أخبارأخبار العالم العربي

تركي الفيصل يدين حماس وإسرائيل ويدعو الغرب لمراجعة جرائمها في فلسطين طوال 75 عامًا

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مقطع فيديو للأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير السعودية الأسبق لدى أمريكا، والذي علق فيه على الحرب الإسرائيلية على غزة، والمستمرة منذ أكثر من أسبوعين، والأحداث التي شهدتها المنطقة منذ هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.

مقاومة الاحتلال

وتضمن الفيديو المتداول كلمة ألقاها الفيصل في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس في مدينة هيوستن، أكد خلالها أن إسرائيل وحركة حماس تستحقان الإدانة بسبب أعمالهما ضد المدنيين، مشدداً في الوقت ذاته على أن للفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الفيصل، خلال كلمته إنه “يحق لجميع الشعوب المحتلة عسكرياً أن تقاوم الاحتلال، حتى باستخدام الوسائل العسكرية، لكني لا أؤيد الخيار العسكري في فلسطين، بل أفضل الخيار الآخر العصيان المدني، فهو الذي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند والإمبراطورية السوفياتية في أوروبا الشرقية”.

وأشار إلى أن عدم تفضيله الخيار العسكري في المقاومة يعود إلى أن “إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري ساحق، ونحن نرى بأعيننا، الدمار والحرمان الذي تجلبه لشعب غزة”.

إدانة حماس

وأدان الفيصل هجوم حركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر الجاري قائلًا: “إنني أدين بشكل قاطع قيام حركة حماس باستهداف المدنيين، من أي عمر أو جنس، بحسب الاتهامات الموجهة لها”، مشيرًا إلى أن “مثل تلك الأفعال تكذب حماس بهويتها الإسلامية، لأن الإسلام يوصي بحرمة قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، كما يحظر تدنيس أماكن العبادة”.

وأضاف: “كما أدين حماس لمنحها أرضية أخلاقية أعلى لحكومة إسرائيلية، منبوذة عالمياً، وحتى من قبل نصف الجمهور الإسرائيلي أيضاً، باعتبارها حكومة فاشية وخبيثة ومكروهة”.

وتابع “إنني أدين حماس، لأنها أعطت تلك الحكومة الفظيعة الذريعة للقيام بتطهير غزة عرقياً من سكانها وتدميرهم بشكل كامل، كما أدينها لمواصلة تقويض السلطة الفلسطينية كما تفعل إسرائيل، وأدينها أيضًا لتخريبها محاولة السعودية التوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.

إدانة إسرائيل

وفي المقابل دان الفيصل إسرائيل وجرائمها الحالية والسابقة بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنه يدين بالمثل “القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة، ومحاولة طردهم بالقوة إلى سيناء”.

وأضاف: “إنني أدين عمليات القتل الإسرائيلية المتعمدة والاعتقال العشوائي للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين في الضفة الغربية، لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ”.

وأشار إلى أنه يسمع عبارات تتكرر في وسائل الإعلام الأمريكية مثل “هجوم غير مبرر”، متسائلاً “هل من دافع لجعله مبرراً أكثر مما فعلته إسرائيل بالشعب الفلسطيني، على مدى 75 عامًا؟”

ولفت إلى مقال منشور في صحيفة “ميدل إيست مونيتور” في 17 فبراير2014، تحت عنوان “محاربون إسرائيليون قدامى يقرون بدورهم في مجزرة الفلسطينيين عام 1948″، مضيفاً: “اقرأوه وابكوا كما فعلت أنا، ففي هذا العام فقط من مايو إلى يوليو قتل نحو 450 فلسطينياً من بينهم 67 طفلاً… سفك الدماء هذا يجب أن يتوقف”.

وأدان الفيصل “إغلاق إسرائيل للأراضي الفلسطينية، والمستعمرين الإسرائيليين لاقتحامهم أماكن العبادة في المسجد الأقصى في القدس”. كما أدان إسرائيل “لتدميرها منازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون، ولاحتجازها النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال، من دون اللجوء إلى الإجراءات القانونية اللازمة”.

إدانة سياسة الغرب

وأعرب الفيصل كذلك عن إدانته “لعمليات القتل والاغتيال الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين”، و”للساسة الغربيين لذرفهم الدموع عندما يقتل إسرائيليون على يد فلسطينيين، لكنهم يرفضون حتى التعبير عن حزنهم عندما يقتل الإسرائيليون الفلسطينيين”، مؤكداً “لا أبطال في هذه الصراعات، بل ضحايا فقط”.

وشدد الفيصل على أن “مبادرة السلام العربية هي البديل الوحيد العملي لحمام الدم، وينبغي لإسرائيل التمسك بها بكل ما تستطيع من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية”.

وأضاف: “على غرار الكارثة الأمريكية في فيتنام، تلقت إسرائيل هجوم تيت الخاص بها من الفيتناميين الشماليين، الذي قاد حينها إلى عدم ترشح ليندون جونسون مرة أخرى، واستقالة وليام ويستمورلاند”. وتساءل: “هل سيستقيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أم لا؟ علينا أن ننتظر ونرى”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى