أخبار أميركاقصص نجاح

أطول النساء خدمة في تاريخ الكونغرس.. وفاة السيناتور ديان فاينشتاين عن عمر 90 عامًا

توفيت السيناتور الديمقراطية المخضرمة، ديان فاينشتاين، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز الـ 90 عامًا، وذلك بعد مدة خدمة تجاوزت الـ 30 عامًا في مجلس الشيوخ.

وشغلت فاينشتيان منصب سيناتور عن ولاية كاليفورنيا بين عامي 1992 و2023، وحصلت على لقب السيدة الأطول خدمة في تاريخ نساء الكونغرس.

خسارة كبيرة

وقال جيمس سولز، كبير موظفي فاينشتاين، في بيان: “توفيت السيناتور فاينشتاين الليلة الماضية في منزلها في واشنطن العاصمة. وفاتها خسارة كبيرة للكثيرين، بدءًا من أولئك الذين أحبوها واهتموا بها، ووصولًا إلى شعب كاليفورنيا التي كرست حياتها لخدمته”.

وأكد البيان أن “السيناتور فاينشتاين لم تتراجع أبدًا عن القتال من أجل كل ما تراه عادلًا وصوابًا. وفي الوقت نفسه، كانت دائمًا على استعداد للعمل مع أي شخص، حتى أولئك الذين لا تتوافق معهم، إذا كان ذلك يعني تحسين حياة سكان كاليفورنيا أو تحسين مستقبل أمتنا”.

وأضاف: “هناك عدد قليل من النساء اللواتي يمكن تسميتهن سيناتور ورئيس مجلس إدارة وعمدة وزوجة وأم وجدة. وقد كانت السيناتور فاينشتاين تمثل كل ذلك وتمثل قوة الطبيعة التي أحدثت تأثيرًا لا يصدق على بلدنا وولايتنا”.

واختتم البيان قائلًا: “لقد تركت إرثا استثنائيًا لا يمكن إنكاره. هناك الكثير ليقال عنها، من كانت، وماذا فعلت، ولكن الآن، نحن في حالة من الحزن على رحيلها”.

وعلق السيناتور توم تيليس الذي عمل مع فاينشتاين في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ على وفاتها قائلا إنها “كانت رائدة، عاشت حياة مذهلة مكرسة للخدمة العامة. لقد كانت واحدة من أكثر المشرعين فعالية في التاريخ الحديثة بسبب استعدادها للعمل مع الجميع بحسن نية من أجل حل المشكلات المعقدة. لقد كان شرفا لي أن أخدم معها”.

معاناة صحية

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن ديان فاينشتاين عانت من تدهور في صحتها ومشكلات في الذاكرة، جعلت من الصعب عليها العمل وحدها.

وخلال السنوات القليلة الماضية تدهورت صحتها بشكل واضح، وكثيرا ما بدت مرتبكة عند الإجابة على الأسئلة أو التحدث علنًا.

ووسط مخاوف بشأن صحتها، تنحت فاينشتاين عن منصبها كأكبر ديمقراطية في اللجنة القضائية بعد انتخابات 2020. وأصبحت حالتها أكثر خطوة في الأشهر الأخيرة بعد مضاعفات صحية تعرضت لها، وبدأت تستخدم كرسي متحرك في التحرك بمجلس الشيوخ.

وذكرت الصحيفة أن التراجع الطويل والمعلن للحالة الصحية لفاينشتاين سلط الضوء على السن المتقدمة لأعضاء الكونغرس، خاصة في مجلس الشيوخ، حيث يستمر العديد منهم في الخدمة لفترة طويلة بعد سن التقاعد.

وأثارت حالة فاينشتاين الصحية دعوات لها بالاستقالة، لكنها رفضت هذه الدعوات بشكل دائم. لكنها أعلنت في فبراير الماضي أنها لن تترشح لولاية سادسة في العام المقبل، وبعد أسابيع من هذا الإعلان، تغيبت عن مجلس الشيوخ لأكثر من شهرين بسبب المرض.

وفي عام 2023، قالت فاينشتاين إنها لن تعمل كرئيسة مؤقتة لمجلس الشيوخ، بصفتها أكبر عضو في حزب الأغلبية، ويقوم الرئيس المؤقت بافتتاح مجلس الشيوخ كل يوم ويتولى واجبات احتفالية أخرى.

وبوفاتها أنهت فاينشتاين مسيرة سياسية تاريخية، وطويلة، حطمت فيها الكثير من الأرقام القياسية، منذ بدأت هذا المسار في الكونغرس عام 1992، والذي توجته بحمل لقب السيناتورة الأمريكية الأطول خدمة في التاريخ.

ووفقًا لشبكة CNN فإن وفاة فينشتاين ستمنح حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، جافين نيوسوم، سلطة تعيين مشرع بديل لها ليكمل بقية مدتها، مما سيبقي الأغلبية الديمقراطية في المجلس كما هي حتى أوائل يناير من عام 2025.

مسيرة رائدة

وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد ولدت فاينشتاين في 22 يونيو 1933، وكان والدها، ليون غولدمان، جراحًا بارزًا وأستاذا في كلية الطب في سان فرانسيسكو.

وتخرجت من جامعة ستانفورد عام 1955 بدرجة البكالوريوس في التاريخ، وتزوجت في سن مبكرة وكانت أما عزباء مطلقة لابنتها كاثرين في عام 1960.

كان زوج فاينشتاين الثاني، بيرت فاينشتاين، أكبر منها بـ 19 عامًا، واحتفظت باسمه حتى بعد وفاته بمرض السرطان في عام 1978.

وفي عام 1980، تزوجت من المصرفي الاستثماري ريتشارد بلوم، وبفضل ثروته، كانت من أغنى أعضاء مجلس الشيوخ، وتوفي في فبراير 2022.

وبدأت فاينشتاين حياتها السياسية عندما تم انتخابها لعضوية مجلس المشرفين في سان فرانسيسكو في عام 1969 وأصبحت في حينها أول رئيسة له عام 1978.

وفي العام ذاته قُتل عمدة المدينة، جورج موسكون، بالرصاص، ليتم تعيينها خلفًا له، وكانت بذلك أيضًا أول امرأة تشغل المنصب.

وقادت المدينة خلال واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخها. وحتى منتقدوها نسبوا الفضل لها في تأثيرها على عودة الهدوء للمدينة، وفازت بإعادة انتخابها بمفردها لفترتين مدة كل منهما أربع سنوات.

ومع نجاحها واعترافها المتزايد على مستوى الولاية، ظهرت على الساحة السياسية الوطنية. وفي عام 1990 فازت بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، مما جعلها أول مرشحة لهذا المنصب عن حزب كبير في تاريخ الولاية.

وعلى الرغم من أنها خسرت الانتخابات العامة بفارق ضئيل أمام الجمهوري بيت ويلسون، إلا أن المسرح كان مهيئًا لانتخابها بعد عامين لشغل مقعد مجلس الشيوخ الذي أخلاه ويلسون للترشح لمنصب الحاكم.

وبالفعل تم انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ في عام 1992، لتصبح وقتها أول امرأة تمثل ولاية كاليفورنيا في المجلس.

وفي مجلس الشيوخ، كانت واحدة من أول عضوتين في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وأول امرأة تترأس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، وأول امرأة تشغل منصب كبير الديمقراطيين في اللجنة القضائية.

وتنتمي فاينشتاين للجناح الوسطي في الحزب الديموقراطي، وعُرف عنها مناصرتها للقضايا الليبرالية، بما في ذلك شؤون حماية البيئة وحقوق الإنجاب والسيطرة على الأسلحة، ولكنها كانت معروفة أيضا بأنها مشرعة براغماتية تواصلت مع الجمهوريين وبحثت عن أرضية مشتركة.

وساعدها ميلها إلى الشراكة بين الحزبين على تحقيق انتصارات تشريعية مهمة خلال حياتها المهنية، من أبرزها موافقة مجلس الشيوخ على اقتراحها بتعديل قانون حظر تصنيع وبيع أنواع معينة من الأسلحة الهجومية، كجزء من مشروع قانون الجريمة الذي وقع عليه الرئيس السابق بيل كلينتون عام 1994.

وسبق لها أن لعبت دوراً حاسماً في محاولة التوسط من أجل إنهاء التوتر في العلاقة بين زملائها أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، باراك أوباما وهيلاري كلينتون، في نهاية حملتهما التمهيدية الطويلة والمؤلمة عام 2008.

وكان آخر تصويت شاركت فيه السيناتور فاينشتاين في مجلس الشيوخ صباح أمس الخميس، بشأن تصويت إجرائي للتمويل الحكومي قصير الأجل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى