أخبار العالم العربيتقارير

بعد تصريحات محمد بن سلمان.. هل اقترب موعد تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل؟

تقرير: علي البلهاسي

“في كل يوم نقترب من التطبيع مع إسرائيل”.. جملة أطلقها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال حواره الذي أجراه مؤخرًا مع شبكة fox news وضعت حدًا للشكوك حول إمكانية التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وأكدت أن هذا الاتفاق آتٍ لا محالة، ورغم أن توقيته غير معلوم حاليًا، إلا أنه أصبح قريبًا، وربما قريب جدًا.

هذا الاتفاق المرتقب، الذي تنظر إليه أمريكا وإسرائيل باعتباره إنجاز تاريخي، كان قد أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات حوله، خاصة مع طول فترة المفاوضات، والعقبات والخلافات التي حالت دون ظهوره للنور حتى الآن.

ورغم التصريحات التي تطلقها الأطراف الثلاثة المشاركة في المفاوضات (أمريكا وإسرائيل ومؤخرًا السعودية) بشأن إحراز تقدم ملموس في المفاوضات، إلا أن هذه المفاوضات واجهت في الحقيقة مخاضًا صعبًا.

وبدأت المفاوضات منذ وقت طويل، مع بداية جهود إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي نجحت في تحقيق اختراق مهم في هذا الملف، وعقدت اتفاقات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية.

وبدأ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال اتفاقية كامب ديفيد مع مصر في سبعينات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1979، ثم اتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994.

ثم جاءت اتفاقات أبراهام التي تطبع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين عام 2020، وبعدها بوقت قصير من نفس العام تم توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسودان، ثم اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمغرب.

علاوة على ذلك، أقام العديد من الدول العربية علاقات شبه رسمية مع إسرائيل بما في ذلك سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، لكنها لم ترق إلى مستوى توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات.

تطبيع غير مجاني

ومنذ عام 2020 تعثرت جهود التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، والتي تتم بوساطة أمريكية، خاصة بعد رفض السعودية منح إسرائيل تطبيعًا مجانيًا مثلما فعلت الدول الأربع التي سبقتها إلى ذلك قبل 3 أعوام.

ورغم أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلته مع قناة fox news إن المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل تحرز تقدمًا، وأن احتمالات التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين “تقترب كل يوم”، إلا أنه أعاد التأكيد على أن هذا التطبيع لن يكون مجانيًا، وسيكون مرهونًا بشروط، لعل أهمها إحراز تقدم ملموس بشأن القضية الفلسطينية، التي وصفها بن سلمان بأنها تظل قضية “مهمة للغاية” يجب الاهتمام بها وحلها.

وقال بن سلمان خلال المقابلة: “بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية، وهي جزء من العملية، ونحن بحاجة إلى حل هذا الجزء، وكانت هناك مفاوضات جيدة بشأنه حتى الآن، وعلينا أن نرى إلى أين سنذهب، فنحن نأمل أن تصل تلك المفاوضات إلى حل يسهل حياة الفلسطينيين، ويجعل إسرائيل لاعبًا في الشرق الأوسط”.

وردًا على سؤال حول إمكانية العمل مع شخص محافظ مثل نتنياهو، قال بن سلمان: “إذا حققنا انفراجة، وتوصلنا إلى اتفاق يوفر للفلسطينيين احتياجاتهم ويجعل المنطقة هادئة، فعلينا أن نعمل مع أي شخص هناك”.

ويؤكد السعوديون أن أي اتفاق لتطبيع علاقتها مع إسرائيل سيتطلب إحراز تقدم كبير نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو أمر يصعب إقناع حكومة نتنياهو الحالية به، خاصة وأنها تعتبر الحكومة الأكثر تديناً وقومية في تاريخ إسرائيل.

كما تتطلع السعودية إلى إبرام اتفاقية دفاع مع أمريكا، والحصول على مساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، وهو ما أكد عليه ولي العهد السعودي، مشيرًا إلى أن السعودية ستضطر إلى امتلاك سلاح نووي في حال امتلكته إيران.

دعم أمريكي للمفاوضات

وتدعم الولايات المتحدة والبيت الأبيض بقوة التحركات نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وكان هذا الأمر محور لقاء جمع مؤخرًا بين الرئيس جون بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ووفقًا لتقارير إعلامية فإن الإمكانيات الهائلة للصفقة المحتملة دفعت بايدن ونتنياهو للاجتماع رغم الخلافات الكبيرة بينهما، حيث يعد هذا اللقاء الأول منذ عودة نتنياهو إلى السلطة عام 2022.

ونقلت الوكالة عن نتنياهو قوله إن تحقيق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية سيمهد لإنهاء الصراع، وتحقيق المصالحة بين العالم الإسلامي وما سماها “الدولة اليهودية”، وتسهيل إنشاء ممر اقتصادي لربط آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا بأوروبا.

لكن المساعي التي تقودها الولايات المتحدة تصطدم بالشروط السعودية التي تشمل ضمانات أمنية أمريكية ومساعدات نووية مدنية تسعى إليها الرياض، فضلا عن تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.

وقال مسؤول بإدارة بايدن إنه من المفهوم أن بعض التنازلات للفلسطينيين يجب أن تكون جزءًا من أي اتفاق، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة هذه التنازلات.

ووفقًا لشبكة NBC news فقد أثار بايدن خلال اللقاء مع نتنياهو مخاوف بشأن معاملة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة للفلسطينيين، وحث نتنياهو على اتخاذ خطوات لتحسين الظروف في الضفة الغربية في وقت يتصاعد فيه العنف في الأراضي المحتلة.

من جانبه قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: “من الواضح أننا نشجع التطبيع. نعتقد أن هذا أمر جيد، ليس فقط لإسرائيل والسعودية، بل نعتقد أنه جيد للمنطقة بأكملها”.

متى يتم الاتفاق؟

حتى الآن لا يوجد إعلان رسمي بشأن موعد محدد لتوقيع الاتفاق المحتمل بين السعودية وإسرائيل، لكن الأطراف الثلاثة بم فيها أمريكا بدأت تستخدم مصطلح “قريبًا” كلما تحدثوا عن الموعد المحتمل للاتفاق.

وبعد لقائه مع بايدن في نيويورك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أصبح في متناول اليد، وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض.

بينما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق إطاري للتطبيع بين السعودية وإسرائيل بحلول أوائل العام المقبل.

يأتي ذلك بعد أن أشارت الدول الثلاث إلى تقدم في المفاوضات المعقدة. وحول تعثر المفاوضات قال كوهين: “يمكن سد الفجوات، سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن هناك تقدمًا”.

ووفقًا لوكالة “رويترز” لم يوضح وزير الخارجية الإسرائيلي طبيعة التقدم الذي تم إحرازه، وما الذي تم بشأن النقاط الخلافية التي تتعلق بسعي الرياض لبرنامج نووي مدني، وهو المطلب الذي يمثل اختبارًا للسياسة الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك الدعوات السعودية والأمريكية للفلسطينيين لتحقيق مكاسب بموجب أي اتفاق، وهو مطلب غير مستساغ بالنسبة لحكومة نتنياهو اليمينية المتشددة.

لكن كوهين لم يخف تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق قريبًا، قائلًا: “أعتقد أن هناك بالتأكيد احتمال أن يتم الأمر في الربع الأول من عام 2024، وبعد أربعة أو خمسة أشهر، سنكون قادرين على الوصول إلى مرحلة يتم فيها الانتهاء من تفاصيل الاتفاق”.

وتشير “رويترز” إلى أن مثل هذا الجدول الزمني سيمكّن إدارة بايدن من اجتياز فترة مراجعة في الكونغرس للحصول على التصديق على الاتفاق الذي ستكون أمريكا طرفًا فيه، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي ستُجرى في نوفمبر 2024.

تقدم ملموس ونقاط شائكة

رغم الخلاف حول تحديد موعد للتوصل إلى اتفاق، إلا أن هناك شبه إجماع على أن هناك تقدم ملموس حدث، وفي هذا الإطار قال مصدران دبلوماسيان لشبكة NBC news إن المحادثات المعقدة بين الجانبين بوساطة أمريكية تشهد زخماً واضحًا، حيث أعرب المسؤولون من جميع الأطراف عن تفاؤل متزايد في الأيام الأخيرة بأنهم قد يجتمعون قريباً للإعلان عن التوصل لاتفاق.

لكن لا تزال هناك أسئلة كبيرة فيما يتعلق بما سيحصل عليه الفلسطينيون نتيجة هذا الاتفاق المرتقب، في ظل تعنت حكومة نتنياهو المتطرفة التي ترفض تقديم تنازلات للفلسطينيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعطيل الاتفاق.

وفي حديثه مع شبكة fox news، تعهد بن سلمان بالعمل مع “كل من هو موجود” في الحكومة الإسرائيلية طالما أن الصفقة تضمن تلبية “احتياجات” الفلسطينيين.

كما أن هناك تساؤلات أخرى بشأن التوصل لاتفاق رسمي للدفاع المشترك بين أمريكا والسعودية، وهو ترتيب يتزامن مع مساعي أمريكا لمنح ضمانات أمنية لحلفاء رئيسيين آخرين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تعقيد السياسة الداخلية لأي صفقة.

ويستبعد المراقبون أن يتم التوصل إلى صفقة في هذا الشأن قبل أوائل العام المقبل، وسيكون من الصعب تأجيلها لأكثر من ذلك لأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجعل من الصعب الحصول على 67 صوتًا في مجلس الشيوخ، وهو العدد المطلوب للتصديق على معاهدة الدفاع المشترك مع السعودية، وهوما سيحتاجه أيضًا الاتفاق الآخر بشأن مساعدة السعودية في بناء برنامج نووي، وهو أمر تتحفظ على إسرائيل أيضًا.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت لأول مرة عن المناقشات الجارية بشأن اتفاقية الدفاع المشترك التي تسعى إليها السعودية.

ووفقا لمسؤول أمريكي كبير، تريد إسرائيل أيضًا إبرام معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة لتتناسب مع أي معاهدة سعودية جديدة، لكن الولايات المتحدة لم توافق على ذلك. ويعتقد مسؤولو الإدارة أن ذلك قد يزيد من صعوبة الحصول على اتفاق معقد بالفعل من خلال مجلس الشيوخ.

وأظهر استطلاع حديث أجراه معهد كوينسي أن أكثر من نصف الأمريكيين سيعارضون اتفاقًا بين أمريكا والسعودية ينص على إلزام واشنطن بتوفير جنود أمريكيين للدفاع عن السعوديين في حالة نشوب حرب.

مكاسب أمريكية وإسرائيلية

يتفق المحللون على أن صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل إذا تم التوصل إليها سيكون من شأنها أن تحوّل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وتحقق انتصاراً سياسياً كبيراً لنتنياهو وبايدن.

فمن المؤكد أن الاعتراف الرسمي بإسرائيل من قبل القوة الأكثر نفوذاً في العالمين العربي والإسلامي من شأنه أن يمثل تحولاً جذرياً في المنطقة بعد أكثر من نصف قرن من الصراع والعداء.

كما يمكن أن يمثل أيضًا انقلابًا دبلوماسيًا لإدارة بايدن، حيث يجمع بين حليفين مقربين لها في إطار سعيها لدرء محاولة الصين منافسة واشنطن كوسيط قوة عالمي، خاصة وأن الصين نجحت مؤخرًا في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران من خلال وساطتها بين الطرفين.

كما أن من شأن هذا الاتفاق أن يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بشكل كبير من خلال الجمع رسميًا بين شريكين رئيسيين للولايات المتحدة (السعودية وإسرائيل) في مواجهة إيران، مما سيدعم السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن

ولا شك أن التطبيع الإسرائيلي السعودي سيمثل انتصارًا كبيرًا ومهمًا لبايدن لذي يسعى إلى إعادة انتخابه في أواخر عام 2024.

ومن المحتمل أن يتجاوز بايدن بهذه الصفقة الانتصار الذي حققه الرئيس السابق ومنافسه المحتمل دونالد ترامب، الذي ساعد في صياغة اتفاقيات أبراهام التاريخية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين.

ووفقًا لشبكة NBC news فقد كانت العلاقات بين إسرائيل والسعودية قد شهدت تحسنًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالعداء المتبادل مع منافسهما الإقليمي المشترك، إيران.

ورغم أن السعودية وافقت على اتفاق توسطت فيه الصين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في وقت سابق من هذا العام، إلا أن أمريكا ترى في إقامة علاقات سعودية رسمية مع إسرائيل وسيلة لمكافحة العدوان الإيراني ومواجهة جهود الصين لتوسيع نفوذها في المنطقة.

كما ستوطد أمريكا من خلال هذه الصفقة علاقاتها مع السعودية والتي تعتبر من اهم منتجي النفط في العالم وتتمتع بنفوذ قوي في منظمة أوبك، ويمكنها أن تساعد أمريكا في مواجهة الأزمات المتعلقة بالطاقة وأسعار النفط والتي يكون لها تأثير كبير على حياة الأمريكيين.

عوائق داخلية

لكن المشكلة انه حتى لو تمكن بايدن من إقناع السعودية وإسرائيل بالاتفاق، فقد يجد معارضين له في الداخل، حيث أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ بالفعل عن مخاوفهم بشأن الصفقة مع السعودية، بالنظر إلى الغضب المستمر بشأن دورها المزعوم في هجمات 11 سبتمبر 2001، والمزاعم الأخرى المتعلقة بسجلها في مجال حقوق الإنسان.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كريس كونز، لشبكة NBC news إن عددًا من أعضاء اللجنة يناقشون الاتفاقية المحتملة، والتي قال إنها في مراحلها الأولى من التفاوض.

وقال إنه يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل وتعميق للعلاقات الأمنية والاقتصادية بين إسرائيل والسعودية وبقية العالم العربي.

وأضاف أنه يجب أن تكون هناك مشاركة نشطة من جانب إسرائيل فيما يتعلق بضمان أن تكون التكنولوجيا النووية التي تتم مشاركتها مع السعوديين، وأن تكون الترتيبات الأمنية مع السعوديين، مقبولة أيضًا للإسرائيليين.

كما أكد أن يجب أن يكون هناك بند كبير للفلسطينيين، وتأمين موقعهم في الضفة الغربية، بما يجعل حل الدولتين إمكانية مستدامة في المستقبل، في إشارة إلى الصيغة الأمريكية للسلام في المنطقة.

مكاسب السعودية من التطبيع؟

وسط كل هذه التطورات يتساءل الكثيرون عن المكاسب التي ستحققها السعودية من وراء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بل وذهب البعض للتساؤل بشأن ما إذا كانت المشاركة السعودية في المفاوضات قد جاءت بضغط أمريكي، أم أنها جاءت انطلاقاً من رغبة سعودية حقيقة في السلام مع إسرائيل.

في هذا الإطار قال محللون سعوديون لموقع “بي بي سي” إن المشاركة السعودية هي “استجابة لطلب أمريكي بهذا الخصوص وأيضاً رغبة سعودية حقيقية لتصفير المشاكل في المنطقة بدءاً من المشكلة الفلسطينية التي طال أمدها وآن الأوان لحلها”.

وأضافوا أن السعودية ستستفيد من التطبيع مع إسرائيل لأن “لديها مشروع حضاري عظيم ولديها الرؤية 2030 والتي تحتاج إلى استقرار وأمن وإلى تعاون جميع دول المنطقة، وهناك أيضاً مشروع الممر الاقتصادي الذي تشترك فيه مع الهند والإمارات والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية مروراً بإسرائيل”.

بالإضافة إلى ذلك تسعى السعودية لتحقيق شروطها التي تتمثل في تسليحها وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع أمريكا ومساعدتها في تخصيب اليورانيوم وإنشاء برنامج نووي سلمي يضمن تحقيق التوازن مع البرنامج النووي لمنافستها الإقليمية إيران.

وهناك شروط أخرى تتعلق بالجانب الفلسطيني وترتبط بدور تريد السعودية ممارسته كبلد تمثل جزءاً وركيزة أساسية في العالمين العربي الإسلامي، خاصة وأنها تريد التأكيد على أنها لن تتخلى عن الضمانات أو الحدود الدنيا لحل القضية الفلسطينية وفقًا لمبادرة العربية للسلام التي سبق وأن طرحتها السعودية نفسها.

هل ستتحقق المكاسب؟

لكن مراقبين يرون أن السعودية قد لا تستطيع تحقيق كل المكاسب التي تسعى إليها، مشيرين إلى أن هناك خلافات داخل إسرائيل بين المستويين العسكري والسياسي حول قضية تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، فالمستوى العسكري يعارض هذه الفكرة والمستوى السياسي برئاسة نتنياهو يفكر في هذا الموضوع بشكل ايجابي.

كما أن موضوع تزويد السعودية بأسلحة أمريكية متطورة هو موضع خلاف أيضاً بين الأطراف المتفاوضة، حيث تطالب إسرائيل بأن تقوم الولايات المتحدة بتزويدها بأسلحة متطورة لكي تحافظ على تفوقها النوعي.

وبالمثل فإن الدعوات السعودية والأمريكية بتحقيق مكاسب للفلسطينيين في ظل أي اتفاق تعتبر غير مستساغة بالنسبة لحكومة نتنياهو اليمينية المتشددة.

ولا يعتقد كثير من المراقبين أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات للجانب الفلسطيني في ظل تشكيلة الحكومة الحالية، كالموافقة على بنود المبادرة العربية للسلام بما تتضمنه من الانسحاب إلى حدود 67. ولكنهم قالوا إن إسرائيل يمكن أن تقدم تنازلات اقتصادية، ويمكن أن توافق على نقل المناطق الفلسطينية المصنفة “ج” والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى مناطق “أ” الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى