أخبارأخبار العالم العربي

تفاصيل أول غارات إسرائيلية على اليمن.. ومعلومات جديدة حول الهجوم على تل أبيب

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له اليوم السبت أن طائرات تابعة له قصفت أهدافا عسكرية للنظام الحوثي في ​​منطقة ميناء الحديدة في اليمن، ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة.

ووفقًا لشبكة CNN فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت نفطية في ميناء الحديدة غرب اليمن، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، إن الضربات الإسرائيلية أصابت خزانات نفط ومحطة كهرباء. وأضاف أن “العدوان الإسرائيلي الوحشي على اليمن باستهداف المنشآت المدنية وخزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة يهدف إلى زيادة معاناة الشعب اليمني”، منتقدًا الضغوط التي تمارس على اليمن لوقف دعمه لغزة.

وجاءت الضربات الإسرائيلية على الحديدة بعد يوم من العملية النوعية التي نفذها الحوثيون بطائرة مسيرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية وسقطت في قلب تل أبيب وأسفرت عن مقتل رجل وإصابة 10 آخرين على الأقل.

وقال الحوثيون إن الهجوم كان ردا على حرب إسرائيل في غزة، حيث قال المتحدث باسمهم إن العملية تم تنفيذها بواسطة طائرة بدون طيار جديدة قادرة على “تجاوز أنظمة اعتراض العدو”.

ورغم أن الحوثيين شنوا العديد من الضربات التي استهدفت إسرائيل وسفن الشحن التابعة لها في البحر الأحمر، فهذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل اليمن.

وفي أوقات سابقة، شنت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن ردًا على الهجمات على الشحن.

تفاصيل الضربة الإسرائيلية

وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح اليوم أعضاء المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية، إلى اجتماع استثنائي بمقر وزارة الدفاع.

واستمرت الجلسة نحو 4 ساعات وفي نهايتها وافق مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) على شن هجوم على اليمن، وتحديدا على ميناء الحديدة غربي اليمن.

 وفي حين أن الوزراء مجتمعون، انطلقت المقاتلات الحربية الإسرائيلية في اتجاه الحديدة لتوجيه أول ضربة إسرائيلية معلنة للأراضي اليمنية.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد انطلقت المقاتلات الإسرائيلية من صحراء النقب حيث توجد العديد من القواعد الجوية، وفق معلومات إسرائيلية. لكن بعض المواقع الإلكترونية أثارت احتمال أن تكون المقاتلات انطلقت من دولة أخرى.

أفادت التقارير بأن 20 مقاتلة من طراز إف-15، شاركت في الغارات الإسرائيلية على الحديدة. ويشار إلى أن إف-15 طائرة قتالية أميركية، متعددة المهام تعمل في جميع الأحوال الجوية، تصنف طائرةَ تفوق جوي، وهي اعتراضيه هجومية.

وقطعت المقاتلات الإسرائيلية مسافة نحو 1900 كيلومتر قبل الوصول إلى الحديدة اليمنية المطلة على البحر الأحمر. وقبل الوصول للحديدة، عبرت المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي الإقليمي لمصر والسودان والسعودية، وفق ما يوضحه مسارها على البحر الأحمر.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية قصفا عنيفا على مرافق حيوية في مدينة الحديدة وهي: خزانات النفط في ميناء الحديدة. ويبدون أن القصف طال العديد من مستودعات النفط نظرا لاشتعال نيران كبيرة جدا في الميناء.

وطال القصف أيضا مكاتب في الميناء تتبع لشركة النفط اليمنية. ويمثل ميناء الحديدة أهمية كبيرة لليمن، فهو الميناء الرئيسي الذي تدخل منه التجارة والمساعدات للبلاد.

كذلك، قصفت المقاتلات الإسرائيلية المحطة الرئيسية لتوليد وتوزيع الكهرباء في مدينة الحديدة. ويعني التركيز على قطاع النفط والمحروقات، رغبة إسرائيل في شل المرافق الحيوية في البلاد.

وقد تبنت إسرائيل قصف ميناء الحديدة وقالت إنها قصفت أيضا مواقع عسكرية لجماعة الحوثي، لكن الجماعة شددت على أن الغارات استهدفت فقط المرافق المدنية.

وألحقت الغارات الإسرائيلية خسائر كبيرة بقطاع الطاقة في الحديد وبالميناء الرئيسي للبلاد. وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين إن القصف الإسرائيلي على الحديدة أسفر عن إصابة أكثر من 80 شخصا. وأكدت أن فرق الإنقاذ تعمل للوصول إلى القتلى من العمال في المنشآت النفطية.

رد ومعركة طويلة

من جانبها قالت جماعة الحوثي إنها لن تتردد في مهاجمة “أهداف حيوية” في إسرائيل ردًا على الغارات الإسرائيلية على مدينة الحديدة. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع في مؤتمر صحفي، إنهم يعدون العدة لمعركة طويلة مع إسرائيل، محذرا إسرائيل من أن تل أبيب لم تعد آمنة.

فيما قال المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي إن “هذا العدوان لن يمر دون رد ملموس على العدو”. وأكد المجلس تضامن الحوثيين مع الشعب الفلسطيني، وقال إنه ستكون هناك “ضربات أكثر تأثيرًا على العدو”.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، إنه طلب من المجلس الوزاري المصغر دعم قرار مهاجمة ميناء الحديدة الذي يستخدم لنقل السلاح، وقال إن الميناء الذي هاجمناه يستخدم لأهداف عسكرية وهو منطقة هامة لإدخال أسلحة فتاكة من إيران للحوثيين، بحسب وصفه.

وأضاف نتنياهو أن قصف ميناء الحديدة يهدف إلى توجيه رسالة إلى “أعدائنا بألا تخطئوا معنا”، مؤكدا أن “كل من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا جدا” على حد تعبيره.

وقال إن هذه العملية في اليمن “رسالة لكل أعدائنا أينما كانوا”، مشيرا إلى أن الحوثيين جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني مثل حركة حماس وحزب الله.

وأشار نتنياهو إلى أن “كل من يريد رؤية شرق أوسط مستقر عليه أن يعمل ضد المحور الإيراني ويدعم وقوف إسرائيل ضده في كل مكان”، وقال “لا يوجد مكان لا تستطيع يد إسرائيل الوصول إليه”.

هجوم المسيرة

وكان تقرير للقناة 12 الإسرائيلية قد استعرض معلومات استخبارية جديدة عن الهجوم بطائرة مسيرة التي انطلقت من اليمن وانفجرت فجر أمس الجمعة في تل أبيب.

وسردت القناة في تقريرها المرفق بخريطة توضيحية تفاصيل عن مسار الطائرة المسيرة التي سلكت طريقا جديدا حيث انطلقت من اليمن، وعبرت إريتريا ومن ثم السودان وليبيا وانحرفت شرقا عبر البحر الأبيض المتوسط شمالي مصر، ​​ومن هناك إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن المسيرة حملت رأسا حربيا صغيرا للغاية، بحيث يمكنها حمل كثير من الوقود لزيادة مدى الطيران.

وقالت المعلومات إن الجيش الأميركي رصد 5 طائرات مسيرة انطلقت من اليمن، وتمكن من اعتراض 4 منها فقط، وهو ما أعلنه بالفعل بالتزامن مع الهجوم.

وأشارت القناة إلى أنه تم إبلاغ إسرائيل أن الطائرة المسيرة الخامسة في الطريق إليها وجرى تعقبها باستخدام أنظمة الرصد، وذكرت أن القوات الجوية الإسرائيلية قاست وقت طيران الطائرة المسيرة وعندما انقضى قدروا أنها ضلّت طريقها وسقطت.

ولاحقا، رُصدت الطائرة في أنظمة التتبع وجرت متابعتها لمدة 6 دقائق من غرفة قيادة القوات الجوية، وفي الوقت نفسه رُصدت طائرة مسيرة أخرى تحلق من العراق وتم تحويل الانتباه إليها واعتراضها.

وذكر تقرير القناة الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي صنف الطائرة الحوثية المسيرة على أنها هدف غير خطير، ولم تُطلَق صفارات الإنذار، وهو ما اعترفت به إسرائيل في تحقيقها الأولي وخلصت إلى أن الحديث يدور عن خطأ بشري.

ونوهت القناة إلى أن الحوثيين قاموا “بتحديث الطائرة من دون طيار” مع رأس حربي صغير، وكانت تحمل من 5 إلى 7 كيلوغرامات من المتفجرات وليس 18 كما جرت العادة في مسيرات الحوثيين.

وهذه المرة الأولى التي تقرّ فيها إسرائيل بتعرض تل أبيب لضربة جوية بمسيّرة قادمة من اليمن منذ بدء الحوثيين عملياتهم ضد أهداف داخل إسرائيل وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

7 أكتوبر جديد

وكشفت تقارير صحيفة – نقلا عن مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي– أن هجوم المسيّرة اليمنية “يافا” على تل أبيب يُعد بمثابة سابع من أكتوبر جديد لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وحسب ما أوردته صحيفة “كالكاليست” نقلا عن المصدر ذاته، فإن نجاح الحوثيين بإطلاق مسيّرة مفخخة تقطع مسافة أكثر من 2000 كلم وتصل حتى وسط البلاد يعدّ فشلا مدويا لأنظمة الدفاع الجوي، وينذر بانتهاء عصر “السماء الصافية”، في إشارة إلى طبقات أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي إسرائيل.

وأضاف المصدر العسكري الذي وصفته الصحيفة “بالكبير” أن هذا التطور يضع حدا للتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي من خلال عجز وسائل الإنذار المبكر عن اكتشاف المسيّرة، كما أن هناك فجوة في المعلومات الاستخباراتية للتنبيه من الهجمات مسبقا.

كذلك أورد المصدر أن الهجوم يكشف أيضا عن فجوة في التنسيق مع القوات الأميركية في البحر الأحمر، التي كان يُفترض أن تُبلغ إسرائيل في حال رصد أي جسم مشبوه.

وقد فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا لمعرفة سبب عدم اعتراض المسيّرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه تل أبيب، وقال مسؤول عسكري إن “الموضوع قيد التحقيق العميق”.

وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن الطائرة المسيرة “يافا” قطعت نحو ألفي كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى