أخبارفن وثقافة

أيرلندا تودع المغنية العالمية سينيد أوكونور وتعترف بهويتها الإسلامية

توفيت المغنية الإيرلندية الشهيرة سينيد أوكونور عن عمر ناهز 56 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، وحياة شخصية مليئة بالتقلّبات والأزمات، آخرها وفاة ابنها البالغ 17 عاماً قبل عام ونصف العام.

وبجانب مسيرتها المميزة في عالم الغناء، كان لـ أوكونور عددًا من المواقف الإنسانية التي لا تنسى، بجانب التحول الكبير الذي حدث في حياتها عقب اعتناقها الإسلام.

ونعت عائلة الفنانة الراحلة فقيدتها في بيان قالت فيه: “ببالغ الحزن نعلن وفاة حبيبتنا سينيد.. عائلتها وأصدقاؤها مدمّرون، وطلبوا الخصوصية في هذا الوقت الصعب للغاية”.

ووفقًا لتقارير إعلامية فقد عثرت الشرطة على سينيد أوكونور ميتة في منزلها بلندن، ولم يتم تحديد سبب الوفاة، وقالت الشرطة إنها لا تتعامل مع وفاتها بأنها مشبوهة.

بينما قال الطب الشرعي إن الجثة ستخضع للتشريح لتحديد سبب الوفاة. وأضافت أن النتائج قد تستغرق “عدة أسابيع” لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت هناك حاجة للتحقيق.

تشييع الجنازة

وتكريمًا لمسيرة سينيد أوكونور بعالم الغناء، فتم إضاءة جسر صموئيل الموجود في مدينة دبلن مكان مولدها، بكلمات أغنيتها الناجحة Nothing Compares 2 U.

وتم تشييع جنازتها في مراسم خاصة، حيث تجمع الآلاف من محبيها في مسقط رأسها لإلقاء التحية الأخيرة.

وكان الآلاف قد تجمعوا أمام منزل المغنية الراحلة منذ ساعات الصباح الباكر، حيث مر موكب الجنازة من أمام المنزل الذي عاشت فيه لمدة 15 عاماً في بلدة باي في مقاطعة ويكلو جنوب العاصمة دابلن، وتوقف الموكب لبضعة دقائق خارج المنزل قبل أن تتحرك لإكمال مراسم الدفن، وسار الآلاف من الناس خلف الموكب، وألقى بعضهم عليه الزهور.

احترام العقيدة الإسلامية

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد تم تشييع جنازة أوكونور على الطريقة الإسلامية، حيث تضمنت مراسم الجنازة صلاة عليها من قبل الشيخ الدكتور عمر القادري، وهو عالم إسلامي وإمام في المركز الإسلامي بأيرلندا.

وأكد القادري أن اختياره لإقامة صلاة الجنازة على أوكونور كان “شرفاً” له، وقال “اليوم، أنا ممتن للغاية لإتاحة الفرصة لي لإمامة صلاة الجنازة الإسلامية على ابنة أيرلندا، شينيد أوكونور أو “شهداء صدقات”، بحسب الاسم الذي اتخذته بعد اعتناقها الإسلام”.

وأضاف: “إنه لشرف كبير أن أكون جزءاً من هذه المناسبة وأقدم خالص تقديري للأسرة لاعترافها بهويتها الإسلامية وقبولها”.

وكانت سينيد أوكونور قد اعتنقت الإسلام في عام 2018، وغيرت اسمها إلى شهداء صدقات، على الرغم من أنها ظلت تُعرف باسم سينيد أوكونور في حياتها المهنية.

وجاء اعتناق أوكونور الإسلام على يد العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عمر القادري، الذي وصفها وصفها بأنها متواضعة جدًا، وقال إن روحها كانت مباركة، وممثلة عظيمة للإسلام والإنسانية، وأمضت السنوات الأخيرة من حياتها كامرأة مسلمة وفنانة استثنائية، وامرأة محجبة تمثل العالم المتنوع والشامل الذي نعيش فيه اليوم.

حضور رسمي

حضر مراسم الجنازة الخاصة بـ أوكونور كل من الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز، ورئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار.

وقال هيغينز في بيان: “إن تدفق الحزن والتقدير لحياة وعمل شينيد أوكونور يوضح الأثر العميق الذي تركته في الشعب الأيرلندي”.

وأضاف: “المساهمة الفريدة لشينيد تضمنت تجربة فيها الكثير من الإحساس إلى جانب مستوى رائع واستثنائي من الإبداع الذي اختارت تقديمه من خلال صوتها وموسيقاها وأغانيها”.

وتابع أن مساهمتها كانت “استثنائية” من الناحية الموسيقي، لكنها جاءت من شخص يتحمل “ألم لا يُصدق، ربما أكثر من أن يستطع أي شخص تحمله”.

رحلة تقلبات

وعاشت أوكونور حياة متقلبة منذ أن أصبحت نجمة عالمية في عام 1990 بفضل أغنية Nothing Compares 2 U التي كتبها الفنان الأمريكي برينس.

وإلى جانب شهرتها كمغنية، اشتُهرت أوكونور أيضًا كناشطة حقوقية من خلال كفاحها ضد الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية التي اتهمتها بعدم توفير ما يكفي من الحماية للأطفال بوجه هذه الانتهاكات.

وأثارت الكثير من الجدل عام 1992 عندما مزقت صورة البابا يوحنا بولس الثاني على شاشة التلفزيون في الولايات المتحدة، احتجاجًا على دور الكنيسة الكاثوليكية في التستر على الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل رجال الدين.

كما أثارت المغنية الراحلة التي ادعت أن والدتها كانت تسيء معاملتها، جدلاً آخر في السنوات الأخيرة، حيث كانت تعبّر عن تقلباتها النفسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدثت عن مشاكل صحتها الجسدية والعقلية، وأظهرت ميولها الانتحارية، وتطرقت إلى علاقتها المعقدة مع عائلتها وأطفالها.

وفي العام 2022، أنهى نجلها شاين البالغ 17 عاماً حياته منتحرًا، وشكّل انتحاره صدمة تركت أثراً سلبياً كبيراً على حياتها، وأُدخلت المستشفى بعدما كشفت عبر شبكات التواصل الاجتماعي أنها تعتزم الانتحار بدورها.

وعلى الرغم من معاناة المغنية الراحلة من بعض المشاكل في الصحة العقلية، إلا أنها دافعت عن حقوق المرأة، وضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، والحركة المناهضة للعنصرية، في مذكراتها لعام 2021، قالت إنها لا تشعر بأي ندم لأنها كانت مهتمة بتسليط الضوء على قضايا مثيرة للجدل، فكانت لا ترغب في الشهرة.

وبحسب وكيلي أعمالها، أنهت أوكونور العمل على ألبوم جديد قبل وفاتها، وكانت تستعد لجولة فنية وتعمل على فيلم يعتمد على كتاب سيرتها الذاتية “ريممبرينغز” الصادر في العام 2021.

وفي رصيد المغنية الراحلة 10 ألبومات خلال مسيرتها الغنائية التي امتدت من العام 1987 حتى العام 2014، وفازت بجائزة غرامي عن ألبوم I Do Not Want What I Have، الذي حاز على إعجاب واسع بين الجمهور.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى