كلنا شهداء مع فارق التوقيت.. صحفي يخلع درعه الواقي على الهواء احتجاجًا على استهداف إسرائيل للصحفيين
في مشهد مؤثر تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قام الصحفي الفلسطيني، سلمان البشير، مراسل قناة فلسطين، بخلع خوذته الواقية وسترته المضادة للرصاص التي تحمل شعار الصحافة، وذلك على الهواء مباشرة، إثر استشهاد زميله في نفس القناة، الصحفي محمد أبو حطب وزوجته وابنه وعدد من أفراد عائلته جراء قصف الاحتلال منزلهم في خانيونس.
وقال الصحفي سلمان البشير في رسالة لزميلته في الأستوديو على الهواء: “لا نستطيع أن نتحمل، لقد أُنهكنا، إننا هنا ضحايا وشهداء مع فارق التوقيت فقط، نحن نمضي واحدًا تلو الآخر، ولا أحد ينظر إلينا ولا إلى الحجم الكارثة التي نحن فيها ولا إلى الجريمة التي تُرتكب بحقنا في غزة”.
وأضاف وهو يبكي: بينما بكت المذيعة في الأستوديو هي الأخرى تأثرًا بما يقوله: “لا حماية لنا على الإطلاق، لا حماية دولية، ولا حصانة لأي شيء”.
وأشار البشير للزي الصحفي المضاد للرصاص الذي يحميه والذي تبرز عليه كلمة صحافة التي تحميه بموجب القوانين الدولية التي تنظم عمل الصحفيين وسط الحرب: “لا تحمينا هذه الدروع التي نرتديها، ولا تحمينا هذه القبعات”، وتابع وهو يخلع ما يرتديه: “إنها مجرد شعارات نرتديها فقط، لكنها لا تحمي أي صحفي على الإطلاق، لا حماية لنا تحت هذه الدروع والقبعات، إنها فقط مجرد شعارات”.
واستطر قائلًا: “نحن هنا ضحايا، نموت على الهواء مباشرة.. نفقد الأرواح، واحدا تلو الآخر، بلا أي ثمن، نمضي شهداء فقط مع فارق التوقيت.. نحن ننتظر الدور الواحد تلو الآخر.. زميلنا محمد أبو حطب كان هنا منذ نصف ساعة فقط، وغادرنا هو وزوجته وابنه وأخيه وعدد كبير من أفراد عائلته، هم بين الضحايا هنا داخل هذه المستشفى”.
ووفقًا للفيديو المتداول، لم تتمالك مذيعة الاستديو نفسها، أمام تأثر وكلام المراسل سلمان البشير، حيث تابعت مداخلته في المباشر وهي تبكي بحرقة.
مراسل تلفزيون فلسطين الزميل سلمان البشير يلقي درع الصحافة ارضاً على الهوا مباشرة بعد استشهاد الزميل محمد ابو حطب بعد دقائق من آخر رسالة على الهواء مباشرة#غزة_تُباد #غزه_مقبرة_الغزاة #غزة_تحت_القصف #Gaza_Genocide #GazaGenoside #Gaza pic.twitter.com/iauRrKR5Pf
— Hazem Alzumaili (@hazemalzumaili) November 2, 2023
وكان الصحفي الفلسطيني، محمد أبو حطب، مراسل تلفزيون فلسطين، و11 من أفراد عائلته، قد استشهدوا أمس الخميس، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان أبو حطب على رأس عمله، ويقدم رسائل يومية من أمام مستشفى ناصر الطبي في خان يونس عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقدم آخر رسالة على الهواء من أمام المستشفى قبل نصف ساعة فقط من استشهاده، فبعد 30 دقيقة من ظهوره على الهواء قُتل في الغارة الإسرائيلية مع أفراد عائلته.
