أخبار أميركااقتصاد

تضاعف معدل فقر الأطفال وانخفاض دخل الأسر بعد انتهاء مدفوعات جائحة كورونا

زاد معدل فقر الأطفال في الولايات المتحدة بأكثر من الضعف، وانخفض متوسط ​​دخل الأسرة العام الماضي 2022، بعدما انتهت المزايا والمدفوعات الحكومية التي كانت تتلقاها الأسر في عصر جائحة فيروس كورونا، وفقًا لتقرير صدر اليوم الثلاثاء عن مكتب الإحصاء الأمريكي.

يشير تعبير فقر الأطفال إلى ظاهرة الأطفال الذين يعانون من الفقر، وهو ينطبق على الأطفال الذين ينحدرون من أسر فقيرة، أو الأيتام الذين يعيشون على موارد الدولة المحدودة أو التي يمكن وصفها في بعض الحالات بالمعدومة.

كما يصف هذا التعبير الأطفال غير القادرين على تحقيق الحد الأدنى من المستوى المعيشي الذي تحدده الأمة التي يعيشون فيها.

ووفقًا لتقرير مكتب الإحصاء الأمريكي فقد انخفض معدل الفقر الرسمي للأمريكيين السود إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، وانخفض مؤشر عدم المساواة في الدخل للمرة الأولى منذ عام 2007، عند حساب الدخل قبل خصم الضرائب، بسبب انخفاض الدخل في فئات الدخل المتوسطة والعليا.

ومع ذلك، زاد مؤشر عدم المساواة في الدخل عند حساب الدخل بعد خصم الضرائب، وهي نتيجة أخرى لنهاية الإعفاءات الضريبية التي كانت ممنوحة في عصر الوباء.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن التقرير يعكس العوامل المتضاربة التي عصفت بالأسر الأمريكية خلال العام الماضي، حيث واجه العمال سوق عمل قوي، مع زيادة عدد الموظفين بدوام كامل عامًا بعد عام.

ووصلت نسبة النساء العاملات بدوام كامل على مدار العام إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، كما زاد دخل الأسر التي يديرها شخص ليس لديه مؤهل عالي، لكنهم عانوا بسبب ارتفاع معدل التضخم ونهاية مدفوعات التحفيز الحكومية في عصر الوباء.

فقر الأطفال

وخلال جائحة كوفيد-19 التي بدأت في عام 2020، قامت الحكومة الفيدرالية بتوسيع الإعفاء الضريبي للأطفال، وأرسلت مدفوعات إلى الأشخاص الذين عانوا من الوباء، مما أدى إلى خفض معدلات الفقر في عام 2021.

وانتهى توسيع الائتمان الضريبي للأطفال في نهاية عام 2021، فيما انتهت المزايا الأخرى المتعلقة بالوباء خلال العام الماضي.

ونتيجة لذلك، قفز معدل قياس الفقر التكميلي للأطفال 7.2 نقطة مئوية إلى 12.4% في عام 2022، وفقًا لمكتب الإحصاء.

وقالت ليانا فوكس، مساعدة رئيس القسم في مكتب الإحصاء، خلال مؤتمر صحفي: “يمثل هذا عودة إلى مستويات فقر الأطفال قبل الوباء”. وأضافت: “لقد رأينا أن الائتمان الضريبي للأطفال قد أدى إلى انخفاض كبير في فقر الأطفال”.

من جانبه ألقى الرئيس جو بايدن باللوم على الجمهوريين في الكونغرس لفشلهم في تمديد الإعفاء الضريبي المعزز للأطفال، وتعهد باستعادته.

وقال في بيان له إن “الارتفاع الذي تم الإبلاغ عنه اليوم في معدلات فقر الأطفال ليس من قبيل الصدفة”.

واعترض الجمهوريون على تمديد الائتمان بسبب القلق من أن الأموال قد تثبط عزيمة الناس عن العمل، وأن أي إنفاق فيدرالي إضافي من شأنه أن يغذي التضخم، الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا.

وكمثال على تغير الوضع وزيادة معدلات الفقر كان أحد مراكز مساعدة المشردين في مقاطعة أوسيولا بولاية فلوريدا يتلقى من 400 إلى 600 مكالمة شهريًا من الأشخاص الذين يطلبون المساعدة قبل الوباء، بينما أصبح المركز يتلقى الآن 1800 مكالمة شهريًا.

وقال المركز إن انتهاء توسيع الائتمان الضريبي للأطفال كان “مدمرًا” للأشخاص الذين يخدمهم المركز، مؤكدًا أن معالجة الفقر يجب أن تكون قضية مشتركة بين الحزبين، فالأطفال الجياع يجب أن يجدوا الطعام، وأن يكون لهم بيت له سقف يحتمون تحته”.

دخل الأسرة

بلغ متوسط ​​دخل الأسرة في عام 2022 حوالي 74.580 دولارًا، بانخفاض قدره 2.3% عن عام 2021، وأقل بنحو 4.7% عما كان عليه في عام 2019 قبل بدء الوباء.

وكان لدى الأمريكيين الآسيويين أعلى متوسط ​​دخل للأسرة، حيث بلغ حوالي 109000 دولار، في حين كان لدى الأمريكيين السود أدنى دخل، بنحو 53000 دولار.

وعلى المستوى الإقليمي، كان أعلى مستوى للدخل في الغرب، حيث بلغ حوالي 83000 دولار، يليه الشمال الشرقي بأكثر من 80000 دولار، والغرب الأوسط بأكثر من 73000 دولار والجنوب بأكثر من 68000 دولار.

معدلات الفقر

وبالنسبة لمعدل الفقر الرسمي الذي يعتمد على الموارد النقدية فقد بلغ في عام 2022 نسبة 11.5%، وهو لا يختلف إحصائيًا عن عام 2021، وبالنسبة للأمريكيين السود كان المعدل 17.1%، وهو الأدنى على الإطلاق.

أما بالنسبة لمعدل الفقر التكميلي فقد بلغ 12.4%، بزيادة قدرها 4.6 نقطة مئوية عن عام 2021، ويشمل مقياس الفقر التكميلي كلاً من الإعانات النقدية وغير النقدية ويطرح منها النفقات الضرورية مثل الضرائب والنفقات الطبية.

وانخفض معدل الأشخاص الذين يفتقرون إلى التأمين الصحي بمقدار نصف نقطة مئوية تقريبًا إلى 7.9%، مدفوعًا بحصول العمال على التأمين الصحي، والنمو في معدل الأشخاص الذين يتلقون الرعاية الطبية بسبب زيادة عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر في الولايات المتحدة.

ويشعر خبراء مكافحة الفقر بالقلق من أن معدل الفقر سوف يزداد سوءًا دون وجود حل نظامي طويل الأجل، حيث يتزامن التراجع عن مدفوعات عصر الوباء مع زيادة تكاليف الإسكان، والقفزات في معدل التشرد وارتفاع تكاليف المعيشة.

وأضافوا: “إن رؤية الزيادة في الفقر، وخاصة بين الأطفال، أمر مقلق للغاية، وإذا أردنا أن نكون دولة يكون فيها الحلم الأمريكي في متناول اليد، فعلينا أن نستثمر في أطفالنا ونحاول القضاء على الفقر في أمتنا”

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى