إرشادات (CDC) بشأن أقنعة N95 تثير غضب العاملين في مجال الرعاية الصحية
عبّر العاملون في مجال الرعاية الصحية عن شعورهم بالقلق من أن المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) قد تقلل الحماية ضد فيروس كورونا وغيره من مسببات الأمراض المحمولة جواً في المستشفيات.
وكانت اللجنة الاستشارية لـ (CDC) قد قامت هذا العام بتحديث معاييرها التي وضعتها عام 2007 لمكافحة العدوى في المستشفيات.
وأعرب العديد من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والعلماء عن غضبهم بعد أن أصدرت اللجنة مسودة مقترحاتها في يونيو، وفقًا لشبكة NBC news
وأثارت المسودة الكثير من الجدل بعد أن خلصت إلى أن أقنعة الوجه N95 تعادل أقنعة الوجه الجراحية الأكثر مرونة في أماكن معينة، وأن الأطباء والممرضات يحتاجون إلى ارتداء أقنعة جراحية فقط عند علاج المرضى المصابين بالفيروسات “الشائعة والمتوطنة”، مثل تلك التي تسبب الأنفلونزا الموسمية.
وكان من المقرر أن تصوت اللجنة على التغييرات في اجتماع يعقد يوم 22 أغسطس الماضي، لكنها أجلت التصويت حتى نوفمبر المقبل.
قلق الأطباء والجمهور
وبمجرد أن تصبح المعايير نهائية، ستبدأ مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) عملية تحويل تقييم اللجنة إلى إرشادات تتبعها المستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ولذلك أعرب أفراد من الجمهور عن قلقهم بشأن الخطوة التي تتجه إليها مراكز السيطرة على الأمراض، خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتزايد حالات دخول المستشفيات والوفيات بسبب كوفيد لعدة أسابيع متتالية.
وقالت جويندولين هيل، الباحثة المتدربة في مركز Cedars-Sinai الطبي في لوس أنجلوس: “إن مرافق الرعاية الصحية هي المكان الذي يتعين على بعض الأشخاص الأكثر ضعفاً في مجتمعنا أن يترددوا عليه أو يقيموا فيه”.
وأكدت أن أقنعة N95 والتهوية الجيدة واستخدام تقنية تنقية الهواء يمكن أن تقلل معدلات انتقال كوفيد داخل جدران المستشفيات، و”تساعد على ضمان عدم مغادرة الأشخاص وهم في حالة مرضية أكثر مما جاءوا”.
فيما قال ألكسندر كالين، رئيس فرع الوقاية والاستجابة في قسم تعزيز جودة الرعاية الصحية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: “يسعدنا جدًا تلقي التعليقات، فهدفنا هو وضع مبادئ توجيهية تحمي المرضى والزوار والعاملين الصحيين”، مشيرًا إلى أن مسودة المبادئ التوجيهية ليست نهائية.
أقنعة N95 والأقنعة الجراحية
وفي يونيو الماضي، قدمت اللجنة الاستشارية لممارسات مكافحة العدوى في الرعاية الصحية مسودة تقريرها، مستشهدة بدراسات لم تجد أي اختلاف في معدلات الإصابة بين مقدمي الرعاية الصحية الذين ارتدوا أقنعة N95 مقابل الأقنعة الجراحية في العيادة.
ويتعارض استنتاجهم مع تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لعام 2022، الذي وجد أن قناع N95 يقلل من احتمالات الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 83%، مقارنة بـ 66% للأقنعة الجراحية و56% للأقنعة القماشية.
كما أنها تستبعد نتائج تجربة سريرية كبيرة نُشرت في عام 2017 وجدت أن أقنعة N95 كانت أفضل بكثير من الأقنعة الجراحية في حماية العاملين الصحيين من عدوى الأنفلونزا.
كما أن هذا يتناقض مع تقييم واسع النطاق أجرته الجمعية الملكية، الأكاديمية الوطنية للعلوم في المملكة المتحدة، الذي وجد أن أقنعة N95، كانت أكثر فعالية ضد كوفيد من الأقنعة الجراحية في أماكن الرعاية الصحية حول العالم.
وقالت كايتلين ساندلينج، الطبيبة وأخصائية علم الأمراض في جامعة ويسكونسن ماديسون، في تعليق عقب اجتماع يونيو: “من الصادم أن نقول إننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت أقنعة N95 فعالة ضد مسببات الأمراض المحمولة جواً، رغم أن فعالية أقنعة N95 راسخة علميًا وتعتمد على الخصائص الفيزيائية وفهمنا العلمي لكيفية انتقال العدوى عبر الهواء”.
فيما قالت ديبورا جولد، أخصائية الصحة الصناعية في وكالة السلامة المهنية في كاليفورنيا: “يجب على مراكز السيطرة على الأمراض ألا تقوض تنظيم حماية الجهاز التنفسي من خلال تقديم ادعاءات كاذبة ومضللة بأنه لا يوجد فرق في الحماية بين أقنعة N95 والأقنعة الجراحية”.
رفض وعيوب
جدير بالذكر أن ثلاثة ممثلين للجنة، كانوا من بين مؤلفي مقال افتتاحي في يونيو، جادلوا بأن المستشفيات لا ينبغي أن تطلب بعد الآن من جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والزوار ارتداء الأقنعة في المستشفيات. وقالوا: “لقد حان الوقت لإلغاء تنفيذ السياسات التي لا تناسب مسببات الأمراض المتوطنة”.
وقارنت اللجنة تقييمها لأقنعة N95 بعيوبها، حث استشهدت مسودتها بدراسة من سنغافورة قال فيها ما يقرب من ثلث العاملين في مجال الرعاية الصحية، معظمهم من الممرضات، إن ارتداء مثل هذه الأقنعة يؤثر سلبًا على عملهم، مما يسبب حب الشباب ومشاكل أخرى تتفاقم بسبب الظروف الحارة والرطبة والمناوبات الطويلة. وبدلاً من التخلص من الأقنعة، يوصي مؤلفو هذه الدراسة بارتداء أقنعة أكثر ملاءمة وفترات راحة منها.
ووقع مئات الأطباء والباحثين رسالة إلى مدير مراكز السيطرة على الأمراض في يوليو، أعربوا فيها عن قلقهم من أن توصيات اللجنة ستضعف الحماية في المستشفيات.
وحذروا من أن تقليص استخدام أقنعة N95 يمكن أن يكون له تداعيات على مخزونات الطوارئ، مما يجعل الأطباء والممرضات عرضة للخطر كما كانوا في عام 2020، عندما أدى نقص الأقنعة إلى زيادة العدوى.
وتوفي أكثر من 3600 عامل صحي في السنة الأولى من الوباء في الولايات المتحدة، وفقًا لتحقيق مشترك أجرته KFF Health News و The Guardian.
ويأمل الأطباء المعنيون أن تعيد اللجنة النظر في تقريرها في ضوء الدراسات ووجهات النظر الإضافية قبل نوفمبر، مشيرين إلى أنه “إذا انتهى بهم الأمر إلى تدوين هذه المعايير، فسيكون لذلك تأثير كارثي على سلامة المرضى، وسيؤثر على قدرة مقدمي الخدمة على الاستجابة للأزمات الصحية المستقبلية”.
