميع أنحاء البلاد على الوقوف بجانبها والتبرع لحملتها الانتخابية لتظل صوتهم داخل الكونغرس، أمام التبرعات الهائلة لدعم الحملة الانتخابية لأعضاء الكونغرس المناهضين للعرب والمسلمين والعنصريين.
وقالت في بيانها: “هناك أكثر من 300 ألف أمريكي قد احتشدوا في واشنطن العاصمة خلال عطلة نهاية الأسبوع للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء التمويل الأمريكي للجيش الإسرائيلي.”
وأضافت أنه قد انضم إليهم الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد والعالم، الذين يشعرون بالألم من أن الحكومة الإسرائيلية قتلت أكثر من 10 آلاف فلسطيني في غزة – بما في ذلك أكثر من 4000 طفل – بعد شهر من القصف المتواصل.
ومؤخرًا، اقترح مسئول إسرائيلي إلقاء قنبلة نووية على غزة، وقال إن أي شخص يلوح بالعلم الفلسطيني “لا ينبغي له أن يستمر في العيش على وجه الأرض”. كما قام الجنود الإسرائيليون بتصوير أنفسهم وهم يسيئون معاملة الفلسطينيين ويعذبونهم في الضفة الغربية، حيث فر سكان قرى بأكملها بعد الترهيب المسلح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وفي الولايات المتحدة، يُحرض العديد من أعضاء الكونغرس على إراقة المزيد من الدماء . لقد قال البعض أنه لا يوجد فلسطينيون أبرياء. وفي الأسبوع الماضي، صوتت أغلبية النواب على إرسال 14.3 مليار دولار إلى الجيش الإسرائيلي دون شروط لحماية المدنيين. ويريد الرئيس بايدن إرسال مليارات إضافية من أموال دافعي الضرائب إلى الجيش الإسرائيلي سرًا، دون إخطار الكونغرس أو الحصول على موافقته.
وأكدت أن كل يوم يمر دون وقف إطلاق النار يتسبب في قتل المزيد من المدنيين الأبرياء الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، وأغلبهم من الأطفال.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الناخبين الأمريكيين من مختلف الأطياف السياسية يؤيدون وقف إطلاق النار لإنقاذ أرواح لا حصر لها، ولكن لا تصل أصواتهم إلى الكونغرس. في وقت يتسم بالقمع الشديد وتجريم الأشخاص الذين يتحدثون عن الاعتراف بإنسانية الفلسطينيين.
وأشارت إلى تقديم 10 أعضاء جمهوريين في مجلس النواب مشروع قانون من شأنه أن يمنع الفلسطينيين من دخول الولايات المتحدة وطرد الفلسطينيين الذين ليسوا مقيمين دائمين في الولايات المتحدة.
وأوضحت أنه في خضم كل هذا، يرغب العديد من السياسيين التركيز على استخدامها لمصطلح “الإبادة الجماعية” فحسب!
وقالت طليب إن منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام Jewish Voice for Peace Action كانت من أوائل الحلفاء الذين دافعوا عنها.