أخبار أميركاأميركا بالعربي

خبراء يحذرون: استمرار تدهور حال الإعلام العربي الأمريكي سيفقد الجالية العربية وجودها وتأثيرها

بقلم: راي حنانيا – ترجمته: مروة مقبول

مع إقامة أول مؤتمر وطني للرابطة الوطنية للصحفيين الأمريكيين (NAAJA) في شيكاغو عام 1999، تولد لدى الصحفيين والكُتاب وحتى الطلبة الأمل في إنشاء شبكة واسعة تضمهم وتركز على اهتمامات الجالية العربية في الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الوقت أخذت الرابطة على عاتقها مسؤولية توثيق وسائل الإعلام العربية الأمريكية الأصلية ودراسة أسباب اختفائها، في أعقاب تدهور حال الإعلام الإخباري العربي الأمريكي الذي بدروه يقوض وجود وتأثير العرب في أمريكا، بحسب ما ذكرت صحيفة The Arab daily News.

تمكنت (NAAJA) من جمع بيانات عن وسائل الإعلام الإخبارية العربية الأمريكية الأصلية لتوثيق التاريخ المبكر لأولى الصحف التي ظهرت في نيويورك وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.

وقد استغلت ذلك في عمل دليل للإعلام العربي الأمريكي على المستوى الوطني لمساعدة الأعمال التجارية ووسائل الإعلام الإخبارية على “رؤية” هذا المجتمع واستخدام وسائله الإعلامية العرقية كمصدر للمعلومات الواقعية.

قبل تصاعد العنصرية ضد العرب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 في مدينة نيويورك، كان هناك أكثر من 120 صحيفة عربية أمريكية مستقلة، بالإضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية العربية الأمريكية التي ركزت على توثيق الأخبار في المجتمع العربي الأمريكي.

وقد وثقت الرابطة الضرر الذي تعرضت له هذه الصحف ووسائل الإعلام العرقي بشكل كبير بسبب تزايد الكراهية ضد العرب.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2007 أن عدد الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية العربية قد انخفض بشكل ملحوظ بعد الهجمات الإرهابية إلى 79 مطبوعة فقط.

وكشفت بيانات قدمتها الرابطة الدولية للصحفيين الأمريكيين (INAAJA) عن استمرار اختفاء وسائل الإعلام العربية الأمريكية العرقية من الساحة الإخبارية، حيث وثقت 15 صحيفة فقط.

ورغم ذلك ازدهرت بعض وسائل الإعلام العربية، بما في ذلك شبكة راديو صوت العرب من أمريكا US Arab Radio التي قامت السيدة ليلى الحسيني، وهي صحفية أمريكية سورية الأصل، بتأسيسها في ديترويت لخدمة الجالية العربية هناك وأيضًا The Arab American News للصحفي المخضرم أسامة السبلاني.

Photo courtesy of Laila Alhusini

الانصهار في وسائل الإعلام الأمريكية

كشفت بيانات قدمتها جمعية صحافة الشرق الأوسط الأمريكية (AMJEA) ومقرها مدينة نيويورك أن عدد العرب الذين قرروا العمل لدى الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية السائدة قد ارتفع بشكل ملحوظ، فيما أطلق عليه “الانصهار في وسائل الإعلام الأمريكية”.

كما أوضحت المؤسسة، التي تركز على العرب في وسائل الإعلام الإخبارية الأمريكية السائدة، أن التحول من الإعلام العرقي الأمريكي العربي إلى الأمريكي سيفقد الجالية العربية وجودها.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام العرقية تلعب دورًا مهمًا في وجود مجتمع عرقي، فهو يركز على القضايا التي تهم هذا المجتمع، بينما تتناول وسائل الإعلام الإخبارية الرئيسية الأخبار التي تهم الجمهور الأمريكي الأوسع فقط وتكتب أحيانًا عن اهتمامات الأمريكيين العرب على المستوى المحلي.

والنتيجة هي أنه لا يوجد الكثير من القصص التي تغطي أحداث الجالية العربية الأمريكية، بما في شخصياتهم العامة و منظماتهم والتحديات التي يواجهونها ونجاحاتهم.

وأكدت على أهمية أن يكون لدى كل مجتمع أو أقلية عرقية ما يُسمى بـ”الصحيفة التسجيلية” newspaper of record، وهو مصطلح سائد لدى الصحافة الأمريكية، حتى يكون لها “وجود” بين المجتمعات الأخرى.

بينما أشار الصحفي المخضرم راي حنانيا إلى أنه كان يمكن أن تتعاون (AMEJA) و (NAAJA) ويُصبحا “شريكين”، حتى لا تنتقي وسائل الإعلام الأمريكية القصص السلبية عن الجالية العربية فحسب لنشرها.

“تمييز وقيود”

وعلى الرغم من زيادة عدد الأمريكيين العرب في الصحافة الأمريكية “المهنية” السائدة، إلا أنه في الغالبية العظمى من تلك الحالات لا يتمتع الصحفيون العرب بنفس الحرية التي تتمتع بها الجماعات العرقية والدينية الأخرى لتسليط الضوء على ثقافتهم الخاصة.

وعندما يشمل هذا الضوء السياسات المثيرة للجدل في الشرق الأوسط، فهو أقل جاذبية لوسائل الإعلام الإخبارية السائدة التي تسعى يائسة لتجنب أي تشابكات حول الصراع “الإسرائيلي الفلسطيني”، والتوترات بين العرب واليهود، أو التنديد بـ”معاداة السامية” للترويج للعلم الفلسطيني أو الإيحاء بأن الفلسطينيين لديهم حقوق يتم التمييز ضدها من قبل الحكومة الإسرائيلية.

هناك العديد من المنظمات العربية الأمريكية التي يجب أن تعمل مع INAAJA لاستكشاف هذه القضية بما في ذلك المعهد العربي الأمريكي واللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز التي تعقد مؤتمرها قريبًا في واشنطن العاصمة.

وأوضح راي حنانيا أن الجالية الأمريكية العربية ليس لديها وعي حقيقي بأهمية وجود وسائط إخبارية عربية أمريكية، وأكد أن تدهور حال الإعلام الإخباري العربي الأمريكي يقوض وجود وتأثير العرب في أمريكا.

وأشار إلى أن مع عدم وجود وسائل إعلامية تعمل على نقل أخبار الجاليات العربية في مختلف أنحاء البلاد وتربطهم ببعضهم البعض، لا نتوقع أن يكون لهم صوت قوي للدفاع عن حقوقهم والتغلب على التحديات التي يواجهونها.

فالمجتمعات العرقية التي تتمتع بوسائل إعلام عرقية قوية وحيوية تكون أكثر وضوحًا وتأثيرًا وفعالية في الدفاع عن حقوقها وتحظى بحضور قوي في المجتمع الأمريكي.

وأولئك الذين ليس لديهم إعلام عرقي قوي، مثل الجالية الأمريكية العربية، لا يزالون يواجهون التحديات ويعانون من التمييز والتهميش المستمر.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى