أخبارأخبار العالم العربي

وزير إسرائيلي يدعو لقصف غزة بقنبلة نووية.. والقطاع يتلقى 1000 طن من المتفجرات يوميًا

ردود فعل عربية ودولية غاضبة أثارتها دعوة وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية، عميحاي إلياهو، بإلقاء قنبلة نووية على غزة، وتأكيده أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه.

وردًا على سؤال عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب إلياهو “هذا أحد الاحتمالات وهو حل ممكن”، وفقا لموقع “الجزيرة نت“.

وقال “أطمح أن نعود إلى إقامة المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، ونذهب إلى هناك بكل فخر”. وعن المواطنين الفلسطينيين يقول الوزير “فليذهبوا إلى أيرلندا أو الصحاري”.

ولم يعبأ الوزير الإسرائيلي في دعوته لوجود أكثر من 240 رهينة من إسرائيل في غزة، قائلًا إن للحرب ثمن بالنسبة لمن وصفهم بـ “المختطفين” الإسرائيليين لدى حماس. وأضاف: “ماذا يعني مختطفون؟ في الحرب يُدفع الثمن، لماذا حياة المختطفين أغلى من حياة الجنود؟!”.

استنكار إسرائيلي

وأثارت تصريحات الوزير الإسرائيلي ردود فعل غاضبة عليه خارج إسرائيل وداخلها، حيث قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن “كلام الوزير إلياهو منفصل عن الواقع”، زاعمًا أن “إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقًا لأعلى معايير القانون الدولي لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين”.

كما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن نتنياهو أوقف الوزير إلياهو عن المشاركة في اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.

من جانبه طالب زعيم المعارضة، يائير لبيد، بإقالة إلياهو من الحكومة، ووصف ما قاله بأنه “تصريح صادم ومجنون لوزير غير مسؤول، وأضر بعائلات المخطوفين، وأضر بالمجتمع الإسرائيلي، وأضر بمكانتنا الدولية”، وأكد لبيد أن “وجود المتطرفين في الحكومة يعرضنا للخطر”.

فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن تصريحات الوزير إلياهو عديمة المسؤولية، ومن الجيد أنه ليس من المكلفين بأمن إسرائيل.

كما لاقت تصريحات إلياهو ردود فعل غاضبة من جانب عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين أكدوا عبر بيان لهم أنه “تصريح صادم” ويتعارض مع مبادئ الأخلاق والضمير، وطالبوا نتنياهو باتخاذ إجراءات فورية ضد أي وزير يرغب في إيذاء المختطفين والمفقودين”، مشيرين إلى أن الوزير الذي يدعو إلى قتل جميع المختطفين والمفقودين يجب أن يدفع الثمن.

كما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن أهالي المفقودين بشأن كلام الوزير إلياهو إن تصريحاته صادمة. وينتمي إلياهو إلى حزب “قوة يهودية”، الذي يتزعمه وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.

وبعد ردود الفعل على تصريحاته، رد إلياهو قائلا: “من الواضح أن الحديث عن القنبلة النووية هو كلام مجازي، لكننا نحتاج بالتأكيد إلى رد فعل قوي على الإرهاب، يوضح للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يستحق العناء”. وأضاف أن إسرائيل ملزمة ببذل كل ما في وسعها لإعادة المختطفين سالمين معافين، على حد قوله.

غضب عربي

من جانبها، قالت حركة حماس إن تصريحات الوزير الإسرائيلي عن إمكانية إلقاء قنبلة نووية على غزة تعكس إرهاب حكومة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

فيما أدانت السعودية بأشد العبارات التصريحات المتطرفة الصادرة عن وزير في حكومة إسرائيل بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر، والتي تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن عدم إقالة الوزير من الحكومة فورًا والاكتفاء بتجميد عضويته تعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية لدى الحكومة الإسرائيلية”.

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، واصفة إياها بـ “العنصرية”. واعتبرت هذه التصريحات “دعوة للإبادة الجماعية”.

وأدانت دولة قطر بشدة تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، وعدتها تحريضا خطيرًا على جريمة حرب واستهتارا بالقيم الإنسانية والأخلاقية والقوانين الدولية.

من جانبه دعا عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إلى قيام الجامعة العربية بتسجيل تصريح الوزير الإسرائيلي الذى هدد بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، وإبلاغه حرفيا ورسميا إلى أمين عام الأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن تمهيدا لاتخاذ الاجراءات اللازمة ازاء هذا التطور الخطير لدى الاجهزة المختصة بمنع الانتشار النووي ونزع السلاح، وفي مواجهة احتمالات تفجر نووي تقدم عليه حكومة إسرائيل المتطرفة .

أطنان من المتفجرات

يأتي ذلك في الوقت الذي رصدت فيه تقارير إلقاء إسرائيل قنابل فسفورية على قطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إن الاحتلال ارتكب 1031 مجزرة منذ بداية العدوان على القطاع، مؤكدا أن إسرائيل كثفت في اليومين الماضيين استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليًا.

وأشار إلى أن عدد ضحايا العدوان بلغ أكثر من 37 ألفا بين قتيل وجريح ومفقود تحت الأنقاض، لم تستطع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم.

وأوضح أن أرقام ضحايا العدوان التي تم إحصاؤها حتى الآن تعني أن شهيدًا فلسطينيا يسقط كل 4 دقائق بقصف إسرائيل المتواصل على القطاع، كما يعني أن 6 أطفال و4 نساء يستشهدون كل ساعة بغزة.

بينما تشير التقارير إلى أن طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي تلقي حوالي 1000 طن من المتفجرات يومياً على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي

ووفق وزارة الداخلية بغزة، فقد ألقت القوات الإسرائيلية أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة، بمعدل ألف طن من المتفجرات يوميا تم إلقاؤها على قطاع غزة منذ بداية العدوان.

تجدر الإشارة إلى أن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.

ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترا، وفقا للمرصد الأورومتوسطي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى