قتلى ومفقودون أمريكيون في إسرائيل وإجراءات لتأمين دور العبادة اليهودية والإسلامية في أمريكا
رغم التطمينات بشأن عدم وجود تهديدات حقيقية في الداخل الأمريكي على خلفية أحداث العنف المندلعة حاليًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن العديد من المدن والولايات الامريكية أعلنت عن تشديد الإجراءات لتأمين الجالية اليهودية ودور العبادة اليهودية والإسلامية في أمريكا تحسبًا لوقوع أي اعتداءات محتملة.
ووفقًا لشبكة CNN فقد قال مسؤول في إنفاذ القانون إن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي أصدرا نشرات “مخاوف تتعلق بالسلامة العامة” أمس السبت إلى سلطات إنفاذ القانون على المستوى الفيدرالي والمحلي، وقالا إنهما يراقبان أي تأثير لأحداث الشرق الأوسط أو تهديد على الداخل الأمريكي.
وقالت الوكالات إنه لا توجد حتى الآن “معلومات استخباراتية محددة تشير إلى وجود تهديد للولايات المتحدة”، لكن هذه الإجراءات تأتي من باب اليقظة والاستعداد لأي تهديدات محتملة.
وقال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، أمس السبت، إنه لا توجد تهديدات محددة أو موثوقة ضد الجالية اليهودية في المدينة، التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود في العالم خارج إسرائيل.
وأضاف: “لقد وجهت إدارة شرطة نيويورك لنشر موارد إضافية للمجتمعات اليهودية ودور العبادة في جميع أنحاء المدينة لضمان حصول مجتمعاتنا على الموارد التي تحتاجها للتأكد من شعور الجميع بالأمان”.
وفي الوقت نفسه، قالت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، إنها تعمل مع القائم بأعمال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك والسفارة الأمريكية في القدس للمساعدة في عودة سكان نيويورك الموجودين حاليًا في إسرائيل.
وأضافت، أنها كإجراء احترازي “وجهت شرطة ولاية نيويورك للعمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية لضمان أن تكون أماكن الجالية اليهودية آمنة”.
كما أعلن المدعي العام في نيوجيرسي، ماثيو بلاتكين، أيضًا أن سلطات إنفاذ القانون ستزيد الدوريات في جميع أنحاء الولاية ودعا السكان إلى توخي المزيد من اليقظة.
وقال إنه “على الرغم من عدم وجود تهديد حقيقي للسلامة، فإن سلطات إنفاذ القانون ستزيد الدوريات في المناطق الحساسة – وخاصة دور العبادة لكل من الديانتين اليهودية والإسلامية – وستتخذ خطوات أخرى من منطلق الحذر الشديد”.
وفي هيوستن، تكساس، أعلن عمدة المدينة، سيلفستر تورنر، عن تعزيز الإجراءات الأمنية في المعابد اليهودية و”الأماكن المحتملة الأخرى”.
وفي العاصمة واشنطن، سيكون للشرطة تواجدًا متزايدًا بالقرب من أماكن العبادة في واشنطن العاصمة، حسبما قال المتحدث باسمها شون هيكمان، مضيفًا “لا توجد حاليًا تهديدات موثوقة في المنطقة”.
وعلى الساحل الغربي، أعلنت إدارة شرطة لوس أنجلوس أنها ستقوم بدوريات إضافية في المجتمعات اليهودية والمسلمة.
وقالت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، في بيان: “تضم منطقة لوس أنجلوس ثاني أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، وتنتظر العديد من العائلات بفارغ الصبر التطورات عندما تتكشف”.
قتلى أمريكيون
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة تتحقق من أنباء عن سقوط قتلى ومفقودين أمريكيين في الهجوم المباغت الذي شنه مسلحون فلسطينيون داخل إسرائيل، أمس السبت.
وقال بلينكن في مقابلة مع شبكة CNN إن هناك “تقارير عن مقتل عدة أمريكيين في الهجوم ضد إسرائيل، ونعمل على التحقق منها”. وأضاف أن هناك تقارير أيضًا عن أمريكيين مفقودين، مؤكدًا أن السلطات تعمل على التحقق من صحة تلك التقارير.
وفي نفس الإطار قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إن مواطنين أمريكيين بين الذين تم أسرهم من قبل حركة حماس، لكنه لم يقدم تفاصيل عنهم، ولا عن الأمريكيين الذين ربما قتلوا في الأحداث، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
وأضاف: “لسوء الحظ لدينا الكثير من المواطنين مزدوجي الجنسية في إسرائيل. أظن أن هناك العديد منهم قتلوا أو تم أسرهم، لكننا ما زلنا نحاول فرز كل هذه المعلومات بعد هذا الهجوم المفاجئ المروع، وسنقوم بنشر هذه المعلومات بعد التأكد منها لطمأنة أحباء هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا أو الذين تم أسرهم، وسنقوم بذلك في أسرع وقت ممكن”.
وأدى الهجوم المفاجئ واسع النطاق الذي شنه مسلحون من غزة على إسرائيل أمس السبت إلى مقتل مئات الإسرائيليين، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التعهد بالانتقام وإطلاق وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية الانتقامية.
ومن غير الواضح كيف سيكون رد إسرائيل الكامل. وألمح متحدث عسكري إسرائيلي إلى أن إسرائيل قد تحاول السيطرة الكاملة على غزة للمرة الأولى منذ عام 2005، ويجري حاليًا إخلاء أكثر من 20 مجتمعًا بالقرب من قطاع غزة.
